PYD دعوة للانفصال أم حزب وطني سوري؟؟

PYD دعوة للانفصال أم حزب وطني سوري؟؟

محاولة بحثيّة عن نشاط حزب الاتحاد الديمقراطي وأهدافه

دلير يوسف

 

يبدو أنّ الإجابة عن بضعة أسئلة متعلقة بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري “PYD” أمر خطر نسبياً، إذ رفض معظم من تواصلت معهم من ناشطين ومثقفين وسياسين يقطنون المناطق الكرديّة السوريّة الإجابة أو الإدلاء برأيهم فيما يخص هذا الحزب. إما خوفاً من اعتقال أو تهديد قد يصل حد القتل إن أدليت برأي مخالف أو خوفاً من مواجهة كورديّة كورديّة ليس أوانها الآن في زمن توحيد الصف الكوردي لمواجهة الخطر المحدق بنا“.

إذن قررت تلقف آراء وتحليلات مثقفي الكورد السوريين وناشطيهم وسياسيّهم من صفحاتهم الشخصيّة على مواقع التواصل الاجتماعيّة أو من خلال حوارات شخصية مع من تربطني علاقة معهم أو من خلال مقالات نشروها سابقاً.

الوصول إلى المعلومة صعب، لذلك لا تندرج هذه المادة تحت بند تحقيق صحفي، بل هي أشبه ما تكون بالمحاولة البحث عن نشاط هذا الحزب وتكويناته وعلاقاته المحليّة والإقليميّة، على أن يتبع لاحقاً ببحوث أكثر تفصيلاً وتحتوي على معلومات أكثر دقة.

يسيطر حزب الاتحاد الديمقراطي PYD “الفرع السوري لحزب العمال الكوردستاني PKK على حد تعبير البعضعلى معظم المناطق الكورديّة السوريّة وهي أكبر قوة عسكريّة كورديّة في سوريا. تسيطر قوات هذا الحزب على بعض المعابر الحدودية مع دول الجوار كما تبسط نفوذها داخل المدن ذات الغالبيّة الكورديّة. تقاتل ضدّ الجماعات الإسلاميّة في جبهات متعددة تمتد من حلب حتى الحدود العراقيّة التركيّة السوريّةفي شمال البلاد. الحزب عضو في هيئة التنسيق الوطنية بزعامة حسن عبد العظيم، كما تتردد شائعات على علاقات أو اتفاقات ضمنيّة مع نظام الأسد وهو أمر نفاه الحزب قيادات وكوادرفي مناسبات عديدة أبرزها في اللقاءات الصحفية لقائد الحزب صالح مسلم“.

يرتبط حزب الاتحاد الديمقراطي بقوة إقليميّة أبرزها حزب العمال الكوردستاني والذي يحارب في تركيا منذ عام 1984. يّتهم الـ PYD بنزعتهم إلى الانفصال عن سوريا وهي نفس التهم التي كانت توجه إلى معظم الكورد في سوريا خلال اعتقالهم في الأفرع الأمنيّة السوريّة في الفترة الممتدة منذ العام 1958 “تاريخ بدء الوحدة العربية مع مصروحتى اليوم. كما صرحت قيادات الحزب في مواعيد عديدة على عدم رغبتهم في الإنفصال كما معظم الأحزاب الكورديّة في سوريا، إذ لم يصدر أي بيان أو تعليق من أي من قيادات الأحزاب الكورديّة يشير إلى الانفصال عن سوريا بشكل صريح.

يقول صالح مسلم في حوار له مع جريدة السفير بتاريخ 31/10/2012: “الأكراد لا مستقبل لهم إلا ضمن الوحدة السوريّة. لا أهمية للمسميات التي تؤطر حضورهم في دمشق الديمقراطيّة، ولكن الأهم أن تحفظ حقوقهم“. كما قال محي الدين شيخ آلي سكرتير عام حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا يكيتي” (أحد أهم الأحزاب الكورديّة السوريّة ومن المكونات الرئيسيّة في المجلس الوطني الكوردي) في حوار مع صحيفة الراي بتاريخ 2/9/2013: “أكراد سوريا بالأمس واليوم في موقع الدفاع عن النفس لا أكثر ولا أقل. إنّهم يتمتعون بحضور فاعل ونشط في مجال الدفاع عن السلم الأهلي كونهم ينبذون التزمت الديني والتمييز المذهبي والاستعلاء القومي، إلا أنّهم في الوقت ذاته متمسكون بالدفاع عن حقوقهم القوميّة المهضومة ومناطقهم التاريخيّة المهمشة، وهذا يتعارض مع منهجية وسياسات نظام البعث وحكوماته المتعاقبة على سدة الحكم في دمشق منذ عام 1963، هذا النظام الذي له خبرة وباع طويل في تصويركورد سوريا على أنّهم انفصاليون، ساعده في ذلك ولا يزال موقف جماعات الإسلام السياسي وغيرها من النخب والفعاليات في مجتمعنا السوري الذي يشهد اليوم فظائع ومأساة رهيبة يتحمل مسؤوليتها بالأساس النظام الأمني الاستبدادي بشكل أساسي…………”

يسيطر حزب الاتحاد الديمقراطي على معظم مفاصل الحياة في المناطق الكورديّة، إذ لا يمكن القيام بأي نشاط أو فعاليّة أو مظاهرة دون الحصول على موافقة مكتب الحزب في معظم المناطق التي يسيطر عليها. لا توجد حواجز للقوات الكورديّة داخل الأحياء السكنيّة، يتوزعون فقط عند مداخل المدن لحفظ الحياة المدنيّة، إلا في حالات خاصة حيث ينتشرون بسرعة أينما أرادوا. لا توجد إحصائيات دقيقة عن أعداد المقاتلين في صفوف قوات الحمايّة الكورديّة وعتادهم.

لا يخفى على قارئ الأحداث في الساحة الكورديّة السوريّة الخلاف بين الأحزاب الكورديّة المنقسمة في معظم المجالات داخلياً كوردياًإلا أنّها تتوحد في صف واحد في مواجهة الخطر الخارجي الجماعات الإسلاميّةالقادمة إلى تحريرمناطق الكورد. أحد الطرفين قريب من حكومة إقليم كوردستان العراق بقيادة البرزاني والطرف الآخر الممثل بحزب الاتحاد الديمقراطي المنضوي تحت أمرة عبد الله أوجلان قائد حزب العمال الكوردستاني، والمسجون حالياً في أحد السجون التركيّة.

هل يرتبط هذا الحزب مع نظام الأسد؟ أو هل توجد اتفاقيات ضمنية فيما بينهما وخاصة فيما يتعلق بأمور محاربة الإسلاميين والأمور المتعلقة بالسيطرة عالى الثروة النفطيّة في مناطق الكورد؟

تكثر هذه الأسئلة المتكررة، حيث يتّهم الـ PYD بتعاملهم مع النظام وخاصة سيطرتهم على حقول نفط الرميلان وكيفية إجراء التعاملات مع دمشق وكيفية إيصال النفط إلى معامل تكرير النفط في مناطق سيطرة النظام، علماً بأن النظام ما زال يدفع رواتب موظفي رميلان حسب أحد المهندسين هناك“.

 

الإدارة الذاتية

أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي في الآونة الأخيرة الإدارة الذاتيّة في المناطق ذات الغالبيّة الكورديّة، ورغم وجود أعضاء من أحزاب أُخرى ومن قوى غير كورديّة في إدارة هذه المنطقة إلا أنّه ثارت أقاويل كثير حول رغبة حزب الاتحاد الديمقراطي بالانفصال وأن هذه ما هي إلا خطوة أولى في هذا الدرب، ووصل الحد إلى أن أصدر الائتلاف الوطني المعارض بياناً يستنكر فيه هذه الخطوة، فضلاً عن تصريحات أعضاء الائتلاف على الفضائيات وفي الصحف المنددّة والمستنكرة لما فعله الكورد، وهو ما لم يفعلوه حين استولت الدولة الإسلاميّة في العراق والشام أو ما يسمى بـ داعشعلى مدينة الرقة.

نفى معظم قيادي حزب الاتحاد الديمقراطي رغبتهم بالانفصال وصرحوا بأنّ ما يحدث هو رغبة سكان هذه المناطق بإدارة شؤونهم الداخلية أسوة بما حدث في مدينة حلب أو في الغوطة الشرقيّة في ريف العاصمة السوريّة دمشق.


يبدو أن البحث في صراعات هذا الحزب على مختلف الجبهات والتحقق من اهدافه وغاباته واستراتيجياته وخطط في الوصول إلى أهدافه أمر شائك، لكن لا بدّ من الغوص فيه، لهدفين: أولهما: إيصال حقيقة هذا الحزب إلى الناس وإيجاد دوره في سوريا الآن ومستقبلاً. ثانيهما: بسبب تأثير حزب الاتحاد الديمقراطي في الشارع الكوردي، إذ لا بدّ من تطمين هذا الشارع الكوردي الذي لن يقبل بعد الآن أن يتنازل عن جق تقرير المصير كأفراد وكشعب حسب معظم استطلاعات الرأي والحوارات مع الأفراد والسياسيين والمثقفين الكورد“.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.