السويداء1

ليلى زين الدين

بدأ النظام حملةً جديدة للتجنيد الإجباري في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، مع استمرار الحملات المضادة التي تدعو أهالي المحافظة الدروز لعدم الخدمة في الجيش.

وفي حادثةٍ ملفتة وقعت قبل أيامٍ قليلة طرد أهالي قرية المزرعة دورية تابعة للأمن العسكري داهمت المنازل بقصد سوق الشبان إلى الخدمة العسكرية.

المحافظة التي يعرف عنها موالاتها للنظام إذا لم نقل عداءها للثورة، تتحفظ على إرسال أبنائها لخدمة العلم، حيث وصل عدد المتخلفين عن الخدمة الإلزامية في محافظة السويداء ما يقارب 12 ألف شاب، في ازدواجيةٍ يرى فيها ناشطون أنها تدحض فكرة موالاة السويداء للأسد بشكلٍ أعمى.

وأطلق الناشطون في المحافظة عدداً من الحملات التي تندد بالالتحاق بجيش النظام، وكان آخرها حملة “لا للخدمة العسكرية في جيش يقتل شعبه”.

جميع المتخلفون عن خدمة العلم يحاولون إيجاد السبل لمنع سوقهم إلى التجنيد، ومن بين هذه الأساليب التوجه إلى لبنان واستصدار سند إقامة، كما فعل رائد الشاب الذي أجل خدمة العلم عدة مرات بحجة الدراسة، وما إن تخرج حتى لجأ إلى لبنان.

ويقول رائد: “من غير الممكن أن أذهب للموت بقدمي، ومن أجل من؟”، ويضيف “ليس لي أي عملٍ في لبنان لكنني سأستمر بالبحث حتى لا أضطر للعودة، وأعمل على استصدار سند إقامة يكلف ما بين 150 إلى 200 دولار، وأستطيع من خلاله زيارة سوريا مرة كل ثلاثة أشهر، لكنني لن أغامر بالعودة بسبب قرار لبنان بعدم استقبال السوريين”.

ويلجأ البعض الآخر من شباب السويداء إلى التطوع فيما يسمى بجيش الدفاع الوطني، ظناً منهم أن من يتطوع في صفوفه لا يتم سوقه إلى خدمة العلم.

ويشير أحد الناشطين من المحافظة إلى انتشار شعورٍ عام لدى أهالي السويداء بأنهم يموتون من أجل بقاء الأسد في منصبه، وهو ما دفع الأهالي إلى مساعدة أبنائهم على عدم الالتحاق بالخدمة العسكرية،

وطالب مشايخ الطائفة الدرزية النظام أكثر من مرة بعدم إرسال أبنائهم إلى المحافظات الساخنة، مقترحين أن يتم فرزهم في المحافظة نفسها لا سيما أنها تتعرض لمخاطر شأنها شأن باقي المناطق الموالية للنظام كما يقول رجال دين من المحافظة.

ولم تلق مطالبهم تلك آذاناً صاغية عند النظام الذي استمر في إرسال أبنائهم إلى الجبهات في المحافظات الساخنة، ليتجاوز عدد القتلى من أبناء المحافظة ممن قاتلوا إلى جانب النظام سواء كمجندين في الجيش أو كمقاتلين من الدفاع الوطني ما يزيد عن 250 شخص.

وفي المقابل انشق عدد كبير من أبناء السويداء عن جيش النظام، وكان أبرزهم الملازم خلدون زين الدين الذي أسس كتيبة سلطان باشا الأطرش والمجلس العسكري للمحافظة، وقتل في إحدى المعارك قبل عامٍ ونصف تقريباً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة