السويداء

ليلى زين الدين

بعد غيابه لأكثر من سبعة أشهرٍ تتوقف العائلة عن انتظار عودته بعد اتصالٍ يؤكد خبر وفاته “قتيلاً تحت التعذيب”، لم يبق منه سوى محفظة وبعض الأوراق الشخصية التي تؤكد أنه “مأمون نوفل”، ذهب أخوه لاستلامها من الشرطة العسكرية، ولم تنفع مطالبه وصراخه فلا جثمان يمكن استلامه، فالوفاة مضى عليها أشهر ولا أحد يعلم أين دفن النظام جثامين معتقليه.

كل عشر ساعات يموت تحت التعذيب أحد المعتقلين في سجون النظام، وفقاً لمنظمة سواسية، بينما وثق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا حوالي (2646) قتيلاً ممن قضوا تحت التعذيب، ووفقاً للأرقام بين كل 8300 مواطن هناك قتيل سيكون تحت التعذيب، وهذا الرقم لا يضم المفقودين أو ممن طبق في حقهم حكم الإعدام دون إبلاغ ذويهم.

السويداء وهي المحافظة الهادئة والتي لم تشهد حراكاً موازياً للحراك الثوري الذي شهدته باقي المحافظات السورية، كان لها حصة من الموت تحت التعذيب، حيث وثق الناشطون مقتل 14 شاب من أبناء المحافظة في سجون النظام.

المعتقلون السابقون في سجون النظام يؤكدون، أن كل معتقل تتردى أحواله الصحية يترك في زاويةٍ من زوايا السجن حتى وفاته، ويأخذ رقماً ويتم ترحيله، البعض يتحدث أن النظام يقوم بدفنهم في مقابر نجها، والبعض الآخر يتحدث عن مقابر جماعية لضحايا التعذيب.

  جنازات ممنوعة

غالباً ما يقوم النظام بالتضييق على عائلات ضحايا التعذيب، عبر منعهم من نعوتهم كشهداء، وتهديدهم لمنع حدوث أي هتافٍ خلال التشييع، ومعظم مواقف العزاء التي تمت لقتلى التعذيب مضت بسلامٍ بالنسبة للنظام، الذي لم يجد من يوجه له أصابع الاتهام بقتل هؤلاء الشباب، باستثناء تشييع الدكتور أسامة بركة، الذي توفي بعد خروجه من المعتقل لكن على خلفية منع الدواء عنه والتعذيب الذي تعرض له، حيث استطاع معارضو مدينة جرمانا الهتاف لفقيدهم.

أحد المعتقلين السابقين والذي فضل عدم ذكر اسمه، يؤكد أنه إلى جانب التعذيب البشع بكافة الوسائل التي يستخدمها النظام، هناك الظرف الصحي والنفسي داخل السجن الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، فانقطاع الأوكسجين في “المهجع” كان يسبب له ولزملائه الاختناق في الكثير من الأحيان، علاوةً عن الأمراض الجلدية، وسهولة انتقالها.

 موثقة بالأسماء

تلك الظروف نفسها التي عاشها 14 شاب من أبناء السويداء تختلف حكاياتهم، وأسباب اعتقالهم، وآخرهم الشاب نورس هندي أبو سعيد “25 عاماً من قرية متان”، والذي علم أهله قبل أيامٍ بخبر وفاته بعد اعتقالٍ دام ستة أشهرٍ وذلك أثناء عودته من الأردن.

ولا يعلم أحد سبب اعتقال الشاب أبو سعيد، لا سيما أنه كان خارج البلاد، وليس له أي نشاط معارض، وتتحدث بعض المصادر عن تقريرٍ أمني، كان السبب في اعتقاله.

نايف حمزة العمر قرابة “40 عام من جرمانا” اعتقله الأمن العسكري بدمشق على خلفية مطالبته بالخبز على أبواب فرن جرمانا، وبعد اعتقال لثلاثة أشهر تم إخبار ذويه بوفاته داخل المعتقل ولم تسلم جثته، مع العلم أنه ليس من معارضي النظام.

وإذا لم يكن لبعض ضحايا التعذيب علاقة مباشرة بالثورة، فهناك  البعض الآخر ممن كانت تهمتهم هي العمل الإغاثي، كحال الشاب صفوان راوند “32 سنة من قرية ذيبين”، اعتقل لمدة ثلاثة أشهر على خلفية نشاطه في الإغاثة وتقديم المساعدات لدرعا، وتم ت تصفيته في فرع الأمن السياسي بدمشق.

ولا يخفى على أحد محاولة أهالي السويداء الامتناع عن إرسال أبنائه إلى الخدمة الإلزامية، حيث وصل عدد المتخلفين عن الخدمة الإلزامية إلى 12 ألف شاب من السويداء، ولهذا السبب لوفاة الشاب طارق حمد قماش من قرية الغرية تحت التعذيب، بعد أن اعتقله الأمن العسكري بسبب فراره من الخدمة الإلزامية بنية الانشقاق.

نادر رامز بريك مواليد قرية المزرعة، علم ذويه لوفاته تحت التعذيب وذلك بعد اعتقاله من قبل الأمن العسكري في دمشق حيث كان يعمل سائقاً على طريق لبنان.

نورس البني “28 سنة من قرية امتان” قتل تحت التعذيب في فرع الأمن العسكري.

لورنس رعد “من قرية القريا 31 عاماً” توفي تحت التعذيب في فرع الأمن العسكري بالسويداء وكان اعتقل مع أخيه على خلفية إسعافه لأحد الجرحى من محافظة درعا.

مأمون نوفل توفي تحت التعذيب بتاريخ 6/6 / 2013 وكان اعتقل من جرمانا بتاريخ 8/11/2012 من قبل فرع الخطيب (أمن الدولة).

اسماعيل مقلد من السويداء “قرية رامي” توفي تحت التعذيب بعد أن اعتقاله من قبل المخابرات لمدة شهرين.

حسين سالم شمس الدين عزام “30 عاماً” من قرية عريقة استشهد تحت التعذيب  بتاريخ 29/6/2013 في سجون النظام بدمشق ولم تسلم جثته.

كمال محمود مقلد توفي تحت التعذيب بتاريخ 2/4/2013، وكان اعتقل بتاريخ  27/ 2 /2013 من قبل المخابرات.

لؤي كرباج “27 عاماً” من سكان جرمانا توفي تحت التعذيب بتاريخ 1/4/2013 على يد قوات النظام في فرع الأمن العسكري بعد اعتقاله لعدة أشهر، وسبب الاعتقال كان دفاعه عن عائلة نازحة تقطن في جواره.

أسامة بركة من مواليد السويداء توفي إثر التعذيب الذي تعرض له بعد اعتقاله لنحو شهر على خلفية نشاطه السياسي ومساعدة المهجرين من قبل فرع أمن الدولة بدمشق حيث تم قطع الدواء عنه، وهو طبيب أطفال متزوج ولديه ثلاثة أولاد.

علاء عفيف حرب “40 عاماً” توفي تحت التعذيب في فرع الأمن الجوي، وهو من قرية المجيمر، تم اعتقاله على أحد الحواجز على طريق القريا، وذلك بعد تشييع صفوان شقير.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.