ظهر قائد تنظيم #جبهة_النصرة (فرع القاعدة في بلاد الشام) من “المناطق المحررة في الشمال السوري”، في لقاء متلفز هو الثاني من نوعه، خص به #قناة_الجزيرة القطرية، التي كانت قد استضافته في مقابلة أولى في كانون الأول عام 2013.

بدأ الجولاني اللقاء بالحديث عن المعارك الدائرة في مدن وقرى #إدلب، التي قال إنها “تشكل الخطوط الدفاعية الأولى لمناطق النصيرية (في إشارة إلى مناطق الطائفة العلوية) في الساحل”.

وقال #الجولاني، إنه لطالما جرت المعارك بين المعارضة والنظام “في مناطق سنية”، بينما اليوم، “انتقلت الحرب إلى المناطق النصيرية”، مضيفاً أن “النصيريين اركتبوا بلا شك مجازر بحق أهل السنة.. وعذبوا في السجون، وقتلوا الأطفال، وشردوا البشر، واغتصبوا النساء.. وتسببوا في قتل مليون من أهل السنة في الشام”، بحسب تعبيره.

وأما عن رؤية الجبهة لـ “مستقبل #العلويين” في #سوريا، ومصير الأهالي الذين يسكنون القرى والمدن ذات الأغلبية العلوية المتاخمة لمناطق سيطرة النصرة قرب إدلب، قال الجولاني: إن “حسم المعركة في #دمشق وليس في #الساحل.. والعلويون هم طائفة خرجت عن دين الله عزل وجل، بحسب كلام أهل العلم، ونحن لا نقاتل إلا من يحمل السلاح ضدنا”.

وأوضح القائد المتشدد أن جبهة النصرة اليوم “في مرحلة دفع الصائل”، تاركاً الباب مفتوحاً للتفسيرات حول استراتيجية النصرة في المراحل القادمة، أو بعد سقوط #النظام.

حيث اكتفى الجولاني بالقول: “نحن لسنا مجرمين قتلة، نحن نقاتل من يقاتلنا، فحتى العلويون، إن عادوا إلى حضن الإسلام وتابوا عن الشرك، وألقوا السلاح وتبرؤوا من أفعال بشار الأسد، لن يكونوا في مأمن منا فقط، بل نحن من سيدافع عنهم وسيكونون أخوة لنا”.

وفي السياق ذاته، تحدث الجولاني عن أبناء الطائفة الدرزية، وعن موقف الجبهة منهم، حيث أبدى المذيع المحاور (#أحمد_منصور) استغرابه من وجود قرى درزية في مناطق نفوذ النصرة في إدلب، وتساءل عن كيفية معاملة النصرة لأهالي الطائفة، فقال الجولاني: “بالنسبة للدروز هم محل دعوتنا، وأرسلنا لهم من يصحح عقائدهم”، مؤكداً على أنه “لا يوجد أي اعتداء عليهم”.

وأما عن أبناء الطائفة المسيحية، فقد اتهم القائد خلال الحوار المتلفز “أغلبية النصارى بالوقوف مع النظام”، مؤكداً مرة أخرى على أن النصرة “لا تقاتل من لا يقاتلها”، واعداً بـ “الميزات” لأبناء الطائفة المسيحية في حال الوصول إلى حكم إسلامي.

فقد أكد الجولاني على أن “القادرين من النصارى يستطيعون دفع الجزية، أما غير القادر منهم فليس عليه حرج، ولا يدفع أي مبلغ مالي للدولة (الإسلامية)”. مشيراً إلى أن حرب النصرة اليوم ليست مع “النصارى في الشام”، ولا تحمّل الجبهة “مسؤولية ما تفعله أمريكا و أقباط مصر لأهالي الطائفة في سوريا”.

ونفى الجولاني الإشاعات التي صدرت خلال الأشهر الماضية عن احتمالية فك ارتباط الجبهة بـ #تنظيم_القاعدة، ممعلناً أن النصرة “تعمل بتوجيهات #أيمن_الظواهري (زعيم القاعدة)، وتأتمر لما يقول”، وأن “الجبهة ملتزمة بإرشادات الظواهري في ألا تستخدم أرض الشام كقاعدة انطلاق لهجمات غربية وأوروبية”.

وحذر الجولاني #الولايات_المتحدة من نتائج قصفها مواقع للنصرة في سوريا، مشدداً على أن خيارات الرد “مفتوحة”، وأنه من الممكن أن يؤدي هذا القصف إلى “افرازات لن تكون في مصالح الغرب وأمريكا” بحسب وصفه.

كما نفى الجولاني اجتماع قادة من النصرة مع أجهزة استخبارات عربية أو عالمية، لافتاً إلى أن دعم الجبهة “ذاتي من غنائم النظام، والأعمال التجارية في المناطق المحررة.. وتبرعات عامة المسلمين”.

مشيراً إلى أن “المسلمين يحبون جبهة النصرة ويحبون تنظيم القاعدة، ويتكاتفون معنا في هذا الباب، ونحن نأمل من جميع المسلمين أن يساندوا المجاهدين في ساحات الجهاد في الشام وأن يرسلوا لهم من أموالهم”.

ولقي لقاء الجولاني ترحيب بعض المعارضين السوريين الذين أطلقوا هاشتاغ “الجولاني يمثلني”، بينما أبدى آخرون انتقادات لقناة الجزيرة، فيما قالوا إنه “انحياز واضح، ومحاولة تلميع غير ضرورية”، وانتقادات أخرى لبعض التصريحات التي أدلى بها الجولاني.

حيث قال الناشط المعارض أحمد أبازيد في منشور على صفحته الشخصية، إن “كلام الجولاني عن العلويين والدروز، تضمن اشتراط تحوّلهم إلى سنّة لتأمين حياتهم والكف عن قتالهم، وإن حاول التعبير عن ذلك بلغة ملطفة، فهذا إكراه على العقيدة ينبغي أن نرفضه شرعاً عدا عن خطورته الاجتماعية وتناقضه مع الواقع”.

كما انتقد أبازيد تهديد الزعيم المتشدد للولايات المتحدة قائلاً إنه “لا يعلم إن كان هذا أمراً مقصوداً لضمان استمرار استهداف النصرة وتصنيفها على لائحة الإرهاب، وتأكيد انتمائها للجهاد المعولم بعد انتشار صورة الفصيل الجهادي المحلّي عنها، أم أنها مجرد كلمة تعبوية لمنح الثقة لعناصر النصرة وتثبيتهم ضد مزايدات جماعة الدولة كما سمّاهم الجولاني، ولكنها كلمة ذات أثر سلبي بكلّ الأحوال، وتضاعف من إحراج وتقييد الفصائل التي تتحالف أو تنسّق عسكريّاً مع النصرة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.