ليلى زين الدين – السويداء

شيع الآلاف من أبناء محافظة #السويداء، صباح اليوم، من الملعب البلدي زعيم مجموعة #مشايخ_الكرامة (الشيخ وحيد البلعوس وثلاثة من رفاقه -الشيخ فادي نعيم، والشيخ أيهم طربيه، وغازي زيدان)، الذين قضوا يوم الجمعة بتفجير عبوة ناسفة، استهدفت سيارةً كانوا يستقلونها.

 

وبعد التشييع انطلق المتظاهرون باتجاه وسط المدينة، هاتفين بإسقاط النظام، ومتوعدين بـ”الثأر لشهداء التفجيرات”، واتجهوا إلى مبنى المحافظة وأخرجوا بعض الموظفين الذين كانوا في مكاتبهم، وحطموا صورة #حافط_الأسد التي كانت تعتلي بناء المحافظة، وتواردت أنباء عن سماع إطلاق نار دون التبليغ عن أي إصابات.

واعتلى أحد “مشايخ الكرامة” بناء المحافظة مدلياً ببيان طالب فيه “بتسليم الشاب #وافد_أبو_ترابي لمشايخ الكرامة خلال 48 ساعة، وإلا فالحرب أعلنت على الجبل”، حسب ما أفاد ناشطون.

وأشار ناشطون إلى أن “مجموعة من الشبيحة تتبع لعدي عصام زهر الدين عمدت إلى إثارة الشغب والتخريب خلال المظاهرة، حيث عبثت بالممتلكات العامة جانب بناء السرايا”.

وأكدت مصادر من المحافظة أن المشيعين منعوا دخول تلفزيون النظام، لنقل مراسم التشييع، كما منعوا دخول أي وفد ممثل للنظام، ويذكر أن التلفزيون الرسمي بث، مساء أمس، ما قال إنها اعترافات أحد ناشطي محافظة السويداء (وافد أبو ترابي) أعلن خلالها مسؤوليته عن التفجيرات التي استهدفت الشيخ البلعوس ورفاقه وأودت بحياة 37 شخص وعشرات الجرحى.

وجاء في الاعترافات المنسوبة لأبو ترابي بأنه فعل ذلك “تنفيذاً لأوامر رئيس المجلس العسكري التابع للجيش الحر في السويداء، وقال التلفزيون بأن أبو ترابي الدرزي ينتمي لتنظيم النصرة، وأن الاعترافات أدلى بها أمام مشايخ العقل وممثلي المحافظة في مجلس الشعب”.

ولاقت الاعترافات التي بثها الإعلام السوري استهجاناً، وسخر منها ناشطو المحافظة على مواقع التواصل الاجتماعي ووصفوا أبو ترابي بأنه (سوبر مان) السويداء ساخرين من سرعة كشف مدبري التفجيرات الثلاثة.

وأشارت بعض المصادر إلى “سعي النظام عبر رموز دينية ومدنية محسوبين عليه، لامتصاص غضب الشارع وإعادة الأمور إلى مجراها، لكن مشايخ الكرامة والمنتفضين رفضوا أي تسوية على حساب دماء الشهداء” بحسب تعبيرهم.

وفي موازاة ذلك، أشارت مصادر إلى أن عدداً من عناصر #اللجان_الشعبية المحسوبة على النظام وضعت نفسها تحت تصرف “رجال الكرامة”.

يذكر أن محافظة السويداء شهدت اعتصامات، منذ نحو أسبوع، ضمن حملة “خنقتونا” تنديداً بالفساد ومطالبة بإسقاط المحافظ، وكان الشيخ البلعوس قد منع رجال الأمن من التعرض للمعتصمين، معلناً أنهم تحت حمايته، وذلك قبل ساعاتٍ قليلة من تنفيذ عملية الاغتيال.

وقام النظام بقطع شبكة الإنترنت والكهرباء عن المحافظة بعد وقوع التفجيرات، ومنع الدخول إليها، في حين يتم تفتيش دقيق للخارجين منها.

ويبقى الوضع في السويداء غير مستقر وتسوده حالة من الترقب والحذر وسط عددٍ من المخاوف، أبرزها تواجد #داعش شرقي المحافظة، وإمكانية دخولها في أي لحظة، ومن ناحيةٍ أخرى مخاوف تتعلق بالاقتتال الداخلي بين موالين للنظام ومعارضيه، علاوةً عن ترقب ردة فعل النظام على خروج المحافظة من تحت سيطرته، وسيناريوهات تشبه ما حدث في باقي المدن السورية التي انتفضت ضد النظام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.