قتل

ليزيد ديردن، THE INDEPENDEN ، 4 شباط 2015.

ترجمة موقع الحل السوري

يدّعي مراقبون أن قوات بشار الأسد قتلت ما يقدر بنحو 330 مدنياً في سوريا منذ مطلع هذا العام وحده، في الوقت الذي تبقى فيه عيون العالم ثابتة على داعش.

إن التفجيرات والهجمات الكيميائية قد تم تنفيذها بشكل كبير وغير ملحوظ في الوقت الذي تواصل فيه ما تسمى بالدولة الإسلامية حملتها الدامية.

أثارت داعش رعباً عالمياً بنشرها مقاطع فيديو تحتوي قطع رؤوس وبتر للأطراف وعمليات صلب ومذابح وجرائم قتل، كان آخرها حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حتى الموت.

تم توثيق قسوة المجموعة الشنيعة مع المدنيين، خاصةً في ما يتعلق باضطهاد الأقليات الدينية ومن لا يتفق مع تفسيراتهم العنيفة للشريعة الإسلامية.

ولكن، في حين تقوم داعش مبتهجةً بنشر تسجيلات الفيديو الدعائية لدمويتها في كل أنحاء العالم، فإن فظائع النظام بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة المحظورة والأسلحة الكيميائية تسري دون توثيق وبدون أن يلحظها أحد.

تشن قوات الرئيس الأسد حرباً أهلية على عدة جبهات _ ضد داعش، الجيوش الشعبية الإسلامية الأخرى، الجماعات العلمانية الثائرة، ولإخماد المشاعر المناهضة للحكومة السورية والتي بدأت في عام 2011 تحت ما يسمى بالربيع العربي-.

سجلّ المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي مقره لندن 127 غارة جوية فقط خلال 24 ساعة في مطلع هذا الأسبوع، شنها النظام مستخدماً المروحيات وطائرات النظام.

وقال متحدثاً باسم الحكومة البريطانية أنه يجب على كل من الولايات المتحدة والقادة الدوليون الآخرون “الذين يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان” “يجب عليهم العمل بجدّية أكبر لإيقاف الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية في سوريا بشكل يومي”.

وأضاف: “إنه من العار على هؤلاء الذين يدّعون احترام حقوق الإنسان بمجرد كتابتهم ونشرهم للبيانات”.

يُصنّف المرصد الهجمات التي تشن في كل من خان شيخون وجاسم ودوما على أنها “مجازر” ، كما سجّل ضربات فتاكة في كل من محافظة حلب وإدلب وحماه ودرعا وريف دمشق ودير الزور.

كان من بين المدنيين الـ 57 الذين قضوا في هجمات يوم الاثنين خمسة أطفال، وأكثر من مئة جريح، بحسب ما ذكر المرصد.

وفقاً للهدف المفترض من هجمات النظام، قتل ما لا يقل عن 100 مقاتل خلال نفس الضربات، من ضمنهم الثوار الإسلاميون والمتشددون الأجانب على جانبي الصراع.

وقد أحصى المرصد أكثر من 2000 غارة جوية قامت قوات النظام بشنها في أنحاء سوريا في شهر كانون الثاني، ما أسفر عن مقتل 271 مدنياً من بينهم 50 طفلاً وعشرات النساء، وأدت لإصابة ما لا يقل عن 1000 شخص.

من غير الممكن إحصاء تكلفة الأضرار التي لحقت بالمنازل والشركات والبنى التحتية، حيث تشير التقديرات إلى عشرات الآلاف من الناس الذين مازالوا مرحّلين ونازحين.

ادعت المجموعة أنه تم استخدام البراميل المتفجرة في العديد من الضربات. إن الأسلحة الممنوعة _ المفضّلة بسبب رخصها وانفجارها من المركز وبشكل دائري _ هي عادةً اسطوانات غاز أو براميل نفط مكتظة بالمتفجرات والشظايا المعدنية والتي يتم إسقاطها من المروحيات أو الطائرات.

تم إقرار قرار خاص من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال السنة الماضية يقضي بمنع استخدام الأسلحة المحظورة، لكن قام المراقبون بجمع أدلة من مواقع عِدة للتفجيرات، يقولون أنها تثبت استخدام البراميل المتفجرة التي ما تزال تمطر على المناطق المدنية.

يدعو المرصد السوري لحقوق الإنسان مجلس الأمن لإصدار قرار آخر يدين نظام الأسد على “قصفه العشوائي”، ولإلزام جميع الأطراف في سوريا بالتوقف عن استخدام البراميل المتفجرة والأسلحة الثقيلة في المناطق المدنية.

ودعا أحد المتحدثين الدول الأعضاء إلى “العمل بجدية أكثر لوقف جرائم الحرب الضد إنسانية المرتكبة يومياً بحق الشعب السوري، ولإحالة ملف هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية”.

وأوصى المرصد بأنه إذا استمرت كل من روسيا والصين باستخدام الفيتو لمنع هذا، يجب أن يتم تأسيس محاكم خاصة للتعامل مع النظام السوري.

قتلت الحرب الأهلية السورية حتى الآن أكثر من 203000 شخص، من ضمنهم 65000 من المدنيين و10400 طفل في فترة زمنية تقل عن أربعة سنوات، وفقاً لأحدث التقديرات.

وفي تقرير هيومن رايتس ووتش السنوي العالمي، اتهمت قوات لأسد والميليشيات الموالية للحكومة السورية بتكثيف الهجمات على المناطق المدنية وكذلك القيام بعمليات إلقاء قبض واعتقال وتعذيب واخفاء قسري للمعارضين، جميعها بصورة غير قانونية.

تقول المنظمة إنه لم يتم متابعة الإدانة الدولية للهجوم بالسلاح الكيماوي على الغوطة في عام 2013 لتحقيق العدالة بشأن الضحايا، وبالرغم من أن الاتفاقية اللاحقة بشأن الأسلحة الكيميائية شهدت سوريا توافقاً على تدمير كل السلاح الكيميائي المعلن عنه لديها، إلا أنها ما تزال تستخدم غاز الكلور.

وثّقت هيومن رايتس ووتش استخدام لأسلحة أخرى غير شرعية، من ضمنها القنابل العنقودية.

وأشار التقرير إلى أن “كل من جماعة الدولة الإسلامية المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا،  وجبهة النُصرة، كانتا مسؤولتان عن الانتهاكات الممنهجة والواسعة النطاق، بما في ذلك استهداف المدنيين وعمليات الخطف والإعدام”.

وتتحرى الحكومة الأمريكية حالياً بشأن إدعاءات بأن الغارات الجوية لقوات التحالف أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين خلال هجماتها ضد داعش.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.