SYRIA-CONFLICT-ALEPPO-ARMY

سارة الحاج ـ اللاذقية

توقفت معظم اﻷفران الخاصة داخل مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري خلال الأسبوع الجاري عن العمل، وذلك بسبب نقص مخصصات مادة الطحين لكل فرن، حيث بيّن عاملون في الأفران الحكومية داخل المدينة أنه تم تخفيض المخصصات بنسبة 60 بالمئة في ظل ارتفاع أعداد السكان الوافدين إلى المدينة، والنازحين إليها من قرى الريف، ومن المحافظات السورية اﻷخرى، وأضافوا أن النظام خفّض ساعات العمل في اﻷفران، بسبب انقطاع الكهرباء عن المدينة 16 ساعة يومياً، ونقص مادة المازوت اللازمة لتشغيل اﻷفران ومولدات الطاقة.

وقامت السلطات في اللاذقية باغلاق فرن غزال الحكومي في شارع القوتلي ﻷسباب مجهولة، وتروي ديمة وهي لناشطة مدنية في اللاذقية، قصصاً عن معاناة الناس الصباحية في الوقوف ساعات طويلة ضمن طوابير أمام الأفران لتأمين ربطة الخبز، كما بلغ سعر الربطة خارج الفرن الحكومي مئة ليرة سورية في حين أنها في الفرن بـ 25 ليرة، “لكن المواطن سيعاني وربما يمضي أغلب يوميه في انتظار الحصول الخبز”، مضيفةً أن مشاكل كثيرة تحصل، ومشاجرات تتحول غالبا إلى “الضرب والمهارتات بين الناس”. 

ويرى علاء الحسن وهو شاب من المدينة أن استمرار الوضع على هذا الحال سيؤدي إلى “حدوث المجاعة”، فارتفاع نسبة الفقراء في المدينة بات واضحاً، أمام ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية، حيث بلغ سعر كيلو الأرز 400 ليرة سورية وكيلو السكر 350 ليرة، والأزمات المتكررة التي تعانيها المدينة من نقص الخبز إلى نقص الغاز والمحروقات وارتفاع أجور النقل أرهقت سكان اللاذقية.

تعيش المدينة تضييقاً أمني خانقاً من قبل قوات النظام السوري، كما أن حملات التجنيد الإجباري والاعتقالات باتت منتشرة بكثرة، ويرى أبو رشاد الهارب من مدينة اللاذقية مؤخراً باتجاه الريف الواقع تحت سيطرة المعارضة، أن استمرار العيش في اللاذقية في ظل هذه الظروف هو أمر “أكثر إيلاماً من الموت”، في المدينة التي تودع يومياً عدداً كبيراً من شبانها إلى خارج الوطن.

وأمام هذه المعطيات أطلق مجموعة من الناشطين في المدينة حملة بعنوان “أنقذوا مدينة اللاذقية “، وبحسب هشام حاج سليمان وهو عضو في الحملة فإن أهدافهم هي “تسليط الضوء على معاناة الناس فيها ونقل الواقع المؤلم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكسب مؤيدين للحملة داخل وخارج المدينة”، حيث تقوم الحملة بتوزيع مناشير سرية ليلاً داخل المدينة لتنبيه الناس إلى مايقوم به النظام، وضرورة العودة إلى العمل السلمي، و”الوقف مع الجيش الحر”، وأشار سليمان إلى أن الحملة جاءت “لتذكر الثوار بالمدينة وتحضهم على ضرورة فتح معركة في الساحل لتحريرها من النظام وفك الحصار عن السكان فيها”.
وشهدت مدينة اللاذقية مؤخراً حسب ما أكد ناشطون من المدينة مظاهرات بين المؤيدين للنظام السوري على خلفية أزمة الخبز والوقود وذلك في أحياء الدعتور وبسنادا. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.