دين عبيد الله، ذا دايلي بيست، 1 حزيران 2015.

ترجمة موقع الحل السوري

 

لا أريد أن أبدو مثل المحافظين الجدد، والقوات العسكرية ليست الحل الوحيد.. ولكن، يكفي إلى هذا الحد فقط… الناس بحاجة للمساعدة وهي فقط ما يمكننا تقديمها لهم.

#داعش تكسب حقاً. الأمر يبدو بسيطاً. وما لم نقوم بتغيير نهجنا، فإن داعش سوف تستمر في الاستيلاء على أراضٍ جديدة، وسوف ينمو عدد المجندين لديها، وتستمر في ذبح أناس أكثر، خاصةً من المسلمين، بشكلٍ يومي منتظم.

هذا الإحساس ليس مقتصراً عليَّ فقط، إنما أيضا يشاركني وجهة النظر هذه ليث الخوري، وهو خبير مكافحة الإرهاب لدى NBC الإخبارية، وهو مدير البحث والتحليل للمناطق الساخنة في #الشرق_الأوسط.

أشار الخوري يوم السبت الماضي، عبر برنامجي على إذاعة   SiriusXM، إلى أنه إذا ما كنت تعتقد أن داعش هي مجرد جماعة إرهابية تافهة يمكن دمجها مع جماعة #القاعدة والشباب و #بوكو_حرام .. إلخ، فهذا يعني أنه ليس لديك أية فكرة عما يجري.

تحدث الخوري عن داعش قائلاً: “داعش ليست جماعة إرهابية، إنها جيش إرهابي يقوم ببناء دولة “، وأضاف: “لديهم وحدات استخباراتية وطائرات استطلاع بدون طيار وخدمات سرية، حتى إنهم يقومون بتوفير الخدمات الاجتماعية “.

ففي العدد الأخير من مجلة داعش “#دابق” الذي صدر في الأسبوع الماضي، تباهت المجموعة بخطة الرعاية الصحية الخاصة بها: “حيث تقوم الدولة الإسلامية بتزويد المسلمين بالرعاية الصحية على نطاقٍ واسع، ذلك من خلال تشغيل عدد كبير من المنشآت الصحية من ضمنها المستشفيات والعيادات، في كل المدن الرئيسية التي تقدّم من خلالها مجموعة واسعة من الخدمات الطبية”.

عرضت مجلّة داعش صوراً لامعةً لأحدث مستشفى لدى الدولة، وفصّلت الخدمات الطبية التي توفّرها المجموعة الطبية للناس مؤخراً، في المناطق التي تسيطر عليها، مثل تلقّي أكثر من 6711 مريضاً _ غير مقيم _ للرعاية الصحية في المستشفى، وتقديم 442 جلسة غسيل كلى، وإجراء 400 صورة بالأمواج فوق الصوتية .. إلخ.

تتفاخر داعش أيضاً بإطلاقها للمدرسة الطبية الجديدة في #العراق، والتي يمكن للرجال والنساء الحضور إليها.. داعش تخطط بشكل واضح لبقائها، وليس لاحتضارها.

كتبت في شهر أيلول عن كيف أنني “كمسلم” كنتُ قلقاً للغاية من أن حملة التجنيد التي تقوم بها داعش يمكن أن تكون ناجعة في تطويع وتجنيد المسلمين المحرومين من الحقوق الشرعية. داعش لم تكن تقول “هيا انضموا إلينا للموت”، ولكن بدلاً من ذلك كانت تقول: “تعالوا انضموا إلينا، لنحيا. انسَ العالمَ حيث أنك عبدٌ يصنع المال أو حيث ليس لك قيمة، وبدلاً من ذلك انضم إلينا، حيث يمكنك أن تكون شيئاً خاصاً، يتم الوفاء له روحياً أيضاً “.

وعند تلك النقطة من البند، قامت داعش بتجنيد مقاتلين من عدة بلدان، وأحصت حوالي 30000 مؤيدٍ لها في العراق و #سوريا. وكما أشار الخوري فإن نجم داعش قد لمع بعد ثمانية أشهر، وأن لديها مجنّدين من أكثر من 80 دولة.

استولت في الشهر الماضي على مدينة #الرمادي في العراق، ومدينة #تدمر في سوريا، وسيطرت على ما يقارب الخمسين بالمئة من كلا البلدين. وبفضل الجماعات الإرهابية الأخرى التي تعهّدت بالولاء لهم، فإن لدى داعش الآن 100000 إلى 150000 موالٍ ونصير، بالإضافة إلى فروعها في #ليبيا و #باكستان و #أفغانستان و #نيجيريا و #الفلبين و #اليمن والمملكة العربية #السعودية. (ولداعش في بعض من هذه البلدان ممولين بإمكانيات محدودة).

كما أن داعش تكسب عبر وسائل الإعلام الاجتماعية أيضاً. فقد تحدّثت ضيفة أخرى عبر برنامجي السبت الماضي _  وهي ليندا صرصور، زعيمة أمريكية مسلمة _ عن حملة تزعّمتها عبر وسائل الإعلام الاجتماعية الأسبوع الماضي للسخرية من داعش، مستخدمة العنوان (#MoreIslamicthanISIS ، أي مسلمون أكثر من داعش). تضمّنت التغريدات صوراً لقطة ترتدي الكوفية (وهي غطاء تقليدي عربي للرأس يرتديه الرجال )، كما تضمنت صوراً أخرى تسخر من داعش.

الرد من قبل مؤيدي داعش على التويتر كان عنيفاً بتلقي الصرصور وآخرين تهديدات منهم. منذ أشهر لم نجد أتباع داعش يقومون بمهاجمة الناس بشكلٍ علني على التويتر نتيجةً لاستهزائهم من الجماعة الإرهابية.

وبعيداً عن هذه الطرفة، في قمة البيت الأبيض لمواجهة التطرف العنيف التي كنت حاضراً خلالها قبل شهرين، كان من الواضح أن داعش قد تجاوزت بكثير جهودنا في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية.

لذلك، كيف يمكننا هزيمة داعش؟ هل تريد الإجابة الصحيحة أم الإجابة التي سوف يخبرك إياها السياسيون؟ انظر.. من الممكن هزيمة داعش، ولكن يستلزم الأمر جهداً منسّقاً وموحداً، والتخطيط له بشكل جيد وعلى المدى الطويل.. وحتى الآن لسنا نكسب هذه الحرب المتعددة الأوجه على أية جبهة.

كما أشار الخوري، “نحن نفتقر إلى نهج طويل الأمد لمواجهة داعش على جميع الجبهات “، وعندما يقول “كل الجبهات” يقصد بها من الجبهة العسكرية إلى مقاومة محاولات التجنيد عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، إلى جهودهم الدعائية.

أخبرنا أشخاص مثل جون ماكين وليندساي غراهام أن الحل لمواجهة داعش هو وجود 10000 أو ما يقارب ذلك العدد من القوات الأمريكية على الأرض. ولكن سجّل الخوري ملاحظة لم نسمعها من السياسيين الذين يؤيدون وضع قوات أمريكية على الأرض: أية أرض يقصدون؟ داعش الآن متواجدة في سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان وباكستان ونيجيريا. ومن المرجح _ بحسب الخوري _ أن داعش تضم 50000 مقاتل متمرّس. كيف يمكن تماماً لـ 10000 جندي أن يهزموا داعش التي تنتشر الآن على مدى العديد من البلدان؟

أنا واثقٌ تماماً من أنّ كل من غراهام وماكين وغيرهم يعرفون هذه الحقيقة، ربما تلك هي إستراتيجيتهم ليقوموا بتحفيزنا على تجنيد بعض المقاتلين وتسليمهم من أجل مواجهة داعش، مع العلم بأن هذه العملية سوف تحتاج إلى عدد كبير من المقاتلين لنتمكن في النهاية من هزيمتها.. ولكن حذّر الخوري وبشدّة من أن تكون الولايات المتحدة هي القوة الرائدة على أرض الواقع. “نحتاج أن تكون الدول _ التي تقوم داعش فيها بقيادة عملياتها _ إلى جانبنا وأن تقاتل بمساعدتنا، سويةً مع تحالف عالمي، حيث يمكننا مواجهة داعش من كل الجوانب”، وبقدر ما يؤلمني، فأنا أوافق أننا نحتاج لقوات على الأرض _ تحالف متعدد الجوانب _ ولكن نعم، من ضمن ذلك القوات الأمريكية – إذا ما كنا سوف نهزم داعش. وأنا أقول هذا الكلام كشخص كان معارضاً 100 % للحرب العراقية. (وكشخص ما يزال يؤمن بضرورة إجراء تحقيق جنائي بأي شكل من الأشكال مع أعضاء إدارة بوش التي كذبت علينا بشأن أسلحة الدمار الشامل).

ربما حرب بوش في العراق هي من خلقت داعش، لكنها تنمو بقوة ويعود ذلك إلى عدم وجود سياسة متماسكة. والسؤال هو كم من الناس الأبرياء يحتاج الأمر أن يموتوا قبل أن يتواجد تحالف عالمي حقيقي لإيقاف داعش؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.