جهاديون

وفقاً لدراسة نشرها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن عدد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا إلى سوريا يفوقون بمستويات عدة أولئك الذين اتجهوا إلى العراق وأفغانستان.

وبحسب المصادر المختلفة فإن على الاراضي السورية أكثر من 9 آلاف مقاتل أجنبي.

ومنذ توافد المقاتلين الأجانب إلى سوريا في أواخر عام 2011، تتطابق مئات المصادر بلغات متعددة في تقدير عددهم بأكثر من 9 آلاف مقاتل يتوزعون على 80 دولة.

ومقارنة مع أبرز عمليتي تجنيد لمقاتلين أجانب حصلتا في التاريخ الحديث، نجد أن المقاتلين الذين اتجهوا إلى أفغانستان خلال 13 عاما، أي بين عامي 79 و92، لم يتجاوز خمسة آلاف شخص، وإلى العراق بين عامي 2003 و2007 بلغ أربعة آلاف شخص.

إذن عدد المقاتلين الذين اتجهوا إلى سوريا تخطى تلك المستويات إلى حد كبير وخلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز عامين.. لكن لماذا؟

عوامل عدة حددها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ساهمت في تمكن الصراع السوري من استمالة هذا العدد الكبير، على رأسها سهولة السفر، فمعظمهم يستقلون الطائرة إلى تركيا، ومن هناك إلى سوريا برا، فتركيا تعتبر وجهة سياحية بارزة لا تثير الشبهات، ومعظم المسافرين إليها لا يحتاجون إلى تأشيرات سفر.

أما العامل الثاني فيكمن في وجود شبكات تجنيد متمرسة حصلت على خبرات كبيرة من تجارب سابقة في العراق وأفغانستان، تساعدها وسائل تواصل اجتماعي تعتبر عنصر التجنيد الأكثر أمانا وانتشارا، حيث بات من السهل الدخول إلى موقعي “تويتر” و”فيسبوك” للتواصل مع مجندين محتملين أو بث أفكار معينة.

كما يساهم الصدى العاطفي للقضية السورية في جذب هؤلاء من شتى أنحاء العالم، كردة فعل على الوحشية المفرطة والمجازر التي يرتكبها نظام الأسد بشكل متكرر.

كما أن سهول العيش في بلد مثل سوريا يشكل عاملا مهما مقارنة بالجبال أو الصحاري في أفغانستان أو اليمن أو الصومال أو مالي، إضافة إلى تصاعد المشاعر الطائفية بسبب وحشية الصراع والاستفزاز الذي يشكله دخول مقاتلين مواليين للأسد من إيران وحزب الله والعراق ودول أخرى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.