حسام موصللي

أصبحَ بإمكان القائمين على مُحرّك البحث “#غوغل” المعنيين بقائمة أكثر الكلمات والعبارات المفتاحية شُيوعاً لدى المستخدِمين #العرب، والتي لا يتجاوز معظمُها على الصعيد الفكري والنفسي إدراجَ اسم المغنية اللبنانية “#هيفاء_وهبي” ويليهِ أيّ فِعلٍ يبدأ بحرف التاء؛ ليس بدءاً من “تأكُل” ولا انتهاءً بما ليس له مُرادِف بأيّ لغة محكية أو مندثرة، أن يُضيفوا إلى القائمة الخاصة بالمستخدمين السوريين عبارة “#لؤي_حسين يَشتُم” و”#خالد_خوجة يُهين”، وذلك لشدّة ما حظيَ به الرجلانِ من كارهين وكارهات إضافيين في غضون يومين فقط.

 

 

وبعكسِ “لؤي حسين” الذي لم يُبدِ اكتراثاً بالفظائع التي ارتكبها لسانُه ونائبته، وفاقَت خطابات #بشار_الأسد هدّاف مُجرِمي الحرب على مُستوى العالم، أسرعَ الخوجة، رئيس #الائتلاف_الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية منذ الرابع من كانون الثاني سنة 2015، ليُبادِر إلى الإقرار بما اقترفه من ذنبٍ تجاه علَم #الثورة_السورية، مُعتذراً مراراً وتكراراً عمّا ارتكبه، ومُشيراً إلى أنّ إبعادِ العلَم إلى أقصى يَمينه نتجَ عن خطأ بروتوكولي في تغيير المنصة، وهي للحقيقة وجهة نظر قابلة للتصديق بالنظر إلى آلية اللامبالاة و”الشوربة” بالعاميّة، والتي يعتمدُها الائتلاف وعُمّاله منذُ تأسيسِه حتى اللحظة.

في المقابل، لم يُكن بمستغربٍ أبداً خطاب التشبيح الصادر عن لؤي حسين إزاء الثورة السورية وتضحياتها، مقابل تمجيدِ أجهزة الأمن السورية التي تُمثّلُ الصورة الحقيقية للنظام الذي أوصل البلاد إلى ما هي عليه الآن، ولم أشعرُ خلال استماعي لكلماته التي في وسعي أن أصِفها بالإرهابيّة بأكثر من أنه يُمثّل التوأم الحقيقي لواجهة النظام السوري #بشار_الجعفري، بكلّ ما يفيض به من تبجُّح مُقرف بفوقيته اللاأخلاقية. ومُتخطّياً بكلّ مغامراته السوريالية التي رافقَت اعتقالهُ ومن ثم وصوله إلى #تركيا إلى مؤتمره الصحفي الأخير برفقه الخوجة وقاحة نُظرائه.

وفي الوقت ذاته، بَدا الخوجة تائهاً بعد أن خذلتهُ دبلوماسيّته النظريّة وتجربتهُ الضّحلة خلال المؤتمر الصحفي الذي عَقدَهُ للاعتذار عن حادثة العلَم ولم يُضطرّ فيه للإجابة عن الأوضاع الميدانية في #إدلب أو #القلمون، أو عمّا فعله الائتلاف من أجل أن تصُبّ قمة كامب دايفيد الحالية بين دول #مجلس_التعاون_الخليجي والبيت الأبيض في مصلحة ملف الثورة السورية، وذلك لأن الموجودين في القاعة من سائِلين لم يُفكّروا بأكثر من التسبُّب بالمزيد من الاحمرار في وجه الرجل قبل العودة إلى منازلهم ليناموا مُبتسمين اعتقاداً بأنهم قد أذلّوا شخصاً في مَحلّ مَسؤولية، بعكس ما اعتادوا أن تجري عليه الأمور داخل سوريا؛ وفي خضم ردّ الاعتبار النفسي، تَناسى أولئك أنّ ما يملكه الخوجة من صلاحيات قد لا تتجاوز مَكتبَين أو ثلاثة تُجاور مكتبهُ، وأنّ مُتلازمة التخوين والتمثيل قد باتت مُبتذلة في السنوات الخمس الماضية إلى درجة أنّه يكفي أن مُصوِّراً يتقاضى أجراً لقاء أن يَكتبُ بخطّ يده على وَرقة صغيرة عِبارة مُفادها أنّ “كذا يُمثّلني” أو “كذا خائن” ليتحوّل هذا الـ “كذا” في لحظة إلى أخيل أو سفّاح لندن، وعن هذا فليُسأل أعضاء المجلس الوطني و”#برهان_غليون”، والأهم من ذلك كلّه أن جميع المُنشغلين في هذه القصّة قد تناسوا حقيقة أنّ علم الثورة السورية بات مُقدّساً مَنطقياً، أصيلاً ومُتجذّراً منذ أن رُفِع للمرّة الأولى طَلباً للحرية والكرامة وبُذل في سبيله ما بُذل ويبذَلُ من دِماء زكيّة.

أنظُرُ إلى تلك الحادثتين أثناءَ مُتابعة الأخبار الواردة من قصر #الفنار ومعسكر #المسطومة و #أريحا و #الجبة و #فليطة، وتبدوان بالنسبة إلي أقربَ إلى الإعلانات التي يَعرضُها موقع يوتيوب وتُجبرُكَ على الانتظار لمدة خمس ثوانٍ، ثم تُدرِك أنّك قد قضيتَ هذا الوقت في النظر إلى العدّاد في زاوية الفيديو دون حتى أن تعرفَ ما يُسوّقهُ الإعلان!

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.