كايلا

CNN كاثرين إي شويتشيت وجاسون هانا وباميلا براون, 11 شباط 2014.

ترجمة موقع الحل السوري.

 

(CNN) والدا كايلا مولر قد كانوا يحملون أملاً، ولكن اكتشفت عائلة الرهينة الأمريكية المحتجزة لدى داعش أخباراً مدمرة يوم الثلاثاء. وبحسب مسؤولين، فقد تلقت عائلتها تلك الأخبار في رسالةٍ من آسريها، وقالت عائلتها في بيان: “نحن مُفجَعون أن نخبركم بأننا قد تلقينا تأكيداً بأن كايلا جين مولر قد فقدت حياتها”، وأضافت: “كانت كايلا إنسانة عطوفة ومخلصة. كرّست كل حياتها وشبابها من أجل مساعدة هؤلاء المحتاجين للحرية والعدالة والسلام”.

وقالت برناديت ميهان، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إن داعش قامت بإرسال رسالة خاصة إلى العائلة في نهاية الأسبوع، “عندما تم إثبات صحة هذه المعلومات من قبل جماعة المخابرات، خَلصوا إلى أن كايلا كانت ميتة”.

وكان من ضمن الرسالة التي أُرسلت للعائلة صور، ظهرت في إحداها ملفوفة بالكفن، ولكن كانت هناك دلائل كافية ليتعرف كل من عائلتها والطبيب الشرعي عليها، بحسب ما تحدّث به مسؤول أمريكي مطّلع على المسألة.

كما ذكرت صحيفة النيويورك تايمز أن الصور أظهرت أيضاً كدمات على الوجه، ولكن لم يُستوضح فيما لو كانت إصابتها متّسقة مع كونها قُتلت في أنقاض بناء مهدّم كما تدّعي داعش.

لا تثبت المعلومات الجديدة الطريقة التي ماتت بها مولر، أكد هذا الكلام مصدر مطلع على القضيّة بشرط عدم الكشف عن هويته.

ذكرت جماعة داعش يوم الجمعة أن مولر، البالغة من العمر 26 عاماً والتي تعمل عاملة إغاثة، والمأسورة في الشمال السوري في عام 2013، كانت قد قتلت في بناء ضرب خلال الغارات الجوية الأردنية على مدينة الرقة، العاصمة الفعلية للمسلحين في سوريا. ولم تقم داعش _ في هذه الأثناء _ بتقديم أي برهان يدعم إدعائها، باستثناء صورة تظهر فيها أنقاض بناء.

لكن متحدثاً باسم البيت الأبيض ألقى بلائمة موتها على داعش بشكل مباشر يوم الثلاثاء، وقال المتحدث جوش آرنست: ” ومع ذلك، فإن ما حصل كان مهمةً أوكلتها إليها المنظمة بدون رغبتها. ما يعني أنهم مسؤولون عن أمانها وسلامتها، ولذلك فهم مسؤولون عن موتها “.

إن تأكيد نبأ وفاة مولر اجتذب إشادات وتعازي من كل أنحاء البلد والعالم. ففي الأردن _ حيث أقسم القادة المهتاجون غضباً بالانتقام بعد أن قامت داعش بحرق الطيار الأردني المأسور حتى الموت _ أعرب محمد المومني، المتحدث باسم الحكومة عن “الحزن والغضب” على وفاة مولر.

كما طلب حاكم أريزونا، دوغ دوسي، أن ترفرف الأعلام على السواري في المباني الحكومية الرسمية حتى مغيب يوم الأربعاء على شرفها.

وقال متحدث باسم عائلتها وأصدقائها من مسقط رأسها في بريسكوت أريزونا، إنهم ما يزالون يجدون القوة في رغبتها غير المحدودة كما بدت لمساعدة أولئك المحتاجين ومشاركتهم آلامهم.

وقرأت صديقة مولر، كاثلين داي، ملصقاً كتبته عاملة الإغاثة في سوريا على مدونتها قبل أسرها: “ينبغي على كل إنسان أن يتصرف. يجب أن يوقفوا هذا العنف. الناس يهربون. لا نستطيع تحمل هذا. إنه فوق ما يطاق. آمل أنه بإمكانكم إخبار العالم بأسره عما تحدثتُ هنا، وما رأيت”.

ما قالته داي هو ما سينفذه كل من الأهل والأصدقاء الآن.

“حاولوا إسكاتها، سجنوها، أبقونا صامتين بعيداً عن الخوف. لكنها الآن حرّة، وقالت إنها حتى في أسرها وجدت الحرية، وإنها ممتنة، لذلك لمع نورها”, تحدّثت داي للمراسلين، وأضافت: “نشكركم لأنكم سلّطتم الضوء ليس على كايلا، إنما على المعاناة التي رأتها كايلا. ودعونا نخبر سوريا أننا سمعناكِ، وسوف نسعى لفعل شيء بشأنك”.

فشلت محاولات الإنقاذ

قالت متحدّثة من عائلة مولر: “جعلت مولر من مساعدة الآخرين مهنة حياتها، تخرّجت من جامعة أريزونا الشمالية في عام 2009، وعملت مع جماعات إنسانية في شمال الهند، إسرائيل والأراضي الفلسطينية “.

“كان لديها حضور هادئ، وكانت روحها حرة، تدافع دائماً عن هؤلاء الذين كانوا يعانون ويريدون منها أن توصل صوتهم.. كانت تدعوا كايلا لمساعدة أولئك الذين يعانون، سواء كانوا في وطنها في بريسكوت أو على الجانب الآخر من العالم” تحدّثت به كل من عماتها لوري ليون وتيري كريبس  يوم الثلاثاء.

وقالت عائلتها سقطت مولر في أيدي مُختَطفيها في حلب بسوريا، في شهر آب من العام 2013، بعد تركها مستشفى أطباء بلا حدود.

كما قالت عائلتها إن داعش اتصلت بهم في شهر أيار ببرهان أنها كانت على قيد الحياة. وفي نهاية المطاف، قال المتشدّدون أنهم سوف يقومون بقتلها إذا لم تدفع العائلة ما يقارب سبعة ملايين دولار بتاريخ 13 آب 2013. بحسب مصدر مقرّب من عائلتها. ومن غير الواضح ماذا حصل بعد ذلك التاريخ.

وقال مسؤولون إن عدداً من المفاوضات ومحاولات تحرير مولر باءت بالفشل.

تحدّث ممثل مجلس النواب لدى جمهورية أريزونا باول جوسر إلى جاك تابر (CNN) أنه حاول كما حاول الأعضاء تسهيل عملية إطلاق سراح مولر عدّة مرات. فالمفاوضات بين عائلتها وداعش من جهة، تضمّنت _ بحسب قوله _ مناقشات فيما لو يمكن لمولر أن تُحَوّل لتصبح سجينة في سجن تكساس، حيث تمت إدانتها بالتآمر مع العدو.

قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن حكومته عملت على إطلاق سراح مولر ورهائن آخرين. وذكر متحدّثاً في مقابلة مع أخبار BuzzFeed: “كرّسنا مصادر هائلة، ودائماً نكرّس مصادر هائلة لتحرير الأسرى أو الرهائن في أي مكان من العالم. وقمت بتوظيف غرفة عمليات كاملة _ في مخاطرة كبيرة _ ليس فقط لإنقاذها، بل لإنقاذ أفراد آخرون كانوا قد احتجزوا، وربما نخسرهم بيوم أو يومين، بالضبط لأننا لدينا ذلك الالتزام “.

لقد طلب أوباما إعادة النظر في سياسة الرهينة الأمريكية، والتي خلصت لعدم التفاوض مع الإرهابيين أبداً. لكن أشار الرئيس يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة تُلزم سياستها بعدم دفع الفِدى إلى الإرهابيين.

قال الرئيس أوباما: “السبب بعدم الدفع هو أننا عندما نبدأ بفعل ذلك، لسنا نمول ذبح الناس الأبرياء ونقوي منظمتهم فقط، إنما في الحقيقة نجعل من الأمريكان الهدف الأكبر لحوادث الاختطاف المستقبلية”.

وقال مسؤول أمريكي إن أوباما اتصل بعائلة مولر مساء يوم الاثنين. وقال ميهان الناطق باسم مجلس الأمن القومي: “إنه علّق على الحادثة قائلاً: سوف نتابع الإرهابيين المسؤولين عن أسر ومقتل كايلا، وأنّه أكّد بأن فريقه على أهبة الاستعداد لمساعدة العائلة في الأشهر والأسابيع الصعبة القادمة”.

تعطي الرسالة لمحة عن وقت الأسر

في رسالة نشرت الثلاثاء، قالت عائلة مولر إنها كتبتها في الربيع الماضي أثناء وجودها في الأسر متوسلةً إلى عائلتها ألا تدمّر نفسها بالعروض المتاحة لإطلاق سراحها.. تقول الرسالة: “لا أريد أن تكون مفاوضات إطلاق سراحي من واجبكم، إذا كان هناك أي خيار آخر نفّذوه، حتى لو استغرق الأمر وقتاً أطول”، وتضيف: “لا ينبغي لهذا أن يكون عبئكم أبداً “.

وفي أجزاء أخرى من الرسالة تظهر يائسة، فتصف كم هي مشتاقة لعائلتها.

وقالت مولر أنها تمكّنت من كتابة الرسالة في فقرة واحدة فقط في كل مرة. وتقول في الرسالة أيضاً : “مجرد التفكير بكم يجرفني إلى نوبات من البكاء” وتضيف: “وكل ما يمكننا فعله وكل ما لدينا في نهاية الأمر هو حقاً التضرّع إلى الله”.

لكنها أيضاً كتبت أنها حاربت لتبقى على قيد الحياة.. “أنا لا أتوقف، وسوف لن أستسلم مهما استغرق الأمر من وقت” قالت في رسالتها.

“اعلموا من فضلكم أنني في مكانٍ آمن، سليم جداً، وأنا بصحة جيدة، ( لقد ازداد وزني في الحقيقة) عولجتُ وأحصل على الاحترام والعطف”.

قالت داي إن الرسالة أظهرت أنه حتى في السجن استمرت مولر بكونها حرّة.

وأخبر أشخاص _ كانوا قد أُسروا معها _ عائلتها وأصدقائها أن مولر وقفت كأسيرة محاولةً للتدرّب في فضاءٍ صغير. محاولة تعليم الحرّاس احتراف مهنة، حيث عرضت لهم كيفية عمل رافعات سلام اوريغامي.

“نحن فرحون لذلك فقط، معرفة أن كايلا بقيت كايلا ” قالت داي.

 

ساهم في هذا التقرير كل من آشلي فانتز وآنا كابرير, وكارولين فرج.

 

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.