لوموند 17/9/2015

ترجمة: الحل السوري

 

هل يجب القول نعم لفلاديمير #بوتين؟ في الثامن والعشرين من شهر #أيلول في #نيويورك وعلى منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة سيقترح الرئيس الروسي “تحالفاً مقدساً” ضد الدولة الإسلامية في #سوريا. حيث يعرض إنشاء جبهة مشتركة تضم #روسيا ونظام بشار #الأسد (ربيبه) والغرب وحلفائهم العرب، ليجتمعوا جميعاً في نفس التحالف للقضاء على الدولة الإسلامية.

العقل يقضي بالرد على هذا الاقتراح بحذر شديد. فحتى منذ عدة أسابيع كانت الدبلوماسية الغربية تتخيل أن #موسكو قد تبدأ بالابتعاد عن بشار الأسد الذي يزداد ضعفاً، أو حتى أنها قد تتخلى عن رجل لم يعد حقيقةً رئيس دولة وإنما زعيم ميليشيا مافيوية مسؤولة بشكل كبير عن أسوأ المجازر المرتكبة منذ أربع سنوات بحق الشعب السوري. لكن ذلك لم يحدث. وقد فاجأ بوتين العالم مستغلاً الفراغ وتناقضات السياسة الأمريكية في سوريا.

وفي خطوة مزدوجة يؤكد الكرملين أن دعم الأسد مستمر. أولاً من خلال التعزيزات العسكرية في سوريا، حيث تبني روسيا قاعدة جوية بالقرب من اللاذقية معقل الأسد. ثانياً من خلال عرض هذا التحالف الذي تجربه روسيا دون تحقيق نجاح كبير منذ عدة أسابيع مع العرب لاسيما السعوديين.

في مواجهة هذه المبادرة فإن التحفظ الأول تكتيكي. لا شيء يوحي بأن بوتين صادق فيما يقول. ربما اقتنع بالسقوط الحتمي لبشار الأسد، لذلك يحاول ترك خط رجوع للمستقبل. إنها طريقة لعرض هذه الحقيقة الأولى للمشهد السوري: لا شيء سيتم دون روسيا. إنها العمود الفقري للجيش في #دمشق، وهي متعلقة بمنفذها على البحر الأبيض المتوسط. فبالنسبة لموسكو تبقى سورية آخر معاقلها لنفوذها الشرقي في المستقبل. من هذه الناحية، تبدو طموحاتها مشروعة.

التحفظ الثاني هو أكثر جوهرية. إنه يمس شخص بشار الأسد. هذا الرجل هو من روّج للجهادية في بلاده وقاد حملة شرسة على سكانها غالبيتهم من السنة. عشرات الآلاف من السوريين المتواجدين على طرق اللجوء لأوروبا يؤكدون بأنهم يفرون من جيش بشار الأسد. وهم لا ينسون بأن النظام السوري هو من فتح أبواب #تدمر للدولة الإسلامية.

لن يكون هناك مستقبل مع رئيس بربري مرفوض من أغلبية شعبه وكل الوطن العربي. الغرب يقرّ بأنه يمكن لبشار الأسد أن يكون جزءاً من نظام انتقالي، وعلى السيد بوتين إن كان جاداً أن يوافق على رحيله. المسألة تكمن بمعرفة فيما إذا كان الكرملين يعتبر بقاء الرئيس السوري في السلطة مسألة مبدأ أم لا. إذا كانت أولويات باراك #أوباما في سوريا غير مفهومة أكثر من أي وقت مضى، فإن لعبة فلاديمير بوتين المضحكة ليس أكثر وضوحاً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.