مدرسة

مرعي العامر

لا يملك علي “طالب في الثالث الثانوي” في دير الزور سوى ثلاثة كتب من منهاجه التعليمي فالكتب الأخرى التي يحتاجها تباع في مكاتب خاصة وتبلغ تكلفتها 9000 ليرة سورية لذا فهو يضطر لاستعارة بقية الكتب من زملائه.. وهو ما يعانيه غالبية طلاب دير الزور وطلاب غالبية المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

النقص الحاد في الكتب المدرسية يعتبر من أهم مشكلات العملية التعليمية في دير الزور بعد دمار غالبية المدارس أثناء قصفها من قبل قوات النظام والذي بطبيعة الحال أدى إلى دمار أثاثها ومناهجها.

أبو أحمد أستاذ في إحدى مدراس ريف ديرالزور يقول بأن هناك صعوبات شتى في تأمين نسخ كاملة لكافة الطلاب و”خصوصاً طلاب الشهادة” أي الثالث الإعدادي والثالث الثانوي، وذلك  بعد أن تعرضت كل التي كانت موجودة في مستودعات المدرسة للتلف نتيجة القصف.

الأساتذة ذاتهم لا يجدون كتباً لشرح المواد لذلك يستعينون ببعض الطلاب الذين احتفظوا مسبقاً بنسخهم كاملة ولم يقوموا بتسليمها للمدرسة مع العلم أن قلة قليلة من يمتلك نسخة كاملة بحسب أبو أحمد.

ووجود الكتب في المكاتب الخاصة لم يقدم حلاً للمشكلة كون هذه المكاتب تقوم باستغلال الوضع ورفع الأسعار وهو ما لا يهيئ للطلاب شراءها.

بحسب مدنيين من دير الزور فإن نقص المناهج قد يكون سبباً إضافياً في التسرب من المدار والاتجاه نحو العمل في ظل الصعوبات الاقتصادية … رامي يبيع الفجل على حافة طريق عام  يقول “أنا كنت في الصف الخامس الابتدائي ولم أحصل على أي كتاب  ولست لوحدي فقط  بل يوجد كثيرون لم يحصلوا على كتب غيري”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.