SONY DSC

لانا جبر

حوّل تقنين التيار الكهرباء في مدينة دمشق حياة المواطنين إلى كابوس يلاحقهم في الليل والنهار لاسيما بعد ان أصبحت ساعات قطع التيار الكهربائي عشوائية لتزيد عن الـ 16 ساعة في اليوم الواحد، حيث يقضي سكان العاصمة أمسياتهم على ضوء الشموع وأصوات المولدات التي تصدح حتى ساعات متأخرة من الليل.

ولعل ما يزيد من “الطين بلة” كما أشار عدنان أحد سكان حي العمارة بدمشق هو ارتفاع درجات الحرارة واشتداد موجة الحر في دمشق، وهو ما يجعل من ساعات التقنين صعبة جداًً خاصة لمن لايملك مولدة يمكن أن يشغل من خلالها مروحة صغيرة.

في حين لم تخف مروة وهي من سكان منقطة جرمانا بأن الوضع في منطقتها “بات لايطاق” على اعتبار أن ساعات التقنين في جرمانا تزيد عن العاصمة وتصل إلى 20 ساعة في اليوم الواحد، مبينة أنّ عودة الكهرباء باتت حلماً حقيقياً بالنسبة لأهالي المنقطة على اعتبار أن الوضع الطبيعي في جرمانا بات انقطاع التيار في حين أن الاستثنائي هو عودته وهو أمر لامفر من التعايش معه.

ورأى سامر من سكان منطقة برج الروس أن هناك حالة “استياء الكبيرة” يعيشها سكان دمشق بسبب تردي وضع الطاقة ، على اعتبار أن هذا الوضع إنما يحرم المواطنين من ممارسة حياتهم الطبيعية .

وأشار هنا إلى أن معظم السيدات عزفن هذا الموسم عن تحضير المؤونة خوفاًً من فسادها، كما بتن يقمن بغسيل الملابس يدوياًً، على اعتبار أن تشغيل الغسالة بات من المهام المستحيلة.

أما ما يفاقم من مشكلة الكهرباء كما بين أحد سكان دمشق الذي فضّل عدم ذكر اسمه هوأنها تؤدي إلى انقطاع في المياه أيضاً لعدة أيام في الأسبوع الواحد، وهو يجعل من شرائها أيضاً مشكلة ثانية يواجهها السكان يومياً ويحملهم أعباء إضافية .

وهنا رأى المصدر بأن الحياة في العاصمة لم تعد بالسهلة بل تزادا “سوءاً يوماً بعد يوم” فهناك العديد من التحديات على القاطنين في دمشق مواجهتها.

وبالنسبة للأسباب التي جعلت من مشكلة الكهرباء تتفاقم في دمشق إنما تتعلق بالوقود بالدرجة الأولى، حيث تعاني حكومة النظام على مايبدو من نقص في توفير مادة الفيول اللازمة لتشغيل محطات الطاقة، وهو ما اعترفت به وزارة الكهرباء مؤخراً في تصريح لإحدى مسؤوليها على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أنّ السبب الرئيسي في زيادة ساعات التقنين لا علاقة له بجهوزية الشبكة، وإنما يتعلق بنقص الوقود “الفيول” اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء.

ولم تخف الوزارة بأن التقنين بات واقعاً حيث بيّنت، أن هذه الفترة من السنة تشهد ارتفاعاًً كبيراًً في درجات الحرارة، مما يؤدي الى زيادة الطلب على الطاقة الأمر الذي يؤثر سلبا على أداء خطوط نقل الطاقة ومراكز التحويل.

كما بينت الوزارة أن ما وصفته “بعمليات التخريب” التي طالت خطوط التوتر العالي، “تحتم” زيادة ساعات التقنين في جميع المحافظات.

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.