ألبسة

لانا جبر

“ركود في أسواق دمشق” رأي اجتمع عليه سكان المدينة وتجارها خلال فترة الأعياد، فمن جانبهم وجد المواطنون أن أسعار معظم البضائع وخاصة الألبسة منها خيالية، وليس باستطاعتهم تحلمها،  في حين برّر التجار ارتفاع الأسعار بانخفاض قيمة الليرة أمام الدولار الأميركي.

“أسواق مدينة دمشق تعج  بالناس والازدحام في بعضها  يعطي إيحاءاً كاذباً بأن هناك حركة بيع وشراء”، هكذا وصف صاحب أحد محال الألبسة في سوق القصاع الوضع، مؤكداً أن الواقع يؤكد عكس ذلك، فحركة البيع تكاد تكون شبه معدومة، والبضائع مازالت مكدسة في المحال كما هي.

ولم يخف المصدر أن هناك ارتفاعاً بأسعار مختلف السلع بما فيها الألبسة وحتى المواد الغذائية في فترة الأعياد، إلا أنه أعاد ذلك إلى  واقع الليرة وتدهورها، وحالة الترقب والخوف من ارتفاعات جديدة للدولار أمامها، الأمر الذي خلق برأيه  حالة من  القلق بين المواطنين بمختلف شرائحهم، ورفع من الأسعار بنسب كبيرة.

في حين وجدت إحدى السيدات أن أسعار السلع  في الأسواق وبخاصة الألبسة منها وصلت إلى أرقام خيالية ليس باستطاعة الأسرة اليوم تحملها، مشيرة إلى أن سعر “الجزمة العادية يبدأ من ـ 20000 ليرة سورية ما يعادل مئة دولار، وأسعار الكنزات تبدأ من  8000  ليرة وماوفوق، أما سعر بنطال الجينز العادي فيزيد عن  15000 ل.س”.

ولم تسلم حتى “البجيامات” من ارتفاع الأسعار كما تابع المصدر، فسعر البيجامة يبدأ من 12000 ل.س ، في حين أنَّ متوسط راتب المواطن السوري لايتجاوز الـ 15000 أي ثمن بيجامة أو بنطال،  حسب تعبيرها.

وهنا ذكّر زياد وهو رب أسرة وموظف في إحدى الداوئرة الحكومية، بأن راتبه لايتجاوزالـ 20000 ل.س، وهو مبلغ لم يعد يكفي حتى الأيام العشرة الأولى من الشهر، ولذلك حاول وأسرته، تناسي شهر الأعياد ومتطلباته، فلا شجرة ولا زينة ولا ملابس جديدة للأولاد، ولاحتى هدايا، حيث اقتصرت طقوس العيد لديه على التجوال في الأسواق فقط حسب وصفه.

ربما بات حال زياد هو حال معظم العائلات السورية، حيث أكدت رنا بأن ما تقوم به وأسرتها اليوم، هو التجول في الأسواق فقط ، فشراء ملابس جديدة بات “مستحيلاً” ، واصفة الحالة بأنها “جنون في الأسعار”، لايمكن لجيوب المواطنين مجاراتها  براتب بقي ساكناً منذ ثلاث سنوات، في حين أن الليرة السورية  تفقد يومياً الكثير من قيمتها.

أما بالنسبة لواجهات المحال في أسواق الملابس، فعبارة تخفيضات لاتكاد تغيب عن أي واجهة، حيث تراوحت نسب الخفيضات بين 30% إلى 50%، إلا أن مواطنين وصفوا هذه التخفيضات “بالوهمية”، هدفها جلب الزبون إلى المحل لا أكثر ولا أقل، وبينت المصادر أن القطعة التي كان سعرها 20000 ل.س تترواح بعد التخفيضات بين 18000 ل.س و15000 ل.س وبالتالي ماتزال مرتفعة بالنسبة لدخل المواطن.

وهنا وجد أحد المواطنين أن معظم البضائع المعروضة في المحال اليوم هي بضائع قديمة وكاسدة، حيث لم تكلف المصنع أو التاجر الذي استوردها هذه المبالغ الكبيرة، وبالتالي هم يحاولون تحقيق أرباح إضافية على حساب المواطن مستفيدين من حالة الفلتان وعدم الرقابة من الجهات الحكومية.

 

السلع الغذائية ليست بأفضل حال

ولم تسلم أسواق الأغذية من الارتفاع خلال موسم الأعياد مواكبه أسعار الدولار أيضاً، حيث ارتفع سعر كيلو الفروج ليصل إلى 700 ل.س، كما وصل سعر صفد البيض إلى 600 ل.س خلال الأيام الماضية، وهو مايعلله المسؤولين بأزمة تجتاح قطاع الدواجن، كما ارتفعت ايضاً أسعار الخضار والفواكه بنسب متفاوتة بين 10 إلى 20 ل.س للصنف الواحد، متجاوزة  بذلك أسعار النشرة الرسمية التي تصدر عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بأشواط، وهو ما اجتمع أيضاً ليزيد أعباء المواطن خلال فترة الأعياد.

تخبط طبيعي مع تدهور سعر الصرف

وبدوره وجد خبير اقتصادي في لقاء مع موقع الحل السوري أن مايجري في أسواق دمشق هو تخبط طبيعي بسبب تدهور قيمة الليرة السورية أمام الدولار، والتي فقدت حتى اليوم حوالي ثلاثة أرباع قيمتها، فالتاجر يرفع بضاعته بنسبة أكبر حتى يحقق أرباحاً مضاعفة في حال ارتفع سعر الدولار أكثر، وهو يجعل المواطن في حالة ذهول من الأسعار.

وبين الخبير الاقتصادي بأن تكلفة البضائع وحياة المواطنين الاقتصادية باتت تقاس حسب أسعار الدولار في السوق السوداء وتذبذبها، في حين أن التعامل الفعلي مازال  وفق الليرة السورية، الأمر الذي يجعل من الفجوة كبيرة بين المدخول والمصروف، ويحول واقع الأسعار إلى حالة تفوق قدرة المواطن الشرائية.

ولفت الخبير بأن سعر الدولار أمام الليرة السورية وصل اليوم إلى 210 ل.س، في حين تجاوز في سعره الرسمي الـ 180 ل.س، في وقت لايتجاوز فيه راتب المواطن الـ 100$ فقط.

 

 

 

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.