جديع دوارة

تظاهر الآلاف من أبناء محافظة #السويداء أمس، إثر اغتيال  زعيم حركة “مشايخ الكرامة” الشيخ #وحيد_بلعوس وعدد من رفاقه في تفجيرين منفصلين، استهدف أحدهما سيارة كانت تقل البلعوس ورفاقه، فيما استهدف الآخر السيارات التي كانت تنقل الجرحى إلى المشفى الوطني، والحصيلة بحسب ناشطين هي 27 قتيلاً و48 جريحاً.

وإثر شيوع خبر التفجيرات توافد الآلاف من شباب المدينة إلى ساحة السير وسط المدينة، وقاموا بتحطيم تمثال #حافظ_الأسد، وتوجهوا إلى مقر الشرطة العسكرية والأمن الجنائي ومبنى المحافظة ومبنى حزب البعث، وأكد ناشطون بأنه “تمّ الاستيلاء على تلك المباني”، فيما لا تزال الأنباء متضاربة حول الاستيلاء على مقر الأمن العسكري.

وأفاد مصدر عن وقوع نحو ستة من عناصر الأمن العسكري خلال المواجهات، فيما لم يتسن التأكد من صحة الخبر من مصدر آخر، حيث عمد النظام إلى قطع الكهرباء واتصالات الانترنت عن المحافظة فور حدوث الانفجارات.

وأصدر تجمع يدعى “رجال الكرامة” بياناً أكدوا فيه مقتل عدد من رفاقهم و”تحرير الجبل من النظام”، موجهين اتهاماً صريحاً للأمن العسكري بتنفيذ تفجيرات يوم الجمعة في السويداء، وأشار البيان إلى تسليم الشؤون الأمنية لرجال الكرامة، واستمرار عمل المؤسسات العامة والخدمية “بإشراف الإدارة الذاتية المنبثقة عن الهيئة المؤقتة لحماية الجبل”، وجاء في البيان أنه سيتم “تكليف غرفة عمليات رجال الكرامة وتنسيق العلاقة مع كل المسلحين الشرفاء بالجبل من كل الفصائل بتطهير مواقع السلطة والإشراف على حفظ الأمن و استمرار الحياة الطبيعية بالمحافظة، وتكليف لجنة التفاوض السياسي بالتواصل مع الحكومات وهيئات ومؤسسات المجتمع الدولي لإيصال الحقائق واعتماد وضع الجبل تحت بند منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي، وفتح معبر حدودي مع الأردن بالتنسيق مع حكومته”.

كما دعا البيان كل أبناء الجبل من عسكريين ومدنيين في كل المواقع القدوم للجبل والمشاركة بحمايته، واختتم بالتأكيد على أن السويداء “جزء لا يتجزأ من تراب سورية الحرة”.

وكانت محافظة السويداء شهدت قبل ثلاثة أيام احتجاجات سلمية تندد بالفساد وتطالب بمحاسبة الفاسدين ورفعت شعارات تدعو إلى وحدة الشعب السوري، وأطلق ناشطون حملة “خنقتنونا” على مواقع التواصل الاجتماعي، فعمد النظام إلى قطع الانترنت عن المحافظة، ثم وأتت حادثة الاغتيالات، “التي يقف خلفها الأمن العسكري في المحافظة” بحسب مصدر مقرب من مشايخ الكرمة، لتشعل الموقف من جديد وتدفعه باتجاه مواجهة مع النظام.

وتمّ قطع طريق السويداء #دمشق، “لمنع توافد أبناء المحافظة المقيمين في جرمانا ودمشق إليها” وفق المصادر، فيما سمح صباح اليوم بالخروج من المحافظة لمن يرغب، وسرت شائعات تفيد بأن “هناك عدد من السيارات المفخخة ستنفجر في المحافظة وأن هناك قناصات موزعة حول الأبنية الحكومية، بهدف منع المواطنين من التجمع والاستيلاء على تلك المقرات” حسب ما قال الناشطون.

ودعا مثقفون من السويداء المواطنين للمحافظة على الوثائق والسجلات وحماية المباني العامة والأفران، وتشكيل مجالس وطنية لإدارة شؤون المحافظة المختلفة، وحمايتها ومنع حدوث فوضى، فيما قام نشطاء من السويداء اليوم “بتنظيم الأمور في المحافظة”، حيث أكد ناشطون “عودة العمل في الفرن المركزي بشكلٍ طبيعي وكامل الأمور المدنية الأخرى تسير على ما يرام”.

وأفاد مصدر من المحافظة عن تشكيل مجلس عسكري ضم عدداً ممن يطلقون على أنفسهم اسم “رفاق الشهيد خلدون زين الدين”، الذي قاد مجموعة من المقاتلين من أبناء الجبل وخاض عدة معارك ضد قوات النظام انتهت بمقتله وعدد من رفاقه في ضهر الجبل قبل نحو عامين.

بالمقابل نقلت الصفحات الموالية للنظام عن مشايخ العقل (رجال دين في محافظو السويداء) دعواتهم إلى “التعقل وضبط النفس والوقوف إلى جانب جيش النظام لمنع وقوع الفتنة على حد وصفهم”، معتبرين بأن ما حدث هو “عمل إرهابي هدفه الفتنة وضرب النسيج الوطني يقف خلفه التكفريون”، في إشارةٍ إلى الجماعات الإسلامية المسلحة المناوئة للنظام، مؤكدين أن هناك “جهود جبارة تعمل لدرء الفتنة داخل السويداء من قبل العقلاء ورجال العقل ومشايخنا الأفاضل” مؤكدين أنه “خلال الساعات القادمة ستعود الأمور وتهدأ داخل المحافظة”.

وتجري في هذه الأثناء مفاوضات بين عدد من المشايخ والشباب المنتفضين لتسليم الفروع الأمنية التي تم الاستيلاء عليها.

بالمقابل يرى معارضون من أبناء السويداء، بأن الأمور “لن تعود إلى الخلف”، وأن “انتفاضة الجبل وإن جاءت متأخرة عن بقية مناطق #سوريا، إلا أنها ستشكل فارقاً نوعياً ليس فقط في الجهد المطلوب لإسقاط النظام وإسقاط ادعاءاته بحماية الأقليات، بل أيضاً في تعديل ميزان القوى داخل صفوف المعارضة عموماً، للحد من موجة تصاعد وتمدد الجماعات التكفيرية، وذلك بمد الجسور مع القوى المعتدلة في #درعا وريف #دمشق”.

كما حذر معارضون من أبناء المحافظة من “محاولة فلول النظام عقد تسويات على حساب ما تمّ انجازه لقطع الطريق على تحرير السويداء من قبضة النظام، ومن التقوقع والعزلة عن بقية أبناء سوريا وخاصة درعا”، مؤكدين أن “النظام سيسعى بكل الطرق لمحاولة إيقاع فتنه مع المحيط لحرف الصراع عن هدفه الرئيسي وهو اسقاط النظام وتشكيل سلطة مدينة ديمقراطية بديلة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.