مسؤول لدى الأمم المتحدة: لقد استنفذنا كل الكلمات ولم يعد لدينا ما نصف به النزاع في سوريا

مسؤول لدى الأمم المتحدة: لقد استنفذنا كل الكلمات ولم يعد لدينا ما نصف به النزاع في سوريا

10836456_749966338406209_1700315864_n

CNN – لورِنزو فِرّيجنو، 16 كانون الأول 2014.

ترجمة موقع الحل السوري.

 

(CNN) نيويورك- قالت إحدى كبار مسؤولي الأمم المتحدة بإخبار مجلس الأمن أنها استنفذت العبارات لتصف الحالة المتدهورة في سوريا، ذلك يوم الإثنين.

فقد ذكرت فاليري آموس، أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: “نستخدم في كلّ مرة رقماً جديداً فيما يتعلق بالأزمة السورية، ونقول بأن هذا الرقم لم يسبق له مثيل. لقد نفذ ما لدينا من كلمات لوصف كامل أعمال العنف الوحشية، ولوصف الإهمال الشديد للحياة الإنسانية والذي يُعتبر السمة المميزة لهذه الأزمة”.

كما ذكرت آموس أنه قد قُتل 200000  شخص تقريباً خلال الثلاث سنوات المستمرة للنزاع السوري، وقد أُصيب مليون آخرون، وقالت في وصفها للحرب هناك ثلاث أطراف مقاتلة حول نطاق الحرب، تحارب بعضها البعض دون أي إعتبار لآلاف المدنيين والأطفال العالقين في منتصف هذا النطاق.

وأضافت آموس قائلة: قامت الحكومة السورية باستخدام البراميل المتفجرة في المناطق المأهولة بشكل كثيف بالسكان، كما قامت باعتقال المواطنين “بشكلٍ تعسفي” وأخضعتهم للتعذيب وللضرب الشديد بشكلٍ خطير. وقامت الجماعات المعارضة المسلحة بإحتجاز رهائن من السكان المحليين، كما قامت بقتل المدنيين باستخدام قذائف الهاون المتفجّرة والسيارات المفخخة. أما مسلحوا الدولة الإسلامية “داعش” فهم من قاموا “بأشد أنواع الإيذاء الشامل” للمدنيين، من ضمن ذلك القتل العمد والاسترقاق والاغتصاب والتهجير والتعذيب المبرح.

تواصل – جميع الأطراف المتورّطة في النزاع – انتهاك القوانين الأكثر أهمية والتي تأتي بعواقب وخيمة، أضافت آموس.

أما وكيل الأمين العام للأمم المتحدة فقد وصف الوضع بالحالة المروّعة جداً خاصة فيما يتعلق بأطفال البلد.

ذكرت تقارير بأن الأطفال يُعدمون ويُصلبون وتُقطع رؤوسهم ويرجمون حتى الموت – علناً- وبشكلٍ خاص من قبل الدولة الإسلامية “داعش”، وأن هذا الأمر ازداد خلال الشهور الأخيرة الماضية. أما بقية الأطفال يُدرّبون في معسكرات للتدريب العسكري، تكون أعمارهم صغيرة أحياناً لتصل لـ 5 سنوات، قالت آموس.

وأضافت: “إن هذا الصراع ليس مدمراً للحاضر السوري فقط، إنما يدمّر مستقبله أيضاً”.

ولم تفلت المواقع التي تُعرَف عادةً بالملاذ الآمن من الاستهداف، مثل المستشفيات والمدارس ومركبات الأمم المتحدة للإغاثة الواقعة في مناطق النزاع، فقد تعرّضت للهجمات أيضاً.

قالت آموس مستشهدةً بإحصائيات من أطباء عاملين لدى حقوق الإنسان أنه: تم خلال التسعة أشهر الماضية تعرّض 70 منشأة طبية للهجوم في كافة أنحاء البلاد، 60 من هذه الهجمات نفذتها قوات الحكومة. و خلال الفترة ذاتها تم قتل 150 من العاملين في الطاقم الطبي، 97 منهم قُتلوا أثناء تأدية واجبهم الطبي.

كما أضافت آموس: تواصل الحكومة السورية سحب الأدوية والمعدّات والمستلزمات الطبية من قوافل الأمم المتحدة، بما في ذلك تلك اللازمة للتدخّل الجراحي مثل المضادات الحيوية والحقن الدوائية، بينما تمنع قوات المعارضة دخول الإمدادات الطبية إلى المدن المُحاصرة.

تواجه المدن المحاصرة حالةً كبيرةً من الإخفاق في التوصل إلى اتفاق لتسوية الأوضاع فيها.

تقول آموس: “لسنوات، لم يُسمح لأحد بالخروج من المدن المحاصرة، ولم يُسمح بدخول المساعدات الإنسانية إليها”، قالت ذلك قبل وصفها للتكتيك الجديد في إحدى البلدات المحاصرة قائلة: “سُمح لكميات ضئيلة من المساعدات الإنسانية بالدخول إلى البلدة، معطيةً آمالاً لهؤلاء الناس، ولكنها قليلة جداً، وبإمكان تلك الكمية فقط أن تساعد جزءً بسيطاً جداً من هؤلاء الناس الذين هم بحاجة لها. ازداد الأمل عند هؤلاء، لكنه سرعان ما خاب وبشكلٍ شديد. مراراً وتكراراً تخيب الآمال”.

وذكرت آموس أيضاً أن الأمم المتحدة ميّزت منذ شهر شباط 35 هجوماً على الأقل تم بشكلٍ مباشر على المدارس أو قربها مؤدياً إلى وفاة 105 أطفال على الأقل، وتم ذلك باستخدام قنابل جوية أو سيارات مفخخة أو قذائف الهاون المتفجرة.

وحثّت آموس أعضاء مجلس الأمن على تأمين التزام جميع الأطراف المتنازعة في سوريا بتنفيذ القرارات التي نصّوا عليها: إنهاء الاستخدام العشوائي للأسلحة، حماية الأطفال من الإنتهاكات، رفع الحصار عن المدن المحاصرة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون أية عوائق.

“يوجد قوانين حتى في الحرب” قالت آموس.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.