عدنان الحسين – حلب

بقبعات لا تقي حراً ولا برداً، وأجساد تكسوها البدلات المليئة بالتراب والطين، يتنقّلون من مكان إلى آخر، ويهرعون إلى مكان سقوط برميل أو قذيفة أو صاروخ، لينقذوا جريحاً أو ينتشلوا جثةً، أو يساعدوا مشرداً فقد منزله.. علَّ فرقاً ما يحدث بعد المأساة فينجو أحدهم، هم فريق #الدفاع_المدني في #حلب.

“رجال الله على الأرض” هكذا يسمّيهم المدنيون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، يقارعون الصعاب في عملهم المحفوف بالمخاطر، ويحفرون أحياناً بأيديهم، وبأدوات بسيطة، وسط ندرة المعدات، فيما ترتفع حالات استهدافهم أثناء تأدية عملهم الإنساني.

يقول #عمار_السلمو (مدير مؤسسة الدفاع المدني في مدينة حلب) في حديث أجراه معه موقع #الحل_السوري “إن الصعوبات التي تواجه عملنا كثيرة، لكن نرتبها وفق أولويات، وعلى رأسها فقدان الوقود للآليات، وهو ما يعيق أعمال الإنقاذ باستمرار”، والعائق الكبير الآخر هو غياب الدعم المادي، فكثير من الآليات معطلة، وتحتاج إلى إصلاح، وبسبب غياب المال “لا نستفيد من خدماتها في عملنا”.

ويؤكد السلمو أن جميع العاملين في قطاع الدفاع المدني في مدينة حلب لم يتسلّموا أية رواتب منذ ستة أشهر، باستثناء مكافآت بسيطة، وهو عائق آخر، “فكيف نطلب من رجل لا يملك طعاماً في بيته أن يقوم بالأعمال الخطرة.. مع ذلك مازال أغلب العاملين على رأس عملهم”.

ومن التحديات التي تواجه الدفاع المدني أثناء عمليات الإنقاذ، استهداف أماكن العمل وفق السلمو، ففي كثير من الأحيان تستهدف طائرات #النظام الموقع المقصوف أكثر من مرة، ما يسبب مقتل العناصر التي تقوم بعمليات الإنقاذ، حيث سجل مقتل ما يقارب 26 عنصراً من الدفاع المدني في مدينة #حلب نتيجة القصف والقنص، ويعود ذلك أيضاً إلى “عدم امتلاكهم الدروع والستر الواقية”.

يضيف السلمو أن كثيراً من الأشخاص يموتون تحت الأنقاض في الأماكن التي تقصف قريباً من جبهات القتال، فعناصر الدفاع المدني لا يستطيعون انتشالهم كون قناصة النظام يستهدفون المباني المهدمة المطلة على المواقع.

الافتقار للمعدات النوعية من كاميرات كشف العالقين تحت الأنقاض، ووسائل استخراجهم الحديثة، تعد من الضروريات التي يحتاجها الدفاع المدني في جميع مناطق #سوريا، بحسب علي عبيد مدير مركز تدريب وتأهيل الدفاع المدني بريف حلب.

ويقول عبيد في حديث لموقع الحل، إن تأمين الأدوات الفعالة والحديثة لإنقاذ العالقين والمصابين، يعد من الأولويات اللازمة لعناصر الدفاع المدني، كي تسهل عمليات الإنقاذ والإجلاء.

ورداً على سؤال حول المهام الملاقاة على عاتق الدفاع المدني، أجاب عبيد “إن منظمة الدفاع المدني هي منظمة إنسانية مدنية مستقلة، تعنى بخدمة الإنسان دون مقابل، ومهامها تتعدى عمليات الإنقاذ، حيث قامت بعدة مشاريع مدنية، مثل رصف طرق المخيمات بقرية #أطمة، وترحيل القمامة، وبناء المخيمات للنازحين”.

ويضيف عبيد أنه قد نفذت عدة مشاريع في مجال التأهيل والتدريب، منها تدريب كادر نسائي على عمليات الإنقاذ يضم حوالي 271 امرأة ، كما تمكن المركز من صنع وسائل محلية للإنقاذ منها تدريب الكلاب على إيجاد العالقين تحت الأنقاض، والعديد من المشاريع التي “تستوجب لفت انتباه المؤسسات المدنية الداعمة”.

يحمّل عناصر الدفاع المدني في مدينة حلب #الحكومة_المؤقتة المسؤولية الكاملة في انقطاع رواتبهم، حيث قاموا بعدة إضرابات طالبت رئاسة الحكومة بتمويل مؤسسة الدفاع المدني، كون المؤسسة أحد أهم الفعاليات في مناطق المعارضة.

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.