إدلب- سارة العمر

“عام خيّر” هكذا وصف أبو محمد موسم الزيتون هذا العام في ريف #إدلب، واستطرد “لكننا لم نهنأ به بعد”.. صعوبات عديدة تؤرق المزارعين في إدلب مع حلول موسم قطاف الزيتون هذا العام؛ إذ لا يجد معظمهم العدد الكافي من “الفعالة” العمال، الذين يعملون في قطاف الزيتون، يقول أبو محمد “من يعملون في قطاف الزيتون باتوا قلة بعد أن سافر معظم الشبان، والعمال الموجودون يطلبون أجراً عالياً، وتكاليف العصر ونقل المحصول باتت كبيرة أيضاً. حتى أن عبوات التنك الخاصة بتعبئة الزيت لم تعد متوفرة”.

 

منع القطاف

منعت #جبهة_النصرة التي تبسط سيطرتها على معظم أرياف إدلب مزارعي عدد من القرى في ريف #جسر_الشغور من قطاف الزيتون من أرضهم قبل الأول من تشرين الثاني القادم، دون تقديم تبريرات، ويقول عبد الحليم من #دركوش إن “الجبهة ألصقت مناشير في كل من دركوش والقنية واليعقوبية والحمامة والجانودية تمنع فيها القطاف وتهدد المخالفين بالعقاب”.

إثر هذا اقتصر قطاف الزيتون في معظم هذه القرى على ما يسمى محلياً بـ “الحواكير” وهي قسم من الأراضي الزراعية القريبة من المنازل والبعيدة عن الأعين، يضيف عبد الحليم “قلة من تجرأ على بدء القطاف، هناك حالة استياء من هذا القرار، ويعتبر المزارعون أن هذا القرار يخصهم ولا يحق للفصائل العسكرية التدخل به”.

من جانبه، يتخوف أبو توفيق أن ينخفض سعر الزيتون في الشهر القادم عن سعره الحالي، ويقول “سيعرضنا هذا للخسارة، إن بدأ الجميع القطاف في يوم واحد سيكون هناك منافسة على  الجرارات والفعالة و المعاصر، وسيجبرنا هذا على دفع مال أكثر”.

ارتفاع التكاليف

في أراض تتبع لمدينة إدلب بدأ عدد من المزارعين القطاف معتمدين بشكل كبير على اليد العاملة من النساء، يقول صابر عبد الرحيم من إدلب “اتفقت  مع مجموعة من النساء البدو الذين جاؤوا للعمل بالقطاف، المجموعة التي تعمل في أرضي مؤلفة من ستة نساء ويافعات، اتفقنا على أن يعملوا لفترة 10 أيام  مقابل 80 ألف ليرة سورية، إضافة إلى تأمين المسكن والطعام لهم خلال هذه المدة”.

إلى ذلك، تسبب غلاء المحروقات في المحافظة، خاصة مادة المازوت، بارتفاع أجور نقل المحاصيل بواسطة الجرارات الزراعية، وهو ما دفع عدداً من مزارعي إدلب إلى بيع محصولهم “على الأرض” كما فعل أبو عبدو جاويش، الذي يشرح “بعد أن انتهيت من مرحلة قطاف الزيتون لم يبق معي المال الكافي لنقله وعصره، قمت ببيعه لتاجر اشتراه من الأرض رغم خسارتي به كثيراً”.

تضمين

الصعوبات المذكورة دفعت مزارعين آخرين إلى “تضمين” أراضيهم أي تسليمها لأشخاص يقومون بالقطاف، وبيع المحصول وعصره مقابل مبلغ مقطوع يتفق عليه قبل بدء العمل، ويقول المهندس الزراعي أحمد الثائر  إن “تضمين الأرض من قبل المزارع يقلل من العائدات المادية  التي يحصل عليها، لكن اعتبارات كثيرة ساهمت في رواج ما يسمى بالتضمين هذا العام أبرزها النزوح والهجرة وانعدام رأس المال بيد المزارعين”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة