375880821

 

يقول مقاتلون من الجيش السوري الحر ومن عدّة جماعات عسكرية إسلامية أن داعش تكسب حلفاء أو تعقد هدنات بسبب الغارات الأمريكية.

 

منى محمد، صحيفة الغارديان، 23 تشرين الثاني 2014.

ترجمة موقع الحل السوري

 

تُشجّع الضربات الجوية الأمريكية في سوريا المقاتلين المعارضين للنظام على تشكيل تحالفات مع الدولة الإسلامية (داعش) أو حتى على الفرار إليهم، وفق سلسلة مقابلات أجرتها الغارديان.

ينضم مقاتلون من الجيش السوري الحر والجماعات العسكرية الإسلامية إلى قوات داعش التي تسيطر على مساحات من سوريا والعراق، والتي قامت بقطع رؤوس ستة رهائن غربيين في الأشهر القليلة الماضية.

قامت بعض الألوية بتغيير ولائاتها، بينما يقوم آخرون بتشكيل تحالفات تكتيكية أو هدنات. وبدا الدعم بين المدنيين متزايداً أيضاً في بعض المناطق كنتيجة للعمل العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.

“داعش مثل المغناطيس الذي يجذب أعداداً كبيرةً من المسلمين”، قالها أبو طلحة الذي انشق عن الجيش السوري الحر منذ بضعة أشهر، ويمضي الآن مفاوضات مع مقاتلين آخرين من جماعات مثل جبهة النصرة كي يحذوا حذوه بالانضمام لداعش.

يقول أسّام مراد، وهو مقاتل منشق عن لواء للجيش السوري الحر قرب حمص والبالغ عدده 600 مقاتل: “ليس هناك مجال لمحاربة داعش بعد الحملة العسكرية الأمريكية ضدّهم”؟

أما أبو زيد، قائد لواء للجيش السوري الحر قرب إدلب، وهو منشق عن جيش الرئيس بشار الأسد، يقول: “يتسائل أهل المنطقة جميعهم لماذا لم يأتي التحالف الأمريكي لإنقاذهم من قذائف الأسد؟، إنما سعى التحالف لمحاربة داعش عندما سيطرت على بضعة مناطق قليلة. كنا نخوض معركةً عنيفة ضدّ داعش لأنها تريد السيطرة على مناطقنا المحررة. أما الآن، فإن لم نكن متحالفين معها، فنحن في هدنةٍ.

هؤلاء، وغيرهم من المقاتلين السوريين أخبروا الغارديان في مقابلات أجرتها معهم عبر الهاتف وعبر سكايب أن الحملة الأمريكية حوّلت مواقف بعض الجماعات المعارضة السورية والمقاتلين لتأييد داعش. يقول عمر وليد، وهو مقاتل في صفوف الجيش السوري الحر في حماة الواقعة شمال دمشق: “أنا خائف من أن معظم الناس سينضمّون في النهاية إلى داعش بسبب خيبة أملهم من الحكومة الأميركية. بإمكانك رؤية الكثيرين من الناس والقادة يتحوّلون إلى جانب داعش فقط بإلقاءك نظرةً على مواقع التواصل الإجتماعي”.

“لم نحصل خلال السنوات الثلاثة الماضية على أية أسلحة من الولايات المتحدة لمحاربة النظام، الآن فقط وصلت الأسلحة لمحاربة داعش”.

قال أبو طلحة أنه قد انضم إلى صفوف الجيش الحر بعد الإفراج عنه من السجن بعفوٍ منحه الأسد بعد فترة قصيرة من اندلاع الثورة في الـ2011، وأصبح قائداً للواء أنصار الحق في الغوطة، وهي ضاحية شرقية لدمشق. لقد تحرر من “أوهامه المتعلقة بالجيش السوري الحر ويعتقد على أية حال أنه مجرد أداة لأجهزة الإستخبارات الأجنبية الفقيرة في المعركة”. إنشق ليلتحق بداعش بعد أن أصيب أربعة من كبار مقاتليه، إصابات بالغة قبل شهورٍ قليلة.

“تعهدّت منذ ذلك اليوم ألا أحارب تحت راية الجيش السوري الحر ولا حتى لثانية. بحثت عن جهاديين صادقين من حولي لأحارب إلى جانبهم، لم أتمكن من إيجاد أفضل من مجاهدي داعش. أخبرت المقاتلين في لوائي أنني سوف أنضم إلى صفوف داعش، ولكم حرية اختيار طريقكم الخاص أو الإلتحاق بي” قال أبو طلحة.

وأعلن أيضاً أكثر من 200 من زملائه المقاتلين ولائهم لداعش، وقوبلت هذه الخطوة بالازدراء من قبل الألوية الأخرى للجيش السوري الحر، كما من قبل المدنيين. ثم بدأت من بعدها الولايات المتحدة وحلفائها بحملة من الغارات الجوية.

يضيف أبو طلحة قائلاً: ” كل هؤلاء الذين كانوا يهاجمونا لانضمامنا إلى داعش، جاؤوا لإعلان ولائهم لداعش. اثنان منهم كانوا قادة في الجيش الحر، أما الآخرون فقد كانوا مقاتلين في الألوية الإسلامية. وحتى الأناس العاديين يطالبون أن تحكمهم داعش”.

وأضاف أيضاً: “أعداداً قليلة فقط أعلنت ولائها الجديد بشكل علني، وكتائب كبيرة في إدلب وحلب ودرعا والقلمون وجنوب دمشق تعهدت سراً بالولاء لداعش. وأن العديد من كبار قادة الألوية في سوريا يجرون الآن حوارات معنا للاتحاد ولمحاربة العدوان الأمريكي كقوة موحدة”. لايمكن تأكيد ادعائاته بشكل موثوق.

مراد، مقاتل من لواء الرباط للجيش السوري الحر في حمص والمكون من 600 مقاتل، قال بأنه تلقى عرضاً من حركة حزم المدعومة من قبل الولايات المتحدة لتزويد وحدته بالأسلحة المتطورة في حال انضمامهم للمعركة ضدّ داعش، وبعد مضي ثلاثة أشهر، تم رفض العرض.

وقال: رغم إننا في أشد الحاجة ليس فقط للسلاح إنما للغذاء أيضاً، إلا أننا رفضنا هذا العرض المغري، فلا سبيل لنا بمحاربة داعش بعد الحملة العسكرية الأمريكية ضدها”.

وأضاف أنه كان وزملاءه يترقبون وصول مقاتلي داعش إلى حمص. “سنكون أول من يحارب في الجبهة إلى جانب داعش في اللحظة التي يلمس بها مقاتلي داعش تراب الريف الحمصي. إن هذا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ليس ضد داعش، إنه ضد الإسلام بأكمله”.

انضم مقاتلون من الميليشيات الإسلامية أيضاً إلى صفوف داعش. ففي إدلب الواقعة في الشمال الغربي لسوريا كان كلٌّ من جيش المجاهدين ولواء الشام ولواء أحرار الشام وجبهة النُصرة، كانوا يقاتلون ضد داعش في مطلع هذا العام، أما الآن فهم يدعون للتحالف معهم. ففي غضون إسبوعٍ واحد خلال شهر آب، إنضم أكثر من 1000 مقاتل من جبهة النُصرة في المنطقة إلى قوات داعش، وفق ما قاله علي سعيد، وهو الناطق باسم قيادة الجيش السوري الحر الثوري في إدلب.

قال أبو طلحة أنه كان يجري محادثات مع قادة جبهة النُصرة يطلب منهم إعلان ولائهم لداعش وأن يكونوا يداً واحدة ليهزموا بشار الأسد وجميع الطغاة في العالم.

وقال أيضاً: “يوجد قادة كبار لدى كتائب جبهة النُصرة ينتظرون ساعة الصفر للانضمام إلينا، وهم الآن أكثر وعياً للمخاطر الكبيرة التي تكمن وراء الحملة الصليبية الجديدة التي تقودها الولايات المتحدة ضدّ المسلمين والجهاديين”.

ووفقاً لهؤلاء الذين أُجريت معهم المقابلات، فإن المدنيين والمقاتلين يتحولون للوقوف إلى جانب داعش على حدٍّ سواء، أما وفقاً لأبو طلحة فإن الجماعة تكسب الدعم لأنها تُطبّق معايير اجتماعية وتزيد الأمن في المناطق التي تسيطر عليها.

وقال أيضاً: لقد افتتحنا 57 مطعماً عاماً مجانياً في مدينة الرّقّة يقدّمون ثلاث وجبات في اليوم لأي من المقيمين لتكذيب أي ادعاء يقدمه اللص بأنه مجبر على السرقة لكي يُطعم أطفاله. كما نزود السكان بالوقود المجاني أيضاً. ويضيف إن تطبيق قانون الشريعة أدى إلى انخفاض ضخم في نسبة الجريمة في الرقّة ومدن أخرى تسيطر عليها داعش.

إن القوة المهيمنة في الغوطة الشرقية قرب دمشق هي جبهة النُصرة، لكنها فقدت أراضٍ لصالح بضعة مئات من مقاتلي داعش، وفقاً لأهالي المنطقة. ويقول فاضل علي، وهو عامل في مطعم: “أستطيع أن أؤكد لكم أن داعش اليوم إذا أعلنت قدومها إلى الغوطة فإن جميع الألوية والمدنيين سيكونون مؤيدين لذلك بسبب اليأس وخيبة الأمل، لا نقوى على انتظار اليوم الذي ستصل فيه داعش إلى الغوطة”.

ليس لدى داعش ما يكفي من الأسلحة لأعداد الجهاديين الأجانب والمحليين الذين يرغبون بالإنضمام إلى صفوفها. يقول أبو طلحة: “يُعلن مجاهدون من الجزائر والمغرب واليمن ولائهم لداعش، وقريباً سنكون في غزّة وبعدها في إيران. فالناس بدأوا يدركون أن داعش تدافع عن السنّة”.

وقال: “إن التزايد في دعم داعش كان أمراً لا مفرّ منه، الناس يختنقون ولا يمكنهم الصمود أكثر. فحتى القطة الصغيرة إذا ما دفعتها إلى زاوية فإنها سوف تخدشك. إنهم يقتلوننا ويذبحوننا، لماذا يجب علينا البقاء صامتين حيال ذلك؟”.

 

[wp_ad_camp_1]

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.