لانا جبر

خمسة أيام ومياه عين الفيجة مقطوعة عن مدينة دمشق، لتبقي سكان العاصمة دون مياه للشرب، هي مشكلة جديدة طفت على السطح في المدينة، وباتت تقلق سكانها الذين يخشون أن تتحول مشكلة المياه إلى ما يشبه مشكلتي الكهرباء والوقود، دون حلول جدية على أرض الواقع.

بين أحد سكان المدينة والذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه تأمين الماء بات الشغل الشاغل للناس اليوم في دمشق بعد انقطاعها عن المنازل بشكل كلي، حيث لجأت معظم العائلات إلى تعبئة خزاناتها من صهاريج المياه الجوالة في العاصمة والتي باتت قليلة بدورها.

ولم تخف السيدة سعاد وهي ربة منزل، خشيتها أن تتحول أزمة تأمين المياه إلى أزمة روتينية تنضم إلى صفوف الأزمات الأخرى التي يعيشها مواطنو العاصمة، مبينة أن وعود الجهات الحكومية كثيرة بموضوع إعادة المياه للمنازل إلا أن التطبيق مازال “عصياً على التنفيذ”.

ولعل مشكلة مياه الشرب في مدينة دمشق إنما بدأت عندما قطعت الفصائل المعارضة مياه عين الفيجة المسؤولة عن تغذية الأحياء السكنية في العاصمة بمياه الشرب، وذلك بعد أن خرقت قوات النظام للهدنة القائمة مع قوات المعارضة المسيطرة على منطقة وادي بردى، وقصفت قراها وبلداتها، مما دفع الأخيرة لاتخاذ إجرائها بقطع المياه.

وفي هذا الإطار يشير ناشطون معارضون أنَّ التفاوض بين الطرفين لإعادة فتح مياه عين الفجة يبدو قائماً اليوم، حيث بيَّن المركز الإعلامي المعارض في وادي بردى على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي، أنَّ هناك لجنة من النظام تتفاوض مع الهيئات المدنية والعسكرية في وادي بردى التي أخذت على عاتقها إعادة ضخ مياه عين الفيجة، في حال وافق النظام على شروطها.

وتابع المصدر أن أهالي وادي بردى وضعوا شروطهم المتمثلة بوقف قوات النظام من قصفها وقنصها للسكان في وادي بردى، والإفراج عن المعتقلات من المنطقة، وانسحاب جيش النظامي إلى منقطة أشرفية الوادي، بالإضافة إلى فكه الحصار عن القرى المحاصرة في المنطقة، وذلك مقابل فتح مياه عين الفيجة، ودخول لجنة من مؤسسة مياه الشرب الحكومية لإصلاح الأعطال في شبكة المياه المتضررة بسبب قصف.

ولفت المصدر أن الهيئات المدنية والعسكرية في وادي بردى ستبدأ بضخ المياه إلى دمشق تدريجياً كباردة حسن نية لتنفيذ شروطها، مشيرة إلى أنه في حال لم تلتزم القوات النظامية بتنفيذ الشروط سيتم إعلان حرب مفتوحة بين الطرفين.

 

[wp_ad_camp_1]