عدنان الحسين – حلب

يستيقظ  عبد الرحمن صباح كل يوم ويبدأ بتجهيز نفسه لمحاولته للدخول إلى #تركيا عبر بوابة معبر باب السلامة الحدودي بين مدينتي #إعزاز السورية و #كلس التركية، لكنه فشل بشكل متكرر من نيل فرصة الدخول رغم كسر القدم الذي يعاني منه.

 

الشاب عبد الرحمن رفض الإفصاح عن اسمه الكامل كونه أحد الذين استطاعوا الفرار من سجون تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش)، حيث تعرض لعمليات “تعذيب عنيفة جداً وقام المحققون التابعون للتنظيم بتكسير قدمه عدة مرات وتعذيبه بطرق مختلفة” كونه أحد عناصر الجيش الحر.

يشكو عبد الرحمن لموقع #الحل_السوري معاناته في محاولة الدخول لتركيا من أجل العلاج، ويقول “منذ بدأت محاولات الدخول وحتى اللقاء بكم خضت 15 محاولة وجميعها باءت بالفشل،  والسبب محسوبيات وواسطات وفساد كبير في الكوادر الطبية والأمنية المسؤولة عن المعبر من الجانب السوري، فمن لديه معرفة بأحد الأطباء ربما يتأخر يومين أو ثلاثة حتى يدخل إلى تركيا، بينما من لا يملك “واسطة” سيحصل معه ما حصل معي من محاولات متكررة دون جدوى”.

يكمل عبد الرحمن حديث ويقول “في المحاولة 14 حسبت أن الأمور فرجت علي وسأدخل الى تركيا مع مرافقي الذي أتعبته مرافقتي كل يوم وقدمي مكسورة، ويضطر لحملي عدة مرات، حيث تم اختياري لركوب مقطور الإسعاف وهي عبارة عن سيارة من نوع (فان) يضعون بها الجرحى بشكل مزدحم وعندا وصولنا الطرف التركي ومعنا كافة الأوراق، قاموا بطرد مرافقي وعدد من مرافقي الجرحى الأخرين، قلت في نفسي لا مشكلة لدي أقارب في تركيا أحدثهم ويأتون إلي، لكن ما لم يكن بالحسبان أنهم رفضوا إدخال كل من لا يملك هوية لاجىء، وكنت من بينهم للأسف، وعدت إلى بيت أخي في المدينة لأبحث عن هوية لاجىء لدى أحد الأقرباء أو الأصدقاء فقد  يسعفني الحظ واستطيع العلاج”.

 

معابر مغلقة

يعاني مئات المدنيين أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية جراء إغلاق المعابر من الجانب التركي، فيما يضطر الهاربون من الحرب في سوريا للبحث عن طرق غير مشروعة للدخول إلى تركيا (تهريب)، فيما تم تسجيل عشرات حالات استهداف من قبل الجيش التركي للمدنيين السوريين أثناء محاولة العبور بينهم أطفال، وفق كمنظمات مدنية سورية، كما يخيم الآن معظم المدنيين بالقرب من المعبر ينتظرون فرجاً قريباً.

من جهته يروي الناشط الإعلامي حسين الخطاب حالة إنسانية حصلت معه إثر محاولتها إدخال فتاة صغيرة مصابة بمرض السرطان لمحاولة إنقاذها من الموت بعد تفاقم مرضها، فيقول “حاولت عدة مرات إدخالها من #باب_السلامة لكن لم ننجح، ويعود الأمر للمحسوبيات والواسطة وحاول أهلها عدة مرات إدخالها بأسلوب التهريب من محيط جرابلس وقرية حوار كلس، لكن التشديد الأمني حال دون جدوى مع تفاقم حالاتها يومياً”.

يضيف الخطاب “قررت الإنطلاق بها إلى معبر أطمة الخاص بالحالات الإنسانية والمنظمات، فجوبهت بموظفين لا يهمهم الإنسان للأسف، حاولت عدة مرات أن يتم تسجيلها ونقلها إلى تركيا، لكن لا حياة لمن تنادي، حتى طفح الكيل معي فقمت إلى الموظف وصرخت بوجهه .. ستسجلها قبل كل المرضى فالفتاة على وجه الموت وليس هناك أحد من الموجودين حالته أسوء من حالتها ، وفورها تدخل مدير النقطة الطبية وقاموا بتسجيلها ونقلوها إلى تركيا لكنها للأسف توفيت بعد يومين نتيجة عدم وجود الوقت الكافي لتلقي الجرعات الدوائية”.

ويحاول محمد وأمل وهما شابان في العشرينات من العمر الالتحاق بعائلتهما نتيجة تأخرهما في مدينة حلب من أجل إجراء الامتحانات الجامعية، لكن دون جدوى، يقول محمد “منذ أكثر من شهر نحاول الدخول لكن للأسف لم ننجح، وأثناء محاولتنا الذهاب لطرق التهريب واجهنا إطلاق الرصاص من الجيش التركي، فرفضنا فكرة الدخول تهريباً إلى تركيا، ونحاول كل يوم مع المسؤولين لعلنا نستطيع الالتحاق بعائلتنا التي ستسافر لإحدى دول الخليج وتنتظرون وصولنا”.

تضيف أمل “قالوا لنا مع وجود بطاقة طيارة وموعد الرحلة من الممكن ختم الجوازات، وبالفعل قمنا بقطع رحلة طيران، وقام أبي بجلب البطاقات، وعند وصولنا للجانب التركي رفضوا إدخالنا، وقالوا تم تعيين والي جديد، وألغيت القرارات السابقة”.

أم ضياء تجلس على طرف الطريق مع أولادها الثلاثة والذين تيتموا حديثاً جراء سقوط برميل متفجر على منزلهم نجت هي وثلاثة من أولادها منه بينما قتل زوجها وولداها الكبيران، تحاول الدخول لتركيا لعلها تجد خيمة أو عملاً تعيل به أفراد عائلتها المكلومة، ولكنها لم تنجح في الدخول إلى تركيا رغم الأمراض التي يعاني أطفالها منها نتيجة القصف حيث اختصرت الحديث مع موقع الحل بـ “أشكو ألمي وحزني إلى الله”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.