الإكنوميست، 11 نيسان 2015، القاهرة، من النسخة المطبوعة

ترجمة موقع الحل السوري

 

كلعبة اصطياد الخلد، كلما ضرب التحالف ضد الدولة الإسلامية #داعش  بقيادة #الولايات_المتحدة_الأمريكية الجهاديين في مكانٍ، ظهروا في مكانٍ آخر.. وهذا ما حصل في مطلع شهر نيسان، عندما خرجت مدينة #تكريت في #العراق من أيدي داعش، إلا أنهم سيطروا على #مخيم_اليرموك في #سوريا..وهو الذي عانى كثيراً ومنذ فترة طويلة.

مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، والذي أصبح الآن ضاحية من ضواحي العاصمة #دمشق، تمت السيطرة عليه ولفترة طويلة من قبل مزيج من الثوار الفلسطينيين والسوريين، كما تمت محاصرته من قبل القوات الموالية للرئيس السوري #بشار_الأسد.

كانت داعش تسيطر حتى فترة قريبة على معظم المنطقة الشرقية في سوريا، والتي تقع على الحدود مع العراق، ولكن إعلانه للولاية في أجزاء أخرى من سوريا قد تراءى وكأنه أشبه بأمنية. إلا أن رجال التنظيم زحفوا من مقراتهم في #الرقة نحو الغرب حيث مناطق النظام، فقتلوا ما لا يقل عن 46 مدنياً من سكان قرية #معبوجة الواقعة بالقرب من مدينة #حماة، ذلك في الحادي والثلاثين من شهر آذار.

ثم أطلق الجهاديون هجوماً في الأول من شهر نيسان للسيطرة على مخيم اليرموك، الذي يبعد عشرة كيلومترات، عن مركز العاصمة دمشق. ويستمر القتال هناك، حيث يُحكى أن داعش يسيطر على ما يقارب أربعة أخماس المخيم، وبالإضافة إلى إرساله مقاتليه، فإن داعش يجد مجندين محليين له من بين سكان المخيم من الشباب الغاضب، حيث تم تجويعهم من قبل قوات #النظام لدرجة وصلوا بها حدّ أكل أوراق الأشجار، ولكنهم أيضاً لا يفضلون بعض الجماعات المتمردة التي تسيطر على مخيم اليرموك، والتي تلعب لعبة سياسية مع النظام بدلاً من مواجهته بشكل مباشر.

ويخشى المراقبون منذ فترة طويلة أن من شأن داعش الدفع بخطة #التحالف الغربي في سوريا إلى “التفكك والانهيار”، حيث أن معظم تركيزها يقع في الغالب على العراق، بينما لا يعتبر داعش كل من سوريا والعراق ساحات قتال منفصلة؛ حيث يدّعي أن “#الخلافة” قد طمست الحدود التي تم رسمها ما بعد الاستعمار.

يقول نوح بونزي، وهو المحلل السوري في مجموعة الأزمات الدولية، بمجلس خبراء #بوكسل: “إن داعش يبحث عن فرصة للانتشار، وهو ما سوف يساعده استراتيجياً، كما سيولد الكثير من التهديدات في حال ازداد هذا الانتشار.. فبينما كافح داعش لتحقيق المزيد من المكاسب وفرض السيطرة في سوريا، دفع به المقاتلون الأكراد السوريين خارج مدينة #كوباني بمساعدة القصف الأمريكي.. إن الجنوب السوري هو المكان الطبيعي لابتغاء المكاسب”.

تكشف أساليب وخطط داعش الجديدة عن التناقض المستتر في إستراتيجية أمريكا. ففي العراق، لدى التحالف شركاء غير مستقرين على الأرض، وهم الحكومة العراقية والجيوش الشعبية الشيعية المدعومة من قبل الحكومة الإيرانية.

أما في سوريا، فإن خطتها لدعم تيار المتمردين لم تأت بنتيجة كبيرة ؛ فإن أمريكا تعمل ضد كل من داعش ونظام الأسد. وبالمقارنة، فإن #إيران تدعم كلّ من الحكومة السورية والحكومة العراقية، فتساعد في تشكيل الجيوش الشعبية المحلية لتدعمهم وترسل إليهم مقاتلين من #حزب_الله..العميل اللبناني لها.

الثوار السوريون المتمركزون في الجنوب لديهم تجهيزات أفضل مقارنةً بنظائرهم المتمركزين في الشمال، وهم أيضاً أقل تطرفاً منهم، ذلك بالرغم من أنهم يتلقون دعماً محدوداً جداً من الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية. أما بالنسبة للوضع الحالي، فالأسد هو من يقوم بقصف داعش في مخيم اليرموك. و”بانحرافٍ ملتو لكنه مميز” يدّعي دفاعه عن الـ 18 ألف شخص ذاتهم الذين قام بحصارهم طوال العامين المنصرمين.

يبدو أن بعض الدول العربية أبدت ارتياحها للأسد على أنه الأقل شراً، ذلك بينما انتشرت مشكلة الجهاديين وتفاقمت، فتونس التي عانت من هجومٍ على #متحف_باردو خلال الشهر الماضي، والذي أدى لمقتل 22 شخصاً، أعلنت في الثاني من نيسان أنها سوف تقوم بإعادة فتح قنصليتها في سوريا. وعلى ما يبدو، أنها ستقوم بذلك لتتعقب الجهاديين التونسيين في سوريا، حيث قامت بدعوة السفير السوري وبشكلٍ رسمي للعودة إلى #تونس.

الرئيس المصري عبد الفتاح #السيسي أيضاً يكن مشاعر أكثر حميمية للرئيس السوري مقارنةً بسلفه محمد #مرسي.. ومع ذلك، إلا أن الرئيس السوري يفقد قوته ويعتمد أكثر من أي وقت مضى على حزب الله اللبناني والميليشيات الأخرى المدعومة من قبل إيران.

يظن البعض أن المملكة العربية #السعودية، والتي تشن هجوماً بمشاركة عشر دول على #اليمن، قد تبذل مزيداً من الجهد لتدفع بالأسد وتخرجه من منصبه. وتخمّن وسائل الإعلام العربية أن ما يحصل في اليمن، يمكن أن يتم تطبيقه على سوريا.. فقد ظهر الرئيس الأمريكي #باراك_أوباما في مقابلة مع #النيويورك_تايمز، يدعو فيها تماماً إلى ذلك: “لماذا يحصل هذا؟، ألا يمكن أن يكون لدينا عرب يقاتلون انتهاكات حقوق الإنسان الفظيعة التي تمت ممارستها، أو يحاربون ما يقوم الأسد بفعله؟” … من غير المحتمل حدوث عمل عربي مباشر في سوريا، لكن من الممكن أن تزداد الفوضى.

من النسخة المطبوعة: الشرق الأوسط وإفريقيا.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة