أسوشيتيد برس, 28 آب.

ترجمة موقع الحل السوري.

داعش اعتقال

بيروت_ بينما تقوم الولايات المتحدة بضرب أهداف للدولة الإسلامية في العراق، يسيطر المتطرفون المنتمون لنفس الجماعة الجهادية عبر الحدود في سوريا على مناطق جديدة، ويصبحون أكثر جرأة يوماً بعد يوم.

تسيطر جماعة الدولة الإسلامية على آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي والتي تعتبر مركز قوتها، وتتضمن أغلب المناطق المنتجة للنفط في سوريا. وقد أسست الجماعة نظام حكم متقن يشرف على كل جانب من جوانب حياة الناس في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

بدأت الولايات المتحدة القيام بطلعات مراقبة جوية فوق سوريا تمهيداً منها لغارات جوية محتملة ضد أهداف للدولة الإسلامية فيها. وقال الجنرال الأمريكي مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أنه لا يمكن القضاء على هذه الجماعة دون معالجة الجانب المقيم من التنظيم في سوريا.

 

نظرة على جماعة الدولة الإسلامية في سوريا:

الحجم والانتشار

تحتل جماعة الدولة الإسلامية – بحسب بعض التقديرات- ما يقارب من 35% من سوريا، أي نحو ثلث البلاد. وقد عززت سيطرتها على مناطق هائلة تمتد من نهاية أقصى الغرب على أطراف مدينة حلب، وتمتد عبر الشمال السوري، كما تسيطر على معظم المنطقة الشرقية.

تنتشر أيضاً هذه الجماعة في معظم المناطق ذات الغالبية السنية الواقعة في شمال وغرب العراق، وصولاً إلى أطراف مدينة بغداد. وتتضمن تلك المنطقة حقول نفط دير الزور – المحافظة الشرقية السورية – وأجزاء من محافظة الحسكة. كما تشمل أجزاءاً من محافظة حلب، فتتضمن المدن الكبرى منها مثل منبج والباب، حيث ترفرف الأعلام السوداء للجماعة على المباني الحكومية والساحات الرئيسية. ويمكن للجماعة نقل المقاتلين والأسلحة والبضائع بسهولة نسبية بين العراق وسوريا ذلك بسبب سيطرتها على الأراضي الواقعة على جانبي الحدود.

 

عاصمة الخلافة

إن عاصمة الدولة الإسلامية المعلنة هي الرّقّة، وهي مدينة تقع على نهر الفرات شمال شرق سوريا والبالغ عدد سكانها 500000 نسمة، وتعتبر الرّقّة مركز قوة الجماعة. وقد توافد المقاتلون الأجانب إلى الرّقّة من كل أنحاء العالم، والبعض منهم برفقة أسرهم.

كانت الرّقّة مركزاً تجارياً مزدهراً ومتنوعاً رغم أنها كانت دائماً مدينة محافظة بالحضور العشائري القوي فيها. أما اليوم، تُحرس المدينة مدة 24 ساعة في اليوم من قبل شرطة الآداب المعروفة باسم الحسبة، وهم مسلحون يرتدون جلابيب طويلة ما يؤكد تفسيرهم الصارم للإسلام.

وقد منعت هذه الجماعة المسلحة الموسيقا والتدخين، كما أجبروا النساء على التستر، وقاموا بتنفيذ عمليات قطع رؤوس لمنتهكي الأحكام الإسلامية ذلك في الساحة الرئيسية. وقد صُلب هؤلاء الذين قُتِلوا وعُلّقت أجسادهم. كما قامت مؤخراً بفرض منهج دراسي في مدارس الرّقّة وألغوا مواد مثل الفلسفة والكيمياء.

 

الحُكم والموارد

 

تُسيطر الجماعة عملياً على كل حقول النفط الرئيسية شرق سوريا من ضمنها حقل عمر، أكبر الحقول النفطية السورية، والقادر على إنتاج 75000 برميل يومياً. وبحسب عدّة ناشطين، فإن الجماعة قد استأنفت عمل بعض المضخات وبدأت بتأمين الإيرادات من خلال بيع النفط الخام وتصديره بواسطة بعض السماسرة إلى تركيا والعراق بالناقلات، وذلك بأسعار أقل من أسعار السوق. تتمتع الجماعة أيضاً بمزايا قيمة أخرى مثل سيطرتها على ثلاثة معابر حدودية رئيسية، وصوامع الحبوب وسد الفرات، أكبر السدود السورية. وقد أصبحت الجماعة متحصنة في أجزاء من سوريا خلال العامين الماضيين، وأقامت نظام حكم يشمل مكاتب إدارية ومحاكم إسلامية وشرطة مرور.

القوّة العسكرية

 

المجموعة عبارة عن قوّة قتالية هائلة في سوريا، تحارب كل من يقف في طريقها. وقد شاركت المجموعة – منذ قرابة العام – في حرب استنزاف مع الثوار المدعومين من الغرب، يسحقون نقاطهم الأمامية ويسيطرون على البلدات واحدة تلو الأخرى عن طريق القوة والترهيب.

قُتل مئات الناس في القتال، الأمر الذي قلّل من أهمية هدف الثورة الرئيسي لإسقاط الرئيس بشار الأسد. وقد قام مؤخراً الجهاديون بتحويل انتباههم ضد قوات الأسد، فاستولوا على سلسلة قواعد عسكرية من ضمنها مطار الطبقة في محافظة الرّقّة. وبعد مداهماتهم الخاطفة في العراق، حرّكت المجموعة الدبابات والمدافع وصواريخ أرض أرض إلى سوريا مُستعرضين أسلحتهم مؤخراً في الرّقّة.

يُعتقد أن مُعظم زعماء المجموعة يتواجدون في سوريا من ضمنهم عُمر الشيشاني، وهو شيشاني الأصل، وأحد أبرز الشخصيات العسكرية لدى الجماعة.

 

أعمال الأسد

 

صعّد الأسد مؤخراً من ضرباته الجوية ضد معاقل الدولة الإسلامية، ربما محاولةً منه لتجنّب التدخل الأمريكي، مُظهراً إمكانيته إنجاز العمل نفسه وليُظهر نفسه شريكاً للمجتمع الدولي. وفتحت الحكومة السورية الباب أمام التعاون المحتمل مع الولايات المتحدة الأمريكية لضبط جماعة الدولة الإسلامية لكنها تقول إن أية ضربات جوية من قبل الحكومة الأمريكية ينبغي أن تتم بالتنسيق مع دمشق. الأمر الذي يُعتبر مشكلة بالنسبة للولايات المتحدة، التي تخاطر الظهور على نفس الجانب الذي يظهر فيه الأسد والذي سعت حكومة أوباما للإطاحة به لسنوات. قد تُساعد ضربة الولايات المتحدة ضد جماعة الدولة الإسلامية في سوريا الأسد بتشريع حكومته على حساب أولئك الذين يسعون للإطاحة به.

من المرجّح أن أية غارة جوّية للولايات المتحدة سوف تُركّز على المناطق القريبة من الحدود العراقية وعلى أهداف لهؤلاء المتشدّدين مثل معسكرات التدريب في الرّقة، حيث تختفي تقريباً إمكانية الدفاع الجوي لقوات الأسد في تلك المنطقة.

التعقيدات

إن الضربة الجوية الأمريكية ضد جماعة الدولة الإسلامية في سوريا ستكون أكثر تعقيداً مما كانت عليه في العراق، حيث تم تعقّبهم من قبل حكومة بغداد، كما رسمت خطوط المعركة بشكل أوضح بكثير، أما في سوريا فالأمر أكثر تعقيداً مع وجود مجموعة من اللاعبين في الساحة العسكرية والذين يعملون بمقربة من بعضهم البعض، بما في ذلك جماعة الدولة الإسلامية، وجبهة النُصرة المرتبطة بالقاعدة، والثوار المدعومون من الغرب، والقوات المؤيدة للحكومة.

بينما تحث مجموعة من الثوار المدعومين من الغرب الولايات المتحدة على توسيع ضرباتها الجوية التي تستهدف جماعة الدولة الإسلامية، تقوم مجموعة أكثر تشدداً في سوريا بمعارضة أي تدخّل أمريكي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.