يقول رئيس الحكومة إن الوزراء سيتحدثون إلى شركات الطيران لضمان أن يتم استجواب الأطفال المعرّضين للخطر وتمييزهم بشكل جيد.

ألكسندر توبينغ و عايشة غاني وبيتر وولكر, صحيفة الغارديان, 23 شباط 2015.

ترجمة موقع الحل السوري

 

Prime Minister David Cameron Visits Indonesiaرئيس الوزراء البريطاني – الغارديان 

يقول رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إنه من الضروري أن تقوم شركات الطيران وشركات الإنترنت ببذل المزيد من الجهود، لمنع المراهقين البريطانيين المتشددين بالسفر إلى الشرق الأوسط للانضمام إلى فدائيي الدولة الإسلامية.

وقال كاميرون إنه أصيب بالفزع من حالة بنات لندن الثلاث، الذين كان يُعتقد أنهنّ في طريقهن إلى سوريا للانضمام إلى صفوف داعش، بعد أن تم تلقينهن من قبل متطرفين على شبكة الإنترنت.

كما أعلن أنه سيقوم كلٌّ من وزيرة الداخلية تيريزا ماي ووزير النقل باتريك مكلوغلِن بالتحدث إلى شركات الطيران بشأن الترتيبات “المتناسبة ” لضمان أن يتم التعرّف على الأطفال الذين يتعرّضون للخطر، وأن يتم استجوابهم بشكل صحيح. وأضاف أنه يجب على شرطة الحدود أن تكون متأهّبة لأية مخاوف وبذلك يمكنهم منع الأفراد من السفر.

كما قال كاميرون إنه يجب على شركات الإنترنت أن تلتزم بمبادئها المتعلقة بـ “مسئوليتهم الاجتماعية “، ذلك بإنزال المحتوى المتطرف، وبتحسين التعاون مع السلطات لتغطية التواصل بين المتطرفين والشباب المعرّضين للتطرف.

تُصر المدرسة التي كانت تحضر إليها المراهقات الثلاث _ اللواتي يُخشى أنهن قمن بالهرب من لندن للانضمام إلى صفوف فدائيي الدولة الإسلامية في سوريا _ بأنهن لم يتطرفن هناك.

وقال مدير أكاديمية بثنال غرين في توير هامليتس، مارك كيري، إنه كان لدى المدرسة “نظام مرموق من العناية الرعوية والدعم الشخصي”، وأكد على حاجة الطلاب لاحترام القيم البريطانية.

وقال كيري إن مدرسة لندن الشرقية أعربت عن “صدمتها وحزنها العميق ” في أول بيان منذ أن تبين بأن كلّ من أميرة عباس وشامينا بيغُم ذوات الـ 15 عاماً وكاديزا سلطان ذات الـ 16 عاماً قد رحلن من مطار جاتويك إلى إسطنبول في تركيا، حيث يُعتقد أنهن متجهات نحو الأراضي الواقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية ( داعش ).

وأكّد مجدداً بأن الشرطة تحدّثت إلى الثلاثي بعد أن قامت إحدى صديقاتهن بعمر الـ 15 بذات الرحلة في شهر كانون الأول، وبأن الضباط كانوا راضين من التحقق بأن الفتيات لم يكنّ قد أصبحن متطرفات حينها.

وفي بيان صدر يوم الاثنين إلى الصحفيين، قال كيري: “تحدّثت الشرطة إلى أصدقاء الطالبة في ذلك الوقت. وأشاروا، بالإضافة إلى ذلك، إلى أنه لم يكن هناك أي دليل على أن الفتيات كنّ عرضة لخطر التطرّف أو الفرار سراً”.

“نحن نقدم الدعم الكامل للشرطة في تحقيقاتها. وكما تعلمون، اليوم هو اليوم الأول بعد العودة من العطلة الانتصافية، وهناك برنامج شامل يضم جلسات لقاء توفّر الدعم والتوصيات، وهو متاح للطلاب وأولياء الأمور كما وللموظفين “.

وقال ” وجزء من هذا  سوف يوفّر فرصة لأولياء الأمور سواء القلقين أو المهتمين لإجراء محادثات مع أعضاء الهيئة العليا شخصياً. وسيكون في الحضور أيضاً ممثلون من الشرطة وفريق توير هامليتس الخاصة “.

قال المدير إن المدرسة كانت “فخورة جداً بتجربة التعليم الاستثنائية التي نقدمها لطلابنا “. وأضاف: “أحد الجوانب الأساسية من أخلاقياتنا المهنية هي تعزيز القيم البريطانية من ديمقراطية وتسامح واحترام للثقافات الأخرى، تُعلّم من خلال مجموعة متنوعة وواسعة من المواضيع الدراسية وبرامج التعليم “.

فضلاً عن وجود “نظام متميز من العناية الرعوية والدعم الشخصي”، فلم يكن بإمكان الطلاب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك من خلال أجهزة الحواسب الموجودة في المدرسة. وقال كيري: “أخبرتنا الشرطة أنه بمثل هذه الإجراءات المطبقة لا يوجد أي دليل يثبت أن تطرّف الطالبات المفقودات قد وقع في المدرسة “.

وقال إن الشرطة طلبت من المدرسة عدم إبداء أية تعليقات أخرى تترتب بشأن التحقيق النشط.

وأضاف: “أود أن أقول، وكلي ثقة أن كلامي سيكون نيابة عن كامل الموظفين والمسؤولين في أكاديمية غين بثنال، مجدداً أن قلوبنا مع عائلات الفتيات المفقودات وإننا ننتظر أخبارهن ونتمنى لهن العودة السالمة لعائلاتهن وبيوتهن “.

وأكدت شرطة المدينة يوم الاثنين أن لديهم مسئولون في تركيا، بينما رفضت التأكيد بأنهم يشاركون في البحث عن الفتيات. وقال ناطق رسمي: “يعمل المسؤولون بشكل وثيق مع السلطات التركية التي تزودنا بقدر كبير من الدعم والمساعدة في تحقيقنا”.

أعرب الطلاب وأولياء الأمور في وقت سابق عن صدمتهم من الأخبار. فقد تلقى أولياء الأمور يوم الجمعة رسالة من مدرسة لندن الشرقية، والتي كانت تُكتب بعناية من قبل أوفستد، تخبرهم بما حدث وتطمئنهم بالتأكيد على أن المدرسة ستبذل كل جهود ممكنة لمعالجة الحالة.

وقد هرع الأولياء والتلاميذ من خلال بوابات المدرسة في صباح يوم الاثنين، في حين حافظت الشرطة _ المرتدية لباس القوات العليا _ على الحماية.

ذكر والد فتاتين بعمر التسع سنوات أنه كان لاختفاء الفتيات تأثيراً مضراً على المجتمع. “تشعر الفتيات بالأسى. الآباء لا يأذنون  لأبنائهم بالذهاب للخارج. إنها حالة مدمرة “.

وقالت أم لطالبة أخرى: “هذا غير متوقع أبداً، إنه أمرٌ محزن حقاً ولا يمكنني أن أتخيل ما تمر به عائلات أولئك البنات. وبكوني أم فأنا أتعاطف معهم حقاً. إن ما يحصل هو نوع من الأشياء التي تقرأ عنها لكن لا تستطيع أن تتخيل بأنها تحدث في مدرستك”.

وقال أحد طلاب الصف السادس، والذي طلب عدم ذكر اسمه، إنه لم يسبق له أن سمع حديثاً بين الطلاب في المدرسة عن موضوع الانضمام إلى داعش.

“أنا مسلم، وأصدقائي مسلمون، ( ولكن ) حقاً لا يتحدث الناس عن ذلك الموضوع ” بحسب قوله. “الأمر ليس كمدرسة مليئة بالبنات يتحدثن عن الذهاب للانضمام لداعش”.

هو لم يكن يعرف الفتيات المفقودات، لكنه أضاف بأن “الجميع” كانوا يتحدثون عن الموضوع. وقال شاب آخر أعطى اسمه على أنه محمد: “إنه جنون، أنا كنت مصدوماً تماماً. لم يتوقع الناس حقاً أن يذهبوا في إجازة ثم يعودوا ويجدوا أن كل هؤلاء الفتيات قد ذهبن إلى سوريا”.

دافع والدٌ آخر، أيضاً لم يرغب بذكر اسمه، عن المدرسة. قال: “إنها مدرسة رائعة. لقد رأيت تعليقات مهينة بشأن المدرسة، ولكن هذا ليس خطأهم”، وأضاف: “ما حدث أمرٌ فظيع ولكني أعرف بأن المدرسة ستبذل جهدها _ إنهم مؤيدون للنشاط جداً”.

“أنا لا أفهم، معرفة الأطفال هنا، معرفة هذه المدرسة _ إنه لا معنى له”.

قال الدكتور محمد عبد الباري، وصي مسجد شرق لندن في وايت تشابل ومدرّس سابق في البلدة، أنه كان هناك إحساس بالصدمة في مجتمع توير هامليتس.

وقال: “إنه كابوس كل الأولياء، بأن يذهب أبنائهم المراهقون مثل هؤلاء، مختفين عن آبائهم، وعائلاتهم ومدرستهم. إنهن فتيات ذكيات جداً ولديهن القدرة على الاختفاء”.

وأضاف: “لقد أخفوا نواياهم عن الجميع، والشيء الوحيد الذي نعرفه أن أحدى الفتيات كانت على اتصال مع أقصى محمود من سكوتلاندا. لقد اقتنعن بالتأكيد من خلال وسائل إعلام داعش الماكرة. أعتقد أنه كان تطرف عبر الإنترنت”.

وقال باري إنه اعترض على استخدام عبارة “عرائس الجهاديين”. وقال: “إنها كلمة كارهة للنساء. من المحتمل أن هؤلاء البنات، مثل الشبان، قد ذهبن لأسباب مثالية”.

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة