ليلى زين الدين

توالت المعارك خلال الأيام القليلة الماضية بين مسلحين أهالي #السويداء ومن يعتقد أنهم من تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش)، واتسع الجدل حول هوية هؤلاء وإذا ما كانت داعش حقاً ستدخل إلى السويداء.

 

في الريف الشمالي الشرقي للمحافظة تقع بلدة #القصر التي يؤكد البعض أنها سقطت في يد داعش، في حين يرى البعض الآخر أن قاطنيها من البدو قاموا بمبايعة التنظيم ويتم “توظيف ذلك من قبل النظام لتهديد الجبل” وفق ناشطين معارضين، وسط تعتيم من قبل المسلحين في البلدة على هوية القوى المسيطرة

أولى المعارك بين المسيطرين على القصر وأهالي السويداء وقعت في بلدة ا#لحقف المتاخمة تماماً لبلدة القصر، واستطاع الأهالي منع المهاجمين من الدخول، وبعد بضعة أيام انتقل القتال إلى قرية #الجنينة وشرقي تل البثينة، لكن أيضاً لم يستطع المهاجمون التقدم.

تدور تساؤلات حتى الآن حول هوية من يهاجم قرى السويداء، فعلاء وهو أحد الناشطين في المحافظة يشير إلى أن هناك وجهة نظر تشير إلى أن هؤلاء هم من البدو “يستخدمهم #النظام تحت مسمى داعش لتخويف أهالي السويداء”، خاصةً في ظل امتناع أكثر من 27 ألف شخص عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية والاحتياط، وأصحاب وجهة النظر هذه يؤكدون أن للبدو في هذه المنطقة علاقات قوية مع الجهات الأمنية، ومن هذا المنطق فإن المعارك التي دارت لم يكن الهدف منها اقتحام المحافظة، إنما “إرسال رسالة لأهالي السويداء” مفادها أن خطر داعش يهدد وجودهم، والنظام وحده القادر على حمايتهم.

وعلى المقلب الآخر هناك من ينفي وجهة النظر هذه، معتبراً أنها مغالاة في الاطمئنان لجانب داعش، حسب ما يشير أبو ربيع أحد المعارضين في المحافظة، مؤكداً أن داعش فعلاً متواجدة في القصر، حيث قتل أحد المقاتلين الأجانب في معركة الحقف، ويضيف أن داعش حتى الآن تناور وتدرس واقع الأرض لكنها ستدخل إلى السويداء كونها “محافظة ضعيفة ومغرية للسيطرة عليها”.

وفي الوقت ذاته يؤكد أبو ربيع أن للنظام صلاته بداعش وإلا كيف يمكن أن نفسر وصول مازوت داعش إلى السويداء؟، فهو متوفر أكثر من مازوت الدولة، ويباع جهاراً نهاراً وعلى الطرقات.

ويلخص أبو ربيع بالتأكيد على أن داعش والنظام “يبيتان شراً للسويداء”، والدليل أن النظام أفرغ المحافظة من آثارها وأموالها ونقل مخازن الصوامع إلى أماكن مجهولة، كما أفرغها من السلاح المتوسط والثقيل، و”لكل ذلك دلالاته”.

وتتداخل الآراء في المحافظة بين مؤكدٍ على اقتراب دخول داعش وبين من ينفي ذلك وفق وجهة نظر أحد الناشطين الذي فضل عدم ذكر اسمه، ويدلل على ذلك بالقول إن السويداء فعلياً “محافظة فقيرة”، على خلاف المدن التي يعمد التنظيم على الاستيلاء عليها، وبالتالي ستكون تكلفة دخولها أكبر بكثير من المكاسب التي يمكن أن يجنيها، ومن ناحيةٍ ثانية السويداء خارج نطاق الدولة المعلنة من قبل التنظيم وهي أشبه بمنطقة معزولة تماماً عن مناطق نفوذه، إذاً ما هو الدافع ليسيطر عليها بشكلٍ منفصل، يتساءل الناشط ويضيف أن ما يحدث هو تشويش على مشاكل المحافظة الداخلية من فسادٍ وفوضى سلاح، وتدني مستوى المعيشة، و”من هاجم الحقف هم قطاع طرق، لا أكثر ولا أقل”.

رغم يقين البعض أن ولاء من هم في القصر لا يعود إلى تنظيم الدولة إنما إلى النظام، لكن حسب أحد المصادر من محافظة السويداء فإن من حاول اقتحام قرى السويداء هم من البدو ممن بايعوا داعش، “لكن هناك معلومات تؤكد أن المسؤول الداعشي في المنطقة هو تونسي الجنسية”، ويضيف إن داعش قبل معركة الحقف بعشرين يوم تقريباً منعت طلاب القصر من الوصول إلى الإعدادية في بلدة الهيت (القصر تبعد عن الهيت ما يقارب 8 كم).

أما حول مصلحة داعش من دخول السويداء فيشير المصدر إلى أن هناك رأي يتبناه بعض القادة العسكريين المعارضين في #درعا، هو أن داعش “لها مصلحة بدخول قسم من السويداء للضغط والوصول إلى درعا والقنيطرة، طبعاً ليس السويداء كمحافظة بل قسم منها لتكون قادرة على ربط درعا مع مناطقها الشرقية”.

ويضيف المصدر “نحن هنا نتحدث عن خط السويداء الشمالي الغربي، من القصر إلى الحقف إلى الخالدية فمطار خلخلة العسكري، فالقرى الغربية، على هذا النحو تكون داعش قد قطعت طريق الشام”.

ويبدو أن السؤال الأكثر إلحاحاً الآن هو هل حقاً داعش عجزت عن اقتحام بلدة مثل الحقف أو تل البثينة؟، هنا يقول “شئنا أم أبينا لكن وجود بعض القطع العسكرية ودفاع النظام عن مساكن الضباط ومطار خلخلة منع داعش من التقدم، صحيح هو لم يشارك في معركة الحقف لكنه شارك في معركة تل البثينة”.

ويضيف المصدر إن النظام لم ولن يدافع عن السويداء، لكن سيستمر في الدفاع عن المطار ومساكن الضباط و”غالبيتهم من الطيارين وهم بحاجةٍ إليهم”.

وفي سيناريو تعامل النظام مع السويداء تتعدد النظريات لكن المصدر يرجح أن يسلم النظام المحافظة إلى أهلها.. وعلى وقع هذه المعارك لا بد من التساؤل حول الخيارات المتاحة أمام السويداء اليوم؟ حيث يؤكد المصدر أنها تتمثل بالعمل على ما يسمى الدفاع الذاتي حيث تنتشر موجة مناشدات وتبرعات على مستوى القرى والبلدات، لشراء السلاح وسيارات محملة بالدوشكا، “وهذه الأخيرة ستكون من النظام، الذي فقد الناس ثقتهم به، لكنهم مضطرون للعمل معه والاستفادة من السلاح”.

وبالفعل بدأت قرى وبلدات الجبل بتشكيل فصائل مقاتلة، وهو ما دعى إليه أحد مشايخ العقل (الشيخ حمود الحناوي)، ما ينم عن فقدان الثقة بحماية النظام لهم حسب ما يقول أحد الناشطين من المحافظة مشيراً إلى أن “لا مجال أمام أبناء السويداء إلا حماية أنفسهم، بجهودهم الذاتية، والآن هناك إدراك لدى عموم أهالي السويداء أنهم وحدهم القادرون على حماية بلداتهم ومدنهم بمعزلٍ عن النظام، وهو ما رسخته معارك الحقف والجنينة وبثنية وقبلها معركة داما”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.