إعداد موقع الحل السوري 

لدى دخول تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) إلى #سوريا وسيطرته على مدينة #الرقة ثم على #دير_الزور وباقي المناطق، استخدم العنف المفرط في بسط سيطرته، ثم ضم إلى صفوفه بعض أبناء المناطق التي سيطر عليها في سوريا، من أبناء العشائر أو المقاتلين السابقين في فصائل المعارضة و #جبهة_النصرة، بالترهيب أو مقابل المال، وأطلق على من بايع التنظيم من أبناء المحافظات التي وقعت تحت نفوذه لقب “الأنصار”، وذلك مقابل وجود “المهاجرين” (وهم عناصر التنظيم الأجانب).

 

ويعد دخول بعض “الأنصار” إلى صفوف التنظيم بشكل قسري، بسبب انعدام الخيارات الأخرى أمامهم، من العوامل الأساسية التي تدفع التنظيم إلى عدم الثقة بهم، وعدم تعيينهم في مناصب قيادية، بالإضافة إلى زجهم في الخطوط الأمامية للمعارك، وإبقاء عين الرقابة عليهم، وإخضاعهم إلى ما يسمى “دورات استتابة” في بعض الأحيان.

عندما دخل داعش إلى دير الزور، أعدم حوالي 1000 شخص من أبناء عشيرة #الشعيطات، معظمهم من المدنيين – لما يظن أن رغبة منه في تفكيك وإضعاف الولاء القبلي والعشائري، الموجود في مناطق الشرق والشمال في سوريا، حيث يعد ذلك الولاء العامل الأبرز في تمرد أو انشقاق أو “خيانة” أبناء تلك المناطق- وأدى ذلك إلى انضمام عدد من أبناء الشعيطات إلى صفوف التنظيم، ونزوح عدد كبير إلى مناطق خارجة عن نفوذه.

علاقة الأنصار بالمهاجرين

يستاء المقاتلون السوريون في التنظيم من كونهم تحت إمرة المقاتلين الأجانب، في المناطق التي ينتمون إليها، ويضاف إلى ذلك أن الرواتب التي يتقاضاها “المهاجرون” أعلى من رواتب “الأنصار”، ولا تتوزع الغنائم بالتساوي بينهم، بحسب موقع توب نيوز، فيما يقوم التنظيم بإعطاء مقاتليه الأجانب بيوتاً في المدن وداخل الأحياء السكنية لكي لا تطالهم ضربات #التحالف_الدولي، مقابل إسكان المقاتلين السوريين على أطراف المدن.

وحصلت مشادات وخلافات، في أكثر من مرة، بين المهاجرين والأنصار، حيث قام المهاجرون، لدى تقدم غرفة عمليات #بركان_الفرات من #تل_أبيض، وفق مصادر عدة، بالانسحاب من المعارك وترك المقاتلين السوريين على جبهات القتال، وتطورت فيما بعد إلى اشتباكات بين الطرفين قتل على إثرها عدد من المقاتلين السوريين، واعتقل 47 مقاتلاً من أبناء تل أبيض، فصلهم التنظيم بعدها بتهمة “مخالفة قوانين المبايعة على السمع والطاعة”.

توزيع المناصب

بسبب عدم ثقة التنظيم بالعناصر السوريين، الذين انضموا إلى صفوفه مرغمين، قلما يعين أحدٌ منهم في مناصب عالية أو حساسة، خشية انشقاقهم أو هربهم، إلا إذا تمت تزكيتهم من أشخاص معينين يعتمد عليهم التنظيم في هذا الصدد.

ويقتصر وجود العناصر السوريين في مراتب عالية لدى داعش، بحسب أبو ابراهيم الرقاوي (أحد مؤسسي #حملة_الرقة_تذبح_بصمت)، على أولئك الذين انضموا طوعاً إلى التنظيم منذ بدايات تشكله، مثل أبو لقمان (والي الرقة)، وتوباد البريج (مسؤول مكتب العشائر)، وأبو علي الشرعي.

هؤلاء جميعاً موجودون في التنظيم منذ بداية تشكيله، وكانوا قد ساهموا بشكل كبير في السيطرة على محافظة الرقة، ولهذا هم موضع ثقة، بحسب الرقاوي.

وهنا يشار إلى أن عامر الرفدان، الذي كان والياً لداعش على ديرالزور، وقتل مؤخراً، تم عزله منذ حوالي العام، بسبب ازدياد عدد المهاجرين في مدينة دير الزور، آنذاك، ورفضهم لأن يكون الوالي في المدينة من “الأنصار”.

خلافات وإعدامات

 نشبت مشاجرة بين مقاتلين سوريين أنصار للتنظيم، مؤخراً، مع القيادي أبو حذيفة الليبي في #الشدادي (جنوب #الحسكة)، بسبب رفضهم تنفيذ الأوامر بالذهاب إلى جبهات القتال في منطقة الهول بالحسكة، ما أدى إلى مقتل الليبي، وأثار ذلك حالة من السخط بين قادة التنظيم من غير السوريين، بسبب ما اعتبروه “تمرداً عليهم”، من قبل منتسبي داعش المحليين.

وخلال معارك ريف #حلب (التي لا تزال تدور بين التنظيم وفصائل المعارضة)، أعدم داعش عشرات العناصر في ريف حلب الشرقي (الخاضع لسيطرته)، و في محافظة الرقة، في الفترة الماضية، بعد رفضهم التوجه لقتال #فصائل_المعارضة، وبلغ عدد الذين جرى إعدامهم 40 عنصراً (أغلبهم سوريون) بتهمة “التولي يوم الزحف”، ونقلت الجثث إلى أماكن مجهولة، ومنع التنظيم بعدها نقل أو حمل عناصر التنظيم في مناطقه، وخصوصاً من المناطق القادمة من ريف حلب الشمالي، خشية هروبهم من جبهات القتال.

انشقاقات

أحد العناصر المنشقين عن داعش (ع.أ)، وهو من ريف حلبي الشمالي، شارك في معارك #كوباني (عين العرب)، قال: “بقيت لمدة سنة في التنظيم، كنت أذهب من المعركة إلى البيت أو المقر وبالعكس، حين عرفنا أننا خسرنا في المعركة، وقتل حوالي 3000 مقاتل، وبعد أن سيطرنا على المدينة وانسحبنا منها ثلاث مرات، عرفت أن هناك لعبة، وانسحبت، بعد طلب إجازة، ولم أعد.. أنا الآن أقاتل مع فصائل الثوار”.

يقول المقاتل المنشق (ع.أ) أن الثقة “معدومة تماماً” بين المهاجرين والسوريين في التنظيم، “إلا ما ندر”، ويضيف: “أغلب المهاجرين التركستان والقوقاز يقيمون في مساكن خاصة قرب سد تشرين (ريف حلب الشرقي)، ولا يدخلون المدن. وفي المدن أيضاً لا وجود لأمراء محليين كلهم من المهاجرين، أي لا ثقة عملية بين الطرفين نتيجة اتهامات المهاجرين للسوريين بأنهم خونة أو غير صادقين”.

العناصر السوريين مهمتهم القتال أولاً، يتابع.. والمصابون منهم يوضوعون كموظفين في مرافق تابعة للتنظيم، “عملياً الثقة مبينة عند التنظيم على موت العنصر السوري أو إصابته وعجزه عن الحركة، وقليلون جداً أؤلئك الذين يثقون بهم، وأكثر الانشقاقات هي في صفوف السوريين”.

في الريف الشمالي أو تركيا ستلتقي بعشرات المنشقين، تركوا التنظيم “بسبب إقصاء المهاجرين للسوريين، ومحاولات قتل الصادقين منهم عبر إرسالهم للموصل والعراق للقتال هناك.. عدم الثقة بالعناصر السوريين ومحاولات التخلص منهم وتصفيتهم تدفعهم لمغادرة التنظيم” يختتم المقاتل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.