( CNN)، هـ . أ. هيلير- 12 أيار 2015

ترجمة موقع الحل السوري

 

كتب هـ. أ. هيلير أن ملحمة #حرب_النجوم هي ملحمة إسلامية تماماً مثلها مثل تنظيم للدولة الإسلامية (#داعش).

يقول هيلر إن السلسلة تعكس مفهوم السلطة الدينية في الإسلام الصوفي.

ويقول: إن شخصية يودا -على سبيل المثال – هي سيد الصوفية، أو مرشد لـ لوك سكاي ووكر.

ملاحظة رئيس التحرير: إن هـ. أ. هيلير، هو زميل غير مقيم في مشروع يتناول علاقات #الولايات_المتحدة­_الأمريكية مع العالم الإسلامي، أقامه مركز مؤسسة #بروكينغز للسياسات الشرق أوسطية ودراسات الأمن الدولي في مؤسسة الخدمات المتحدة الملكية في #لندن.. إن الآراء الواردة في هذه التعقيب هي خاصّة بالكاتب.

( CNN ) – أعلنت الحكومة البريطانية يوم الاثنين وبشكلٍ رسمي، أن الحلقة الثامنة من حرب النجوم  كانت ستبدأ بفتح النار على استوديوهات بينوود، كون الرابع من شهر أيار هو يوم حرب النجوم  فذلك أمر طبيعي، ولكن أن يصادف الرابع من شهر أيار للعام 2015، يوم الخامس عشر من شهر رجب للعام 1436 هجري، فهو أمر مربك، خاصةً وأن شهر #رجب هو أحد الأشهر القمرية الأكثر شهرة في التقويم الإسلامي، وبشكل خاص منتصفه، الذي يشكل مناسبة ميمونة جداً.

في الحقيقة، إن الخامس عشر من رجب يصادف أيضاً الذكرى السنوية لولادة الإمام #جعفر_الصادق، وهو شخصية روحية هامة جداً للمسلمين، فلا ينبغي الاستهانة بالتقاء هذين اليومين، حيث أن حرب النجوم محاط جداً بالطابع الإسلامي.

ناقش مقال نُشر مؤخراً من قبل غرايم وود أن داعش “إسلامية”، إسلامية جداً، ولكن في الحقيقة، إن ملحمة أفلام حرب النجوم هي إسلامية، إن لم يكن أكثر من ذلك حتى. وبالطبع، على عكس الدولة الإسلامية، فإن صاحب فكرة الفلم (جورج لوكاس) لم يستشهد بالمفردات الإسلامية في واقع الحال، الأمر الذي يجعل الصلة بين عالم جيدايز والعالم الإسلامي مبهمة إلى حدٍّ ما.

ومن المحتمل أن هذا يعمل على حماية لوكاس (الذي باع إنتاج شركة  لوكاس فيلم لديزني)، وليس هو ذاته المشرف على فلم حرب النجوم الجديد، والأكثر من ذلك، فإن حروب النجوم قدم شيءً صحيحاً جداً، وهو مفهوم السلطة الدينية في #الإسلام.

تاك أوبي وإن كينوبي وعلاقته بـ لوك سكاي وولكر -على سبيل المثال-  بالإضافة إلى علاقة سكاي وولكر مع يودا، تجاهل – وكان لا بد من ذلك –  تصوير معظم المشاهد الوثيقة الصلة جداً بـ جيداي في #تونس (وهي بلد إسلامي عربي فيه تقاليد روحانية إسلامية قديمة جداً، أو صوفيّة).

إن نظرية فرسان جيداي مبنية على الظاهرة الإسلامية الجوهرية للطريقة #الصوفية – أو الروحانية الصوفية.

ضع جانباً حقيقة أن كل ليالي جيداي كان زيّها الجلباب، الذي هو بالأساس زيّ شمال #إفريقيا، والّذي أصبح مشاعاً من قبل الأتباع الغربيين من الصوفيين في السبعينات وما بعدها، – في الحقيقة، دعونا نسلط الضوء على هذه النقطة ولا نتركها جانباً- وفي أي حال من الأحوال، من الواضح جداً أن اليودا الأخضر الصغير هو سيد الصوفية، والمرشد أو الدليل، الذي يأخذ سكاي ووكر الشاب عبر مستويات مختلفة من التقدم الروحي، بينما يتبع “المطلق، الصمد”، أحد صفات وأسماء الله في الإسلام، أو القوّة – إذا كنت تفضل نعتها بذلك-.

المرشد الأخضر

يجب أن نسأل عن العلاقة بين سكاي ووكر وتقدّم سيده، كما يتوجب علينا السؤال عن سكن السيد يودا في الكهف، هل هو محض صدفة ومجرد حادثة أم لا؟، فقد ذُكر في #سورة_الكهف من #القرآن_الكريم، أحد أعظم الإلهامات الإسلامية، حيث قام النبي #موسى بمواجهة الخضر.

#الخضر، الشخصية الغامضة، والذي يتجادل الكثيرون حوله، هو موضوع قصة القرآن، وهو الشخص الذي قصد النبي موسى أن يتعلم منه ويتبعه، لكن، وبسبب ما يبدو أنه تصرّف ضال، غفل الأخير عن القيام بذلك، والخضر أيضاً هو الكلمة العربية لـ “اللون الأخضر”، وبشكل يدعو للاستغراب فإن يودا لونه أخضر.

الرمز الذي يدعم جيداي في هذه الأفلام واضح، هو أحد الفرسان المسيطرين بشكل مطلق على العالم الخارجي من جانب، وأحد المسيطرين بشكل كامل وشامل على النفس الخاصة بالشخص من جهة أخرى.

مجدداً، تلك المسؤولية المزدوجة من الوعي لنفس وبيئة الشخص هي موضوع مكرر في الروحانية الإسلامية، ومنذ قرونٍ ماضية، كتب أبو القاسم القُشيري (#رسالة_القُشيرية)، حيث تحدث المؤلّف بقدرٍ كبيرٍ من العمق عن ماهية الفتوّة، أو النخوة والرجولة التي من المفترض أن يتحلى بها المؤمن القوي.

المُسلمون الذين يعتبرون أنفسهم صوفيين، غالباً قد كتبوا تعليقات على ذلك العمل، وهو حجر أساس لنوع من النصوص الإسلامية الروحية الثانوية، من ضمنها تلك التي كُتبت من قبل السُلمي وآخرين.

السيطرة على النفس

عندما يتعلق الأمر بالسيطرة والتحكم بنفس المرء، التي تَرِد كأحد المهام الأساسية للصوفي البارع، للتغلب على أنا (نفس) المرء، حتى أنه قد يكون قد يكون في الخدمة فقط من أجل الآخر.

أشار القُشيري إلى أن جذور الشهامة، موجودة في الشخص الذي يخدم ويكافح بشكل مستمر من أجل الآخرين، فالشهامة هي ألا ترى نفسك أرفع من غيرك، والشخص الذي يتصف بالرجولة والنخوة والشهامة هو الشخص الذي ليس لديه أعداء، والرجولة أن تكون عدوّ نفسك من أجل ربك. الرجولة أن تتصرف بعدلٍ مع الجميع دون أن تطالب بالعدالة لنفسك. الرجولة هي أن يكون لديك شخصية جميلة.

في الحقيقة، انشأ الزعيم المسلم #ناصر_الدين في القرن الثاني عشر تنظيماً من فرسان المسلمين، مرتبطاً بشكلٍ لا يخفى عن أحد بالتنظيمات الصوفية، ويلتزم تكريماً وشرفاً باتباع تعليمات المرشدين الروحانيين. حيث كانوا يشتهرون بإكرامهم وحسن ضيافتهم للمسافرين – ولكن اشتهروا أيضاً بقسوتهم على الظالمين -، وهي صفات جيداي في واقع الأمر!، ربما من غير المدهش أن القُشيري أشار إلى المحطة الروحية القادمة، والتي هي (البصيرة) أو (بعد النظر)، وبالتحديد ما كان على السيد يودا فعله هو محاولة إيصال السكاي ووكر الشاب إلى الرجولة، هذا إن لم يكن إلى البصيرة.

لكننا نرى أيضاً في ملحمة حرب النجوم  ما حصل لمن يختار الجانب المظلم، وبالتأكيد، دارث فيدر يحمل تشابهاً قوياً مع أبو بكر #البغدادي الذي نصّب نفسه خليفة، أو ربما قد يكون الإله سيث، الذي يسعى للاندماج في قوة الشجاعة الروحية ليقلل من فرص الخراب والدمار في النهاية.

وقد يكون الأمر – من جهة أخرى – مجرّد أن جورج لوكاس قد أحب الزي الشمال إفريقي، وقد سمع بضع حكايات هناك، بينما كان يقوم بتصوير المشاهد في تونس.

أو ربما لا يكون حرب النجوم مجرّد قصة حصلت بعيداً جداً في المجرّة، وهو أقرب بالتأكيد إلى الإسلام، إذا ما أُخِذَ فقط من الجانب الروحي، من أسطورة الدولة الإسلامية (داعش ).

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.