رشا عباس

الجهود المبذولة للتسلّط على حملات عالمية وإيجاد نسخة ثورية منها، وإن كانت دؤوبة للغاية ودالةً على قدرة خلاقة على الابتكار والخيال الخصب، لكنّها لا تبدو على قدر المسؤوليات حتى الآن.
بعض المحاولات كانت بحق عيناً ساهرة على العالم الذي إن ترك على هواه فقد تسوّل له نفسه الاهتمام بأمرٍ آخر، لذلك وعندما أحبّ بعض المغرضين أن يكرّموا الرسّامين الذين قضوا في حادثة #شارلي_إيبدو وخرجوا بحملة: (je suis Charlie)، لم تسكت الضمائر الحية بل خرجت زاعقة لتؤنّب المتضامنين مع هذه الحملة، وتردّ بشكل ساحق من خلال نشر حملة مضادة من نوع: “جو سوي أطفال #سوريا” مع تصميمٍ فنّي مميز مزيّن غالباً بالدماء أو الدموع. كذلك عندما انتشر على فايس بوك تطبيق صور البروفايل الملونة بألوان علم قوس قزح، بادر الغاضبون على الفور إلى عمل المثل ولكن باستخدام علم الثورة عوضاً عنه.

رغم ذلك، وللأسف مرّت الكثير من الحملات الأخرى دون أن يتم توظيفها ونسخها، لذلك من الضروري التذكير ببعضها حتى لا تفوت أحداً، مع اقتراحات لكيفية التسلّط المناسب على كلّ منها:

• “يلا عالبسكليت”: حتى يتم ردّ كيد الأعداء إلى نحرهم، من المهم قلب هذه الحملة المدنية الوادعة التي هدفت لتجاوز ازدحام السير والقذائف في #دمشق على رؤوس أصحابها، وفي هذه الحالة من الممكن جلب صورة من الحملة ووضع جثة متفحّمة مكان الراكب، كدلالة رمزية شفّافة على أنّ الموت منتشر.

• حملة “نعم” لاستقلال #اسكتلندا: من غير المفهوم كيف مرّت حملة كهذه دون استغلالها، رغم أنّها لم تنجح في تحقيق هدفها العام الماضي على كلّ حال، ولكن من الممكن تحوير العنوان من “نعم اسكتلندا” إلى “نعم للقبور المفتوحة” كصرخةٍ غاضبة من إهمال العالم ولأنّ عينه غفلت للحظة متجهةً إلى قضية تافهة كالاستقلال الاسكتلندي عن المملكة المتحدة.

• حملة إيقاف صور الصفحة الثالثة من جريدة الصن: منذ السبعينات من القرن الماضي، خصّصت الصفحة الثالثة من صحيفة الصن البريطانية لصورة عارضة أزياء عارية الصدر، وهو ما حاولت تغييره حملة بريطانية حملت عنوان: (no more page 3). من الممكن الاستفادة من هذه الحملة للفت نظر العالم، والخروج بحملة: “لا للصفحة الثالثة من جريدة البعث”، لتسليط الضوء على أياً كان الذي يتعرّض له المرء في هذه الصفحة.

• “ليس ابني المراهق” و “ليس في منزلي”: هذه الحملة أطلقت لتوعية الأهالي من إدمان أبنائهم المراهقين على الأدوية للانتشاء، وقام بعض الوشاة الأوغاد بفكّ ألغاز الرموز التي يستخدمها المراهقون في محادثاتهم للإشارة إلى هذه الأدوية حتى ينتبه الأهل في حال كانوا على قدرٍ كافٍ من البلادة لئلا يلاحظوا أنّ أدوية السعال تستهلك بشكلٍ مفرط في المنزل. في الواقع هذه الحملة مناسبة جداً للسرقة، عفواً للتبني وبإمكانها أن تتحول إلى حملة: “ليس ثورتي المراهقة” وتستخدم للتوعية ضد إدمان الناشطين على مواد التنظيف وخطر ذلك عموماً على حركات التحرر.

• تحدي سطل الثلج: لا يجب أن يبقى هذا التحدي محدوداً بجمع التبرعات على نحوٍ عمومي ولابد من إضافة لمسة ثورية إليه. تحدّي سطل الثلج يحمل للراغبين فرصاً كبيرة للإبداع. من الممكن أن يتصور أحد وهو يدلق على نفسه الدماء أو الأطفال أو الأشلاء أو أنقاضاً أو أي شيء يريده من السطل في لفتة مبتكرة لتمثيل هول الفاجعة.

• تحدي الوصول للسرة من خلاف: لم نوفقّ لترجمةٍ أفضل لهذا التحدي الذي قامت به فتيات حول العالم للمنافسة على الرشاقة ومن تستطيع إيصال يدها إلى الجانب المعاكس من الخصر لتلمس سرتها. من المقترحات المفيدة هي أن يقوم المشاركون بالحملة بتصوير كروشهم مع رسم لبشار على السرة (تصميم الدلافين السابحة حول السرة قد يكون إضافةً جميلة) ويدهم العاجزة عن الوصول للسرة ملونة بالأحمر على أنّها يد العدالة. بالإمكان رسم كلب على اليد بلا سببٍ واضح أيضاً.

• اكتب في بوست: معظمنا يذكر بوستات الفايس بوك الغامضة تلك المبنية على رسالةٍ سرية يرسلها الناس لبعضهم. تطلب الرسالة أن يكتب كل شخص على صفحته اسم مدينة من العالم أو لون ملابسه الداخلية وأن تنتشر البوستات دون تفسير لإثارة جو من الغموض، على اعتبار أنّ ذلك جزء من حملة للتوعية من أجل مكافحة سرطان الثدي رغم أنّها غير مرفقة بأي رابط يتيح المزيد المعلومات أو ما شابه، وهذا بالضبط ما نحتاجه: حملة توعية غامضة الأهداف لمكافحة الديكتاتورية والتوعية من خطرها. أرسل رسالة سرية لكل من تعرفهم طالباً أن يكتبوا بوستاً يقول: “أنا أهبل ذاهب إلى لاس فيجاس لأضاجع فيلاً وردياً في أربعاء الرماد”.

• حملة مكافحة الكعب العالي في مهرجان كان: تضامن ممثلون ومخرجون مع مدعوات منعن من الدخول إلى عروض مهرجان كان السينمائي الأخير، بسبب ارتدائهن أحذية مسطحة. من الضروري أن تخرج حملة “سوريا بلا كعب” في إشارة رومانسية إلى أنّ البلد امرأة خسرت أناقتها بسبب الحرب، أو ببساطة لأنّ الحرب بدون كعب عالي مريحة أكثر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.