هشام سراج الدين

يعمل تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) على تحصين مناطقه المهددة وخاصة في #جرابلس، ولا سيما بعد خسارته مدينة #كوباني (عين العرب)، وسيطرة قوات حماية الشعب على مدينة #صرّين من جهة، وبعد دخول #تركيا على خط الحرب ضد تنظيم الدولة، وشيوع الحديث عن منطقة آمنة تمتد من #جرابلس إلى #إعزاز من جهة ثانية.

 

يقول الناشط المدني أبو الهادي من ريف #حلب لموقع #الحل_السوري إن المنطقة الآمنة التي يتم الحديث عنها بما فيها جرابلس ذات غالبية عربية، وتشكل “عائقاً أمام وصل المناطق ذات الغالبية الكوردية بين كوباني شرقاً وعفرين غرباً”.

وقد استشعر تنظيم الدولة خطر الطرفين (القوات الكوردية والجيش التركي) على جرابلس، فيقول أبو سالم وهو قيادي في الجيش الحر سابقاً “يدرك تنظيم الدولة أن خسارته لجرابلس تعني خروجه من كل المناطق والمدن الواقعة غرب نهر الفرات بدءاً من منبج وليس انتهاء بالباب والخفسة ومسكنة”، إذ تقع جرابلس في أقصى الشمال السوري، وتبعد عن مدينة حلب 110 كم، وهي أول مدينة سورية يدخلها نهر الفرات.

وقد قام تنظيم الدولة بأعمال تجميلية في المدينة للتغطية على التحصينات العسكرية داخلها، حيث يقول الجامعي محمود من المنطقة “قام التنظيم ببناء سقوف في عدد من الشوارع داخل المدينة، وأثناء العمل كان يحفر حفراً عميقة يضع فيها ألغاماً”، وتأتي الغرابة جراء كثرة الألغام المزروعة وفق محمود الذي يقول “من كثرة الألغام المزروعة بتنا نخشى نية التنظيم نسف المدينة بأكملها فوق رؤوس أية قوّة تفكر دخول المدينة، ولا نعرف آلية التنظيم بتفجير هذه الألغام”.

وتفيد شهادات العيان أنَّ التحصينات الحقيقية تجري في الجهة الشمالية للمدينة حيث يتوقع قيام الجيش التركي أو قوات المعارضة الدخول منها، ويقول علي وهو أحد سكان المدينة “يقوم التنظيم بالحفر لأعماق كبيرة، ثم يضع داخل الحفرة غرفة مسبقة الصنع.. طبعاً هذه الغرف والحفر لا علاقة لها بالحفر والسواتر العادية التي تستخدم في التحصينات العسكرية” ويتابع: “على جانبي الغرفة هنالك فتحتان توصل كل فتحة بأنبوب طويل وكبير مع فتحة مماثلة في غرفة ثانية على بعد مسافة معينة، لتصبح هنالك مدينة كاملة تحت الأرض غرفها موصولة بأنابيب كبيرة”.

ولا يعرف الهدف الحقيقي من هذه الشبكة، إذ يتوقع محللون أن تتحول هذه الغرف لمصايد يستخدمها التنظيم ضد أية قوة غازية، ويقول أبو الهادي “تزويد هذه الغرف بالمؤونة والذخيرة والسلاح قد يمكّن عناصر التنظيم البقاء لشهور طويلة، وربما تساعدهم بالتسلل للخطوط الخلفية للقوات المهاجمة وأسر عناصر منهم، وإذا كان الأسرى أتراكاً فإن ذلك سيشكل ضغطاً على الحكومة التركية، ودعاية لتنظيم الدولة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.