دلير يوسف

في السنوات الأربع الأخيرة ظهرت في #سوريا مجموعة كبيرة من الأصوات الإعلاميّة المختلفة التي تتيح للمواطنين الإطلاع على مختلف وسائل الإعلام، عملت هذه المجموعات على تغيير صورة الإعلام التقليدي الذي فرضه #النظام_السوري خلال سنوات حكمه والذي حصره بالإعلام الرسمي أو شبه الرسمي.

 

إحدى هذه الأصوات هي #شبكة_الصحفيّات_السوريّات المؤسَسة في العام 2012، وذلك في محاكاة لتجربة صحفيّات ألمانيّات. فشبكة الصحفيات السوريات تسعى لأن تكون جزءاً من المؤسسات الإعلاميّة السوريّة المنشأة في السنوات الأخيرة بغية تطوير الإعلام السوري والوصول إلى إعلام حر ومستقل ومهني، كما تعمل على تحقيق تمثيل متساو بين الرجل والمرأة في وسائل الإعلام وتفعيل دورالإعلام فيما يتعلق بقضايا النساء والمساواة بين الجنسين، فضلاً عن حقوق الصحفيات والصحفيين في التعبير عن آرائهم بحريّة.

عملت الصحفيّات رولا أسد ولميس الجاسم وميليا عيدموني على تأسيس الشبكة وهنّ خريجات كلية الإعلام، وعاملات في الحقل الصحفي في عدة وسائل إعلاميّة محليّة ودوليّة، حالياً اتسع عدد العاملين في الشبكة إلى ستة أشخاص فضلاً عن حوالي ستين صحفي من الجنسين متوزعين على مناطق مختلفة من سوريا، إضافة إلى تواجد بعضهم في بلدان الجوار، #الأردن و #لبنان و #تركيا.

عملت الشبكة في بداية تأسيسها، حسب ميليا عيدموني إحدى مؤسِسات الشبكة وذلك في حديثها مع موقع #الحل_السوري، على تعزيز دور الصحفيات السوريات في المجال الإعلامي ودعمهن مباشرة، بالإضافة إلى العمل على تحسين صورة النساء في الإعلام ووقف تنميط أدوار النساء في المجتمع. وبعد عام من العمل تم توسيع دائرة نشاط الشبكة وذلك بالتركيز على دعم الصحفيين والصحفيات السوريين من خلال تنمية مهاراتهم الصحفية سواء أكان ذلك في وسائل الإعلام المكتوبة أو المرئيّة أو المسموعة، مع التركيز المستمر على تبني المساواة بين الجنسين في التغطيات الصحفية بغض النظر عن الموضوع أو القالب، لاحقاً أصبح التركيز، حسب عيدموني، على موضوعات متعلقة بالنساء السوريات وخاصة مع ارتفاع أعدادهن في بلدان اللجوء وغياب التغطيّة الإعلاميّة والمهنيّة والواقعية لقضاياهن، مع “تهميش ممنهج” للدور الذي قامت وتقوم به النساء في #الثورة_السورية.

ينقسم عمل شبكة الصحفيات السوريات إلى عدة محاور، إذ تعمل الشبكة على خلق ملتقى لأعضاء الشبكة للتواصل وتبادل الخبرات، كما تعمل على توفير مساحة للتوعيّة القانونيّة فيما يخص حقوق المرأة في سوريا، إضافة إلى العمل على تغيير الصورة النمطية تجاه النساء في وسائل الإعلام، وتعمل الشبكة كذلك على تنظيم حملات ضغط على صنّاع القرار لتغيير القوانين التمييزيّة ضد المرأة، إضافة إلى توفير منصة إعلاميّة تحترم حريّة الرأي والتعبير والحوار والدفاع عن حقوق الإنسان.

تعتمد شبكة الصحفيّات السوريّات على تقديم تدريبات مهنيّة للصحفيين والصحفيات إضافة إلى تقديم استشارات للوسائل الإعلاميّة السوريّة فيما يتعلق بإدخال مفهوم النوع الإجتماعي “الجندرة” وتحسين صورة النساء في الإعلام.

تطلق الشبكة سنوياً ثلاث حملات بالتعاون مع مجموعة من المنظمات السوريّة الأخرى وهي حملة مناهضة العنف ضد المرأة في 25 تشرين الثاني ، وحملة يوم المرأة العالمي في 8 آذار، وحملة اليوم العالمي للحريّة الصحفيّة في الثالث من أيار ، إضافة إلى شراكات الشبكة مع حملات أخرى تطلقها المؤسسات الشريكة كحملة (#أنقذوا_البقية)، وحملة (#خطوة_ضد_العنف). كما تشارك الشبكة في مؤتمرات على المستويين المحلي والدولي بهدف تسليط الضوء على وضع النساء حالياً ودور الإعلام في ذلك، كمثالها: مشاركة الشبكة على هامش الدورة التاسعة والخمسين للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة المنعقدة في #نيويورك / الولايات المتحدة الأمريكيّة.

حالياً تعمل الشبكة على بحث حول الوسائل الإعلاميّة السوريّة التي ظهرت بعد العام 2011، وعن كيفية تغطية هذه الوسائل لقضايا النساء السوريات، مع تركيز على حالة الصحفيات في تلك الوسائل، ومن المتوقع حسب الصحفيّة ميليا عيدموني أن يصدر البحث مع نهاية العام الجاري، كما أن الشبكة الآن في صدد تطوير وثيقة شرف لتحسين وضع النساء في الإعلام السوري على صعيد المحتوى والمساواة بين الجنسين ووقف الصور النمطيّة في هذا المجال، كما تعمل الشبكة حالياً في التحضير لإعداد وتدريب كادر محلي سوري مختص بالتدريب في قضايا المساواة والنوع الاجتماعي.

كأغلب المنظمات السورية ومع انحسار التمويل الخاص بمنظمات المجتمع المدني السوري مؤخراً فإن شبكة الصحفيات السوريات لا تمتلك تمويلاً دائماً لأعمالها ونشاطاتها، لكنها تعتمد حالياً على التمويل المقدم من الوكالة الفرنسيّة للتعاون الإعلامي #CFI ومن منظمة #هيفوس الهولنديّة ومن المؤسسة الأورومتوسطيّة لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان.

شبكة الصحفيات السوريات ليست المنظمة السوريّة الوحيدة المهتمة بالنساء والإعلام والعلاقة بينهما، إلا أنّها صوت من هذه الأصوات الكثيرة التي تحاول تغيير المفاهيم حول النساء نحو الأفضل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.