تزعم الصور التي تعرضها مواقع التواصل الاجتماعي، أنها تُظهر نسف المسلحين لمعبد #بعل_شامين الذي يعود عمره لـ 2000 عام، في المدينة السورية القديمة.

الغارديان – كريم شاهين ووكالات في بيروت. 25 آب / أغسطس 2015.

 

ترجمة موقع الحل السوري

أعرب المؤرخون وعلماء الآثار عن غضبهم ويأسهم المتزايد إزاء الصور الدعائية التي أصدرتها #الدولة_الإسلامية بهدف إثبات قيام المتشددين بتفجير معبد بعل شامين الذي يعود عمره لـ 200 عام في مدينة #تدمر السورية التاريخية.

الصور التي أفادت بها الأسوشيتد برس والتي نُشرت على موقع التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء من قبل مؤيدين للجماعة، أظهرت المعبد وقد تحوّل إلى كومة من الصخور. تعليق واحد قُرِأ: “الدمار الكامل لمعبد بعل شامين الوثني”.

لم تتمكن الغارديان من التأكد بشكل مستقل من الصور. ومع ذلك، فقد تم نشرها مثل المنشورات الدعائية الأخرى للمجموعة، والتي حملت شعار #داعش المُستخدم غالب في #تدمر، في محافظة #حمص السورية المركزية.

شبّه مأمون عبد الكريم _ وهو رئيس الآثار في #سوريا _ الدمار بأنه “جرحٌ في قلبي”. وقال: “كلّ الذكريات تمزّقت متحولة إلى قصاصات، لقد خسرت جزءاً من وجودي، شعرت وكأنّ بيت عائلتي قد تم حرقه”، وأضاف: “شعرتُ بالإهانة أمام هذا العمل الإجرامي، وبضعفنا وبضعف المجتمع الدولي لعدم قدرتنا على إيقاف ذلك”.

وصف عبد الكريم _ وهو استاذ جامعي في جامعة #دمشق، والذي عَمِلَ مدّة ثلاث سنوات “متطوعاً” كمدير للآثار والمتاحف للحفاظ على التراث السوري خلال الحرب _ يوم تدمير المعبد بـ “المظلم والحزين والمروّع”.

“كنت أشعر بالضعف قبل نزيف تدمر، التي وقعت تحت سيطرة هؤلاء الأشخاص الذين لا يؤمنون بالعهود أو القرارات أو حتى بالقوانين الدولية”. قالها عبد الكريم، وأضاف: “لا يمكننا أبداً تقبّل هذا من هؤلاء المتوحشين والناس الجهلة في القرن الحادي والعشرين”.

إن تدمير معبد بعل شامين، وهو ما أكدّه نشطاء وما أدانه رئيس اليونسكو بوصفه جريمة حرب، هو أول حادثة رئيسية للتدمير وقعت في #تدمر منذ أن استولت عليها داعش بعد حصار دام أسابيع في أيار / مايو. بسطت المجموعة سيطرتها على المدينة بعد انسحاب القوات الموالية للرئيس السوري #بشار_الأسد بشكل مفاجئ، مهربةً أعداداً كبيرة من التماثيل المتواجدة في المتحف.

ترك انسحاب النظام تدمر تحت سيطرة الفدائيين بشكل كلّي، لكن داعش تعهّدت بتدمير ما يُعتبر وثنياً فقط. تعتبر داعش الأضرحة والتماثيل الرمزية للوثنيين هي التي ينبغي أن تحطّم، وفقاً لروايتها المتزمّتة للإسلام.

لا تزال الآثار القديمة بعيدة عن أهدافها الوحيدة. فقد قام الفدائيون الأسبوع الماضي بقتل خالد الأسعد ذي الـ 82 عاماً، وقد كان حارساً لتدمر.

كان معبد بعل شامين قد بُني في القرن الأول بعد الميلاد، وقد كُرّس بيتاً للعبادة لإله العواصف والسماء الفينيقي، والذي تطوّر ليصبح آلهة رئيسية يُعبَد في عهد الملكة زنوبيا وزوجها سبتيموس أذينة، ملك ملوك تدمر.

حملت أعمدتها النقوش اليونانية والتدمرية وتارةً كانت تحتوي تماثيل للرعاة الأغنياء والأثرياء في المدينة.

“كيف سوف نقوم باستعادة وتجديد هذا المعبد؟ إنه جرحٌ عميق” قال عبد الكريم. ” تشعر بالحزن عندما تكون ضعيفاً جداً لتحميه، عندما يستحق أن يعيش إلى ما بعد حياته التي دامت 2000 عاماً”.

كما ذكر أن السبب الوحيد الذي يدعوه للتفاؤل هو 1500 من أعضاء الهيئة الذين يعملون للحفاظ على التراث السوري استمروا في العمل في جميع أنحاء البلاد في كلّ من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة والمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، منقذين بذلك 600000 من القطع الأثرية اليدوية من الضياع أو التدمير.

“تتغير الآراء السياسية، وتتغير المصالح، لكن يبقى تراث الشعب”، قال عبد الكريم. لكنه قال أيضاً إنه يؤمن بأن الأسوأ لم يأت بعد بالنسبة لتدمر وللكنوز لتاريخية من المدينة القديمة. “سوف نرى الكثير من الحوادث المأساوية في هذه المدينة “، أضاف قائلاً: “أسأل الله وكل شخص حر في العالم أن يجد حلاً لهذه المأساة”.

تحدّث المؤرخ توم هولاند إلى #الغارديان قائلاً إن الدمار جعله “حزيناً جداً”، وقال: “بالنسبة لشيء مثل معبد بعل الذي كان عمره ألفيّة ونصف، الناس لم يكونوا يقصدونه للصلاة عنده _ المعبد كان في البداية كنيسة، ثم أصبح تراثً – لكن الأمر الذي جعل داعش غاضبةً بما فيه الكفاية من الضريح لتدمرّه، لكنها أعادت إليه بتلك المفارقة مقاييس صفاته القديمة حيث له الجلال والفخامة والرهبة.

في لحظة موت المعبد “بعل” _ الزائل على أية حال _ أُعيد بها إلى الحياة. هذا واضح _ جوهرياً _ أنا فقط أشعر بالحزن الشديد”.

وقالت ليندا ألبرتسون، وهي الرئيس التنفيذي لجمعية البحث في الجرائم ضد الفن، أن صور الدمار شكّلت مثالاً جلياً للاستراتيجية المحسوبة من قبل داعش لتدمير الناس من خلال منع وطمس فهمهم لتاريخهم الخاص.

وقالت : “من السهل جداً النظر إلى الضرر الحاصل لهذه المواقع التراثية كشيء يمكن أن يُعاد بناءه، إذا كان كل ما نراه في الأمر هي الأمور المادية فقط؛ وأنه من الصعب جداً فهم آثار التطهير الثقافي على المدى الطويل، واستيعاب تأثيرها الحقيقي على الناس في أي بلد “. وأضافت: “في كل مرّة تكسّر داعش التاريخ، تنسف هذا وتهدم ذاك، هناك تقارير من مختصّين في اليونسكو والتراث تدين هذه الأفعال، لكن أكثر من ذلك بقليل. الناس بحاجة إلى أن يدركوا أن هذه الحرب والتي تشكل داعش جزءاً منها، تقوم على تقطيع وإبعاد الاستمرارية للثقافة السورية “.

دمار معبد بعل شامين

وزّعت خمسة صور على مواقع التواصل الاجتماعي تبيّن حمل المتفجرات إلى داخل المعبد وزرعها حول جدرانه، أعقبها انفجار كبير ومن ثم حطام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.