تركيا تلعب دوراً مهماً في المعارك المحتدمة على الحدود لمحاربة الدولة الإسلامية

تركيا تلعب دوراً مهماً في المعارك المحتدمة على الحدود لمحاربة الدولة الإسلامية

اوغلو1

ليز سلاي و إرين كونينَم, الواشنطن بوست. 3 تشرين الأول 2014.

ترجمة موقع الحل السوري.

 

أورفا, تركيا. قُصفت مدينة كوبانى الاستراتيجية الواقعة على الحدود السورية من قبل مقاتلي الدولة الإسلامية، مُستخدمين المدفعية ونيران الدبابات، ذلك يوم الجمعة حيث تعهدت تُركيا بمنع الفدائيين من السيطرة على المقاطعة المحاصرة.

أما في العراق، خططت قوات الأمن الحكومية لشن هجومٍ مضاد لإستعادة “هيت “، مدينة على نهر الفرات، بعد زعم الدولة الإسلامية سيطرتها على الشوارع ورفع رايتها السوداء، كما قام الجهاديون يوم الجمعة بإسقاط مروحية شمال العراق – وفق ما اقتبسته الأسوشيتيد برس عن مسؤول من وزارة الدفاع العراقية – وقد أبرز الهجوم قدرة الدولة الإسلامية على إسقاط الطائرة، كما أوضح تهديدها بالاستيلاء على مزيد من الأراضي في كلٍّ من سوريا والعراق.

تمثل كلتا الجبهتين اختبارات هامة لإثبات قدرة القوات البريّة _ المدعومة بالقوات الجوية للتحالف والتي تقودها الولايات المتحدة _ على إستعادة الأراضي الهامة من الوحدات المسلحة للدولة الإسلامية.

كوبانى ستمنح الدولة الإسلامية السيطرة على إمتداد خطير من الحدود التركية السورية، والذي يمكن أن يُستخدم لتوسيع طرق الإمدادات السرية. ففي العراق، تمثل هيت موطئ قدم في الوسط السني، وهي تبعد فقط 115 ميلاً عن بغداد.

تُظهر المعارك شدّة قوّة السلاح للدولة الإسلامية – الذي استولوا على معظمه من مواقع الجيش العراقي – والقيود المفروضة على الضربات الجوية التي تركّزت على شبكات تهريب النفط وإمدادات المسلحين.

يمكن أن تكون كوبانى _ المحمية من قبل الجيش الشعبي الكردي _ التحدي الأول لتركيا، عضو الناتو، بعد منح المشرّعين في أنقرة الحق بإجراء العمليات الحدودية في العراق وسوريا. بالإضافة إلى أن تركيا قالت أنها يمكن أن تسمح للقوات الأجنبية باستخدام أراضيها.

مهّد تصويت الثلاثاء الطريق أمام تركيا لتلعب دوراً أكثر نشاطاً في التحالف الدولي الذي شُكّل لمواجهة الدولة الإسلامية، لكن حذّر المسؤولون الأتراك من إحتمال حدوث أي تحول فوري في موقف تركيا.

ولكن بدلاً من ذلك، سيعقب التصويت مفاوضات بين أنقرة وواشنطن على شروط اشتراك تركيا في التحالف، ومن المقرر أن يزور وفد من المسؤولين الأمريكيين تركيا الأسبوع القادم.

وكانت تركيا قد امتنعت عن المشاركة لأنها تخاف من أن الحرب الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا ستساعد في دعم الرئيس السوري بشار الأسد الذي تعتبر تركيا بقاءه في السلطة أساس الاضطرابات في سوريا.

لم تستبعد تركيا _ على أية حال _ أي عمل أحادي الجانب على طول حدودها لخلق منطقة عازلة من شأنها المساهمة في حماية المدنيين – الطموح التركي طويل الأمد والذي عملت واشنطن على تجاهله مراراً. لقد هرب إلى تركيا أكثر من 160000 سوري مع تقدم الدولة الإسلامية نحو كوبانى، بالإضافة إلى أكثر من مليون ونصف لاجئ لدى تركيا من الحرب الأهلية السورية.

أشار رئيس الوزراء التركي أحمد داؤود أوغلو إلى أن تركيا قد تكون مستعدة للتحرك لحماية كوباني، كما يستعد المقاتلون الأكراد للهجوم التام. تصاعدت أعمدة الدخان إثر تعرض البلدة للقصف من قبل مقاتلي الدولة الإسلامية الذين وصلوا مشارفها في وقت متأخر من يوم الخميس.

تحدث أوغلو للصحفيين قائلاً: “نحن لانريد للبلدة أن تسقط، سنفعل ما بوسعنا لمنع حصول ذلك”، وفقاً للتعليقات التي اقتبستها أجهزة الإعلام التركية.

“ليس هناك بلد آخر لديه قدرة التأثير على مجريات الأمور في سوريا والعراق، كما أنه ليس هناك بلد آخر يتأثر مثلنا” ذكر مضيفاً.

على أية حال، فإن التدخل التركي المحتمل وضع حكومة الأسد في موقف صعب.

ينظر الأسد للدولة الإسلامية على أنها تهديد آخر متصاعد بعد محاربة الفئات الثائرة منذ عام 2011. وقد وقعت اشتباكات بين القوات الحكومية والثوار خارج مدينة حلب، على بعد حوالي 200 ميل شمال غربي دمشق.

ذكر حسّون أبو فيصل، الناطق باسم مركز حلب الإعلامي، والذي يتابع النزاع في سوريا: “تسيطر القوات السورية على بعض المواقع، لكن الثوار حاولوا الحفاظ على بقاء خطوط الإمدادات الرئيسية تحت سيطرتهم”.

كما اعترضت حكومة الأسد بشدة على العبور العسكري التركي إلى الأراضي السورية، ووصف بيان من الخارجية السورية أي دخول تركي محتمل كـ “عدوان ” ضد حكومة الأسد.

ولا يزال من غير الواضح إلى أي مدى تركيا مستعدّة للمضي في دعم الجهود العسكرية الواسعة ضد الدولة الإسلامية، والذي من شأنه تهديد العلاقات المضطربة مسبقاً مع سكانها الأكراد بأن تصبح أكثر تعقيداً.

حاولت قوات الدولة الإسلامية تعزيز قبضتها على هيت في العراق بعد معركة عنيفة دامت طوال يوم الخميس. استولى خلالها المقاتلون على مركز للشرطة ومبنى الحكومة المحلية، رافعين راياتهم السوداء على المدينة، حسب ما ذكر مسؤولون ومدنيون.

اضطرت قوات الشرطة والجيش العراقي للتراجع بعد أن تكبدوا خسائر جسيمة، هذا ما صرّح به أحمد صادق الدُليمي، مدير شرطة محافظة الأنبار، حيث تقع هيت.

وأضاف “احتشدت قوات الأمن العراقية المدعومة برجال العشائر السنّة خارج هيت لإستعادة السيطرة عليها”، ذلك يوم الجمعة.

وقال سليمان الكُبيسي عضو مجلس إقليم الأنبار: “كان هناك حرب شوارع في كل أرجاء هيت، كان هناك قتال طوال الليل”، وأضاف: “القوات تنتظر الأوامر فقط لتعاود دخولها إلى المدينة”.

ساهم في إنجاز هذا التقرير مراسلنا من بغداد كونينم، وريبيكا كولارد من بيروت، وبراين مورفي من واشنطن.

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.