نصرة1

عقب مقتل أخويه في صفوف كتائب جبهة النصرة، يقول عامر الدغيس أنه لن يترك ساحة المعركة.

شيف مالِك، الغارديان، 31 تشرين الثاني 2014

ترجمة موقع الحل السوري

 

قال الجهادي البريطاني الذي قُتِلَ شقيقاه في الاقتتال الدائر في سوريا، أنه تغافل عن مناشدات والده بالعودة للوطن، وأنه سيواصل محاربة القوات الموالية لبشار الأسد “حتى الموت”.

عامر الدغيس ذو الـ 20 ربيعاً، هو آخر الناجين من مجموعة مكوّنة من أربعة مجاهدين من مدينة برايتون، والذين سافروا سراً هذا العام إلى سوريا للقتال في صفوف جبهة النُصرة التابعة لتنظيم القاعدة. تحدث عامر إلى صحيفة الغارديان قائلاً: ” لم أحضر إلى هنا … من أجل التجربة،” ويضيف أنه كان يصلي لله “من أجل أن تكون نهايتي بأفضل استشهاد في الصفوف الأمامية “.

وقال متحدثاً، بعد أسبوع من وفاة أخيه الأصغر جعفر ذو الـ 17 عاماً، والذي قُتل أثناء اقتحامه نقطة تفتيش تابعة للحكومة السورية: “لستُ قادراً على تحمل ترك الجهاد، والرحلة إلى الجنة “.

عُرف جعفر أنه أصغر بريطاني لقي حتفه خلال ثلاث سنوات من النزاع المرعب، وهو أيضاً ثالث شاب من برايتون يتوفى هذا العالم.

قٌتل عبدالله الدغيس ذو الـ 18 عاماً أثناء قتاله بجانب عامر في محافظة اللاذقية في شهر نيسان، وقد أُصيب عامر _أثناء تلك المعركة_ بعيارٍ ناري في معدته ولبث أشهراً حتى تعافى.

قُتل صديق الإخوة الثلاثة، إبراهيم كَمارا، ذو الـ 19 عاماً، وهو أيضاً من برايتون، في هجومٍ صاروخي للقوات الأمريكية على قاعدة تابعة للنُصرة في 22 أيلول، كما قُتل معه ثلاثة شبان شرق لندنيين من أصلٍ بنغلاديشي. وقد بلغ عدد البريطانيين الذين قُتلوا في النزاع 25 قتيلاً حتى الأن، وفق ما ذُكر.

الجهاديون الأربعة البرايتونيون غادروا المملكة المتحدة ودخلوا إلى سوريا عبر الحدود التركية ليقوموا بحمل السلاح دون علم آبائهم.

في يوم الثلاثاء، تحدث والد الإخوة، أبو بكر الدغيس، للصحفيين عن ذهوله بوفاة ابنه الثاني: “لا يمكن وصف الحزن الذي تملّكني على أبنائي، تعجز كلماتي عن وصفه “.

وقد دعا رئيس الوزراء البريطاني لتغيير قوانين مكافحة الإرهاب لجعل عودة المقاتلين الأجانب مثل أبناءه إلى المملكة المتحدة أسهل، وأن يتم إعادة تأهيلهم في المجتمع.

وقال: “ينبغي أن يُعامَلوا مثل طفلٍ ارتكب خطأ. لا أن يُزجّوا فقط في السجون… نحن لا نريد أن نفقد مزيداً من أطفالنا”.

ولكن، قال عامر الدغيس متحدثاً عبر الفيسبوك من سوريا: “لا أهتم كثيراً بالعودة للوطن… حتى لو كان الباب مفتوحاً”.

قال أنه يفتقد لعائلته، ولكن تذكّره لماضيه الرغيد، فقط يزيده عزماً وإصراراً على المحاربة لهزيمة الأسد ولتطبيق قانون الشريعة.

وقال الدغيس أنه هو وأخيه الأصغر تطوّعا في هذا الشهر للقيام بعملية كانت ستُنفّذ خلف صفوف جنود الحكومة السورية في ضواحي إدلب، في المنطقة الشمالية الغربية في سوريا.

قال الدغيس، والذي يحارب في صفوف النُصرة منذ بداية السنة، أنه تلقّى 15 يوماً من التدريب المكثّف قبل أن تقوم وحدته بشن الهجوم على ثلاث نقاط تفتيش حكومية مدججة بالسلاح ومدعّمة بالدبابات.

كما أضاف أنه تم فصله في فرقة مغايرة للفرقة التي كان جعفر يقاتل في صفوفها، ذلك قبل العملية، لذا لم يتمكن من رؤية أخيه يُقتل إثر إصابته بعيارٍ ناري في الرأس.

وأكّد التلفزيون الرسمي السوري، يوم الإثنين، أن جبهة النُصرة قد تسلّلت إلى المدينة المهمّة إستراتيجياً، وأنها سيطرت على مبانيٍ حكومية فيها، وفتحت جبهةً جديدة في الحرب الأهلية الدائرة.

وقال الدغيس أن مئات من جنود النظام قُتِلوا وتم أسر أكثر من مئة من قبل الجماعة الإسلامية المسلّحة.

وفي حديثه عن أوضاعه في سوريا قال: الطعام كان وفيراً ولكنه عادي للغاية. وملابسه التابعة لشركة زارا، والتي سافر بها من بريطانيا، لم تبقى سليمة في نطاق الحرب. كان يرتدي الآن أشياء تركها أخيه المتوفى عبدالله، إلى جانب بنطلون القتال وسترة من الطراز الأفغاني. وقضى معظم وقت فراغه في الصلاة والتدريب والتبشير لعامة الناس. وقال أنه لم يتصل مؤخراً مع أي من المقاتلين البريطانيين الآخرين.

أما في حديثه عن التحالف المُقترح بين الدولة الإسلامية (داعش) وكتائب النُصرة، قال الدغيس أنهم لم ينضمّوا إلى القوات، وأن داعش بحاجة لأن تتخلى عن الوهم بأنهم كانوا يُديرون دولة إسلامية ويتعاملون مع متطرفين في صفوفهم. “إنهم بحاجة لأن يعودوا إلى حقيقة أنهم ليسو خِلافة “، قالها الدغيس.

كما وصف الدغيس أخيه الأصغر بأنه كان مَرِحاً في شخصه، لكنه قال أيضاً أن جعفر كان في أغلب الأحيان صريحاً وجديّاً، مع نزوعه للخجل بشأن التعامل مع الغرباء. وأضاف: “لقد كان الأكثر حكمةً بيننا”.

أما أخته عيّوشة الدغيس، فقد وصفت شقيقها جعفر في تقريرٍ نشرته على الفيس بوك بأنه كان كمراهق مضطرب، وقالت أنه كان مجتهداً في واجباته المدرسية أثناء طفولته، “على النقيض من أخَوي الّذان كانا يحبان اللعب في الخارج، وكانا يُخططان دائماً لصرف نظر والديهما والهروب إلى الحديقة”.

على أية حال، فقد صارع في بداية مراهقته السلوكيات المزعجة، وتحول إلى الدّين كوسيلة للامتناع والابتعاد عن الشوارع كغيره من المراهقين. “ومنذ ذلك الحين لم يتغيّب ولا ليوم عن الدراسة، وكان يقضي وقت فراغه في النادي الرياضي”.

“كان أيضاً قد بدأ بالذهاب إلى مدرسة عربية… كُنت فخورة جداً به”.

 

[wp_ad_camp_1]

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.