عدنان الحسين

فصل من فصول تنوعت وتعددت فيها المعاناة تعيشه المرأة السورية بعد ظهور تنظيم الدولة الاسلامية (#داعش) في #سوريا، ومرحلة واكبها غياب الحضور الإعلامي، والخوف الدائم من سلطة التنظيم والسياسات التي ينتهجها في أماكن سيطرته.

 

سمية (امرأة من ريف #حلب) كانت “تحلم بالزواج وبناء أسرة سعيدة ومستقرة وإنجاب أطفال”، إلا أن قرار زوجها بالانضمام لتنظيم داعش كان كفيلاً بتدمير كل أحلامها تلك.

تقول سمية (22عاماً) إن زوجها عبد الله (شاب في الخامسة والعشرين من العمر)  لم يكن “متزمتاً دينياً وكغيره من الشباب قرر أن يقف بوجه آلة القتل المتمثلة بالنظام السوري من أجل الحصول على الحرية في بداية الثورة السورية”، لذا التحق بصفوف #الجيش_السوري_الحر.

وبعد ظهور التنظيم و”عزفه على الوتر الديني”، انضم عبد الله إلى صفوفه وهو ما أجبره على حضور دورة شرعية مغلقة، مدتها شهر، ليعود “بعقل جديد كلياً”، حيث أصبح فكره “متشدداً ودموياً”، وبدأ بتكفير كل من لا ينتمي للتنظيم، حتى أنه “قام بتكفير أهلي وأبي على وجه الخصوص كونه من اتباع أحدى الطرق الدينية الإسلامية” على حد قول زوجته.

ومع مرور الأيام وتمدد التنظيم في كل من #سوريا و #العراق، ثم بدء الحرب على التنظيم من قبل دول الغرب، قرر عبد الله الذهاب “للجهاد في العراق ضد الرافضة والصحوات كما يسميهم”، لتقع سمية بين خيارين “أأحلاهما مرّ”، فإما الذهاب مع عبدالله إلى العراق ومبايعة التنظيم الذي تعتبره “تنظيماً أرهابياً”، أو التخلي عن طفلتها والانفصال عن الزوج.

سمية ليست النموذج الوحيد للمعاناة، فهناك آلاف القصص التي لا تقّل في ألمها عما عانت من سمية.

الشابة نجوى فتاة في عقدها الثاني، أجبرها أحد أمراء التنظيم على الزواج من أحد عناصره “إماراتي الجنسية”، بدون موافقة ذويها، لتذهب برفقته  إلى العراق، حيث يخوض التنظيم معارك كثيرة مع “المليشيات الشيعية والجيش العراقي”، ليقتل زوجها إثر المعارك هناك بعد شهرين من ذهابهما، وفي سابقة من نوعها أجبر شرعيو التنظيم نجوى على الزواج من رجل آخر بحجة أنه فتاة و”تثير الفتنة”، ويمنع بقائها “دون محرم”،  وفيما يعتبر انتهاكاً صارخاً لتعاليم الدين الاسلامي، تم تزويجها قبل انتهاء عدتها الشرعية إثر زوجها الأول المتوفى، وعادت بعد فترة لتقيم بالقرب من منزل ذويها في إحدى قرى ريف مدينة #منبج الخاضعة لسيطرة التنظيم.

لا تقتصر فصول المعاناة على ذلك وحسب، بل تتعداها لتحمل في طياتها الكثير من الألم، فنساء سوريا أصبحن الحلقة الأضعف في الحرب الطاحنة التي تدور هناك.

أم أحمد أم لأربعة أطفال، فقدت زوجها في مناطق سيطرة النظام ولا تعرف عنه شيءً منذ ما يقارب سنة ونصف، أجبرها  التنظيم على الاختيار  بين البقاء في ظل حكم الدولة الاسلامية والزواج من أحد عناصره “منعاً للفساد” حسب وصف التنظيم، أو المغادرة بصحبة أطفالها والتخلي عن منزلها وأرضها، وهو ما اختارته، فيما لم يسمح التنظيم لها بأخذ أي شيء من المنزل سوى الملابس التي كانت ترتديها.

لا تختلف قصة تسنيم (30 عاماً) كثيراً عن قصة أم أحمد، فهي أم لأربع بنات من مدينة #الباب، فقدت زوجها أيضاً، وحاول التنظيم إرغامها على الزواج من أحد عناصره، لكنها رفضت، وقررت الهروب إلى #تركيا والتخلي عن أملاكها وأملاك زوجها، لتعيش في  تركيا “خوفاً على مستقبلها ومستقبل بناتها”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.