ليلى زين الدين

بات ­#الجيش_الحر على بعد 14 كيلو متر فقط من مدينة #السويداء، وذلك بعد سيطرته على #مطار_الثعلة العسكري، وبات الباب مفتوحاً على عدة خياراتٍ ستواجهها المحافظة خلال الأيام القليلة القادمة.

 

أكدت مصادر ميدانية لموقع الحل السوري أن قوات من الجيش السوري الحر تجري حالياً عمليات التمشيط حول المطار، فيما تستمر طائرات النظام بعمليات القصف، كما تسمع أصوات المضادات الأرضية التي يطلقها الحر.

ومن المنتظر أن يعلن جيش اليرموك – وهو الذي يقود معركة “سحق الطغاة”- بعد قليل بياناً رسمياً يؤكد فيه سقوط المطار بالكامل، في الوقت الذي أكد فيه المكتب الإعلامي لمحافظة السويداء أن عدد قتلى النظام تجاوز 50 مقاتلاً.

وفي الوقت ذاته تساقطت القذائف على مدينة السويداء، واستطاع مجموعة من رجال الدين فيها (مشايخ الكرامة) إلقاء القبض على الفاعلين، حيث وأشار مصدر مطلع ومقرب من الشيخ وحيد البلعوس وهو أحد أهم ما يطلق عليه مشايخ الكرامة، وذو توجه معارض للنظام السوري، أن مصدر القذائف هو شمال غرب السويداء، ومطلقوها هم “من بدو منطقة المقوس”، واعتبر المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن هذه القذائف “هي إحدى وسائل النظام لمنع حدوث تعاون بين أهالي الجبل وأهالي #درعا”.

بسقوط مطار الثعلة العسكري يكون النظام قد خسر أحد أهم مواقعه العسكرية في السويداء، فماهو مصير محافظة السويداء اليوم؟.

السيناريوهات المطروحة اليوم أمام المحافظة ليست بكثيرة وهنا يقول ناشط من المحافظة فضل عدم ذكر اسمه إن أهالي السويداء “مطالبون بقطع الطريق على النظام، وفتح قنوات اتصال وتنسيق مع الفصائل المقاتلة في درعا، وفك ارتباط المحافظة بالنظام نهائياً وطرد ممثليه من المدنيين والعسكريين، وتشكيل سلطة محلية بديلة دون تدخل أحد، بذلك تلتحم السويداء مع باقي مكونات الشعب السوري، ضمن صيغة خاصة بها، بانتظار حسم المعركة النهائية مع النظام”.

أما ثاني السيناريوهات حسب ناشط آخر فيتمثل في “نجاح النظام في جر المحافظة إلى حرب أهلية مع جيرانهم من أهالي درعا، ويستخدمهم كوقود لتطويق انتصارات الجيش الحر في درعا، فيما هنالك طرف ثالث يمكن أن يكون جزءاً من هذه الحرب وهو البدو”، ويعتبر الناشط أن لهذا السيناريو مقومات على الأرض تتمثل في فوضى السلاح “التي عمد إليها النظام خلال الفترات الماضية، لكن التعويل في هذه الحالة سيكون على العقلاء، لا سيما ممن يعارضون وجود النظام في السويداء”.

مصادر مقربة من الشيخ وحيد البلعوس (زعيم مشايخ الكرامة) أكدت وجود تنسيق بينه وبين فصائل الجيش الحر على أرضية عدم الوقوع في فتنة الاقتتال الداخلي، وكان من أبرز مظاهر ذلك التنسيق إخراج أبناء السويداء سالمين من مطار الثعلة.

ويعتبر ناشطون أن مشايخ الكرامة استطاعوا في الفترة الماضية تحسين العلاقات بين الجبل وأهالي درعا والجيش الحر فيها، ويعتبر أحد إعلاميي المحافظة أن هذا ما سيتم البناء عليه في المرحلة القادمة، لا سيما وأن النظام “بات أقرب إلى ترك حماية السويداء لأهلها كما فعل في المناطق الكردية شمالي سوريا”.

ويراعي الإعلامي بعض الاختلافات بين التجربتين حيث يشير إلى أن النظام “عاجز فعلياً عن إبقاء الجبل تحت سيطرته”، والسويداء الآن أمامها طريق التعاون مع درعا، لتحقيق الاكتفاء الذاتي في السهل والجبل، وتسيير الأمور الحياتية.

ويرى الإعلامي أن سيطرة الجيش الحر على السويداء “سيكون له أثر سلبي على مفاوضات النظام السياسية، لا سيما وأنه يزعم حماية الأقليات”.

ولمشايخ الكرامة وجهة نظرهم في المرحلة القادمة حسب ما تشير إليه تصرفاتهم على الأرض، حيث يقتربون من السيناريو الأول المتمثل في بناء منظومة خاصة بالجبل، حيث يقول أحد الناشطين: “استطاع مشايخ الكرامة في سابقة فريدة من نوعها منع النظام من إخراج آلياتٍ ثقيلة من المحافظة مرتين، المرة الأولى قبل يومٍ واحد من سقوط اللواء 52 والمرة الثانية كانت يوم أمس بمنعهم إخراج صواريخ من المحافظة، هذا يعني أنهم يعملون على حماية ما تمتلكه المحافظة من سلاح، والذي لا يحق للنظام استخدامه”.

ومن ناحية أخرى استطاع المشايخ “حماية الثروة البشرية التي تمتلكها المحافظة، فامتنع شباب السويداء من الالتحاق في الخدمة العسكرية، بعد أن وجدوا الحماية لهم من مشايخ الكرامة، وهناك أرقام تشير إلى أن تعداد هؤلاء تجاوز 27 ألف شاب، حيث أعلن البلعوس أكثر من مرة أن هؤلاء الشباب مهمتهم حماية الجبل وليس القتال مع النظام في مناطق أخرى”.

ورغم موقف مشايخ الكرامة هذا إلا أن هناك قوة أخرى في السويداء يحسب لها حساب وهي مشايخ العقل، حيث أصدر الشيخ حكمت الهجري بياناً طالب فيه شباب السويداء بالاتحاق بالخدمة العسكرية في القطع الواقعة ضمن المحافظة، وذلك بعد سقوط اللواء 52، ويعتبر أحد الناشطين أن الشيخ الهجري ما زال يتحدث باسم النظام، و”هذا عائق حقيقي في وجه أي تقارب مع درعا من جهة، ومن جهةٍ أخرى سيكون عائقاً في وجه بناء إدارة خاصة بالسويداء”.

ورغم أن الكثير من الناشطين يفضلون اتباع السيناريو الأول، لكن هناك من يرى أنه من الصعب تطبيقه، لا سيما أن الجيش الحر في درعا دخل إلى السويداء “فاتحاً”، وحتى الآن ورغم رسائل التطمين التي صدرت عن الناشطين في درعا، وعن بعض الفصائل “لكن سيكون هناك أصوات ترفض بقاء السويداء خارج سطوة الحر، وهذا ما يمكن أن يؤجج نيران الخلاف في المرحلة القادمة”.

ويحسب البعض حساباً في الأيام القادمة لجبهة النصرة فرغم أنها لم تشارك في معارك الحر الأخيرة سواء تحرير اللواء 52 أو تحرير مطار الثعلة، لكن هذا لا يعني أنها ستبقى صامتة في المرحلة القادمة حسب ما يقول الناشط، مشيراً إلى أن علاقة النصرة في درعا مع السويداء غير حسنة، لا سيما بوجود حالات خطفٍ لم يبت بها حتى الآن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.