حياكة

مي محمد

هي ثورات صغيرة كانت الثورة السورية هي الحافز الأكبر عليها، ثورات تتمثل في قصص مشاريع وأفكار خلّاقة يديرها شبان سوريون حررتهم الثورة، وفق ما يصفون، من القوالب والقيود، ودفعتهم لإحداث تغيير جذري في حياتهم.
“شال” هو مشروع تعليمي بسيط، وهو عبارة عن قناة على اليوتيوب وصفحة على موقع فيس بوك تهدف إلى تعليم تقنيات وآليات الحياكة، وتعرف صاحبة فكرة شال عبر صفحة المشروع “كبكوبة مجهولة المعالم من الخيطان.. وتارةً أخرى هي قطعة فنيّة رائعة.. أحياناً تكون لوحة كبيرة.. وأحياناً أخرى تكون لمسة صغيرة ساحرة”.
يبث “شال” عبر قناة اليوتيوب فيديوهات تعليمية للحياكة، بدءاً من مبادئها الأساسية، ويزيد عدد متابعي القناة عن ألفي متابع،  وتتميز القناة بالشرح المبسط الذي يمكّن أي متابع للقناة من إتقان أعمال الحياكة.

كندة الحملي (24 عاماً)، صاحبة المشروع، غادرت سوريا نتيجة الملاحقة الأمنية، ولم تكمل دراستها في مجال التصميم الداخلي في دمشق، وتدرس الآن التربية وفق نظام “المونتسوري”، بدأت تتعلم فن الحياكة قبل ثلاث سنوات عن طريق اليوتيوب والفيديوهات التعليمية، وأتقنت “عدداً هائلاً” من التقنيات بشكل ذاتي بالاعتماد على فيديوهات ناطقة باللغة الإنكليزية وبدون أي دورات تعليمية، ونتيجة لضعف و”ضحالة المحتوى العربي على الإنترنت” وكون معظم التقنيات المعتمدة حالياً في العالم عربي تقنيات “متوارثة وعفا عليها الزمن” تشجعت الحملي لإضافة مادة متكاملة عن فن الحياكة على الانترنت، تكون جميع المصطلحات المستخدمة فيها عربية و”هكذا ولدت فكرة شال”..
المشروع جهد ذاتي

تقوم كندة بتصوير الفيديوهات الخاصة بأعمالها وحدها، حيث تكتب سيناريو كل فيديو وتصوره باستخدام كاميرتها، وتقوم بأعمال المونتاج والنشر والتفاعل مع متابعي القناة، وتعاني من مشاكل أثناء التصوير تتعلق بالإضاءة ونقاء الصوت وزاوية واضحة الرؤية.

عن تفاعل الجمهور مع المشروع تقول إن جمهور القناة  يقوم بإرسال الكثير من نماذج أعماله ليتم عرضها، حيث تلاحظ من خلال متابعة العديد من أصدقائها ومعارفها للصفحة أن هناك تطوراً في مهاراتهم في الحياكة من خلال متابعة القناة.

 

الثورة أعطتني المكان

“الثورة حررت صوتي وأعطتني مكاناً، ففي المظاهرة الأولى كنت عاجزة عن الهتاف، وفي المظاهرة الثانية أحسست أن صوتي كان مرتفعاً جداً، كنت أصرخ ملء فمي وتحولت بعد ذلك من فتاة يتجمد صوتها إذا طلب منها تجربة الميكروفون، إلى فتاة قادرة على تصوير فيديوهات كاملة، بل أصبحت أحب سماع صوتي في الفيديوهات التي أقوم بتصويرها”.
وتكمل: “عشت قصة حب عاصف بدأت مع بدايات الثورة، حيث تعرفت على زوجي الحالي ضمن مظاهرة، ومن خلال هذه العلاقة كسرت الكثير من القوالب الاجتماعية البالية، وتحررنا سويا من التقييمات العقيمة، ويشكل زوجي اليوم بالإضافة لعائلتي الداعم الأكبر لمشروعي”.

تتمنى كندة وجود استديو صغير تقوم فيه بتصوير فيديوهاتها بشكل احترافي، وعن طموحاتها المستقبلية لمشروع شال، فإنها ترغب بافتتاح معرضها الخاص، وأن تجتمع بمحبي الحياكة بشكل دوري من خلال لقاءات يتم فيها إنجاز بعض المشاريع، بينما تتمثل قمة طموحاتها بأن ينضم رجال إلى هذه المجموعة، أسوةً بمجموعات حياكة ألمانية واسترالية شهيرة، حيث لا تزال بانتظار أن يتواصل معها شاب مهتم بأعمال الحياكة عبر قناتها على اليوتيوب أو الفيس بوك .

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.