لوموند 12/10/2015

 منذ تدخل #بوتين في 30 أيلول في السماء السورية والعلاقات الروسية السعودية تتحسن، حيث تجدها #الرياض فرصة لإضعاف نفوذ #إيران في المنطقة.

 

الحملة الجوية الروسية التي بدأت في #سوريا في 30 أيلول طغت على مخطط التحالف بقيادة #واشنطن لضرب الدولة الإسلامية منذ أيلول 2014، وأضعفت الجبهة السنية التي تعاني من الاختلاف حول مصير #بشار_الأسد.

وإذا كانت المحادثات العسكرية الأمريكية الروسية قد تمت للحيلولة دون وقوع حوادث في السماء السورية، فإن الاحتمال ضئيل بالمقابل أن تفضي هذه المحادثات إلى تشكيل حلف أمريكي روسي تحت مظلة الأمم المتحدة.

كما أن التدخل الروسي قد يتفق مع مصالح الولايات المتحدة التي تجد نفسها بعيدة عن أي مبادرة في سوريا.

من جهتها الجامعة العربية التزمت الصمت منذ بدء الضربات الروسية، فالمملكة العربية #السعودية و #قطر اكتفتا بالتوقيع مع دول الغرب على بيان يطالب بوقف العمليات ضد المعارضة “المعتدلة”.

ورحبت الإمارات العربية من جهتها بالضربات الروسية ضد داعش و #جبهة_النصرة (القاعدة)، في حين أن #مصر تدعم علناً #موسكو. #تركيا هي الأخرى ـ والتي دخلت في حرب ضد الـ PKK منذ تموز الماضي ـ تخلت عن موقفها بخصوص وجود بشار الأسد كجزء من الحل الانتقالي.

العلاقات المضطربة بسبب التدخل الروسي والغضب من تلكؤ واشنطن في الملف السوري يجعل السعودية تعتبر تعاظم الوجود الاستراتيجي الروسي في الشرق شكلاً من أشكال التوازن في مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة.

الروس والسعوديون الذين يحافظون على علاقات تاريخية مضطربة سيكونون اليوم أكثر تحمساً لإيجاد أرضية تفاهم خاصة وأن الطرفين منزعجين من السياسة الأمريكية في الجوار وينظرون بعين الريبة لحرارة العلاقات بين إيران والغرب.

العلاقة الروسية السعودية والتي تعد أحد عوامل تسوية الأزمة السورية شهدت انفراجاً في الأشهر الأخيرة: عائدات النفط السعودي تمول الجزء الأكبر من عقود التسليح المصرية التي تم توقيعها في الأشهر الأخيرة بما فيها من 2 إلى 3 مليار دولار طلبتها من روسيا عام 2014، كما أن هذه العائدات قد مولت بالتأكيد ولو جزء من صفقة شراء حاملتي الطائرات (الروسية سابقاً) من #باريس في أيلول. وبعد الوعد الذي قطعه صندوق الاستثمار السيادي السعودي في تموز بضخ 10 مليارات دولار في الاقتصاد الروسي، علمنا في نهاية أيلول بأن الرياض قد طلبت 950 مركبة مشاة قتالية BMP-3 من #روسيا.

تقارب كبير من جهة موسكو التي خطت خطوة باتجاه الرياض ملمحةً في الأسابيع الأخيرة بإمكانية مناقشة إنتاج النفط مع أوبك. هذه إشارة قوية: الكرملين حتى اللحظة يرفض رفضاً قاطعاً طرح هذا الموضوع مع المنظمة.

مقاليد صفقة روسية سعودية افتراضية معروفة: رفع سعر البرميل، يرافقه شراء الرياض للأسلحة؛ من جانبها روسيا تضمن رحيل بشار الأسد بعد فترة انتقالية سياسية، مع حق السعودية بالتدقيق في مبيعات الأسلحة لإيران. الوقت حاسم بالنسبة للسعودية: تعثر تدخلها في #اليمن منذ آذار وخطر فشله فشلاً ذريعاً، بينما العمليات الشيعية الروسية والكردية في سوريا قد تستطيع تغيير موازين القوى لصالح النظام السوري مما يرسخ الوجود الإيراني في بلاد الشام.

في آخر تشرين الأول يمكن للاجتماع الحكومي الروسي السعودي المقرر إعطاء الإطار اللازم للرياض وموسكو لمناقشة الترتيبات اللازمة لمزيد من التقارب في سورية: لقد سبق وأن صرّح الطرفان بأن قضايا الطاقة والقضايا العسكرية التقنية ستأخذ الحيز الأكبر من جدول أعمال اللقاء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة