لوفيغارو 26/10/2015

ترجمة موقع الحل السوري

 

في حياة أخرى، #أبو_عمر_الشيشاني واسمه الحقيقي طرخان باتيراشفيلي كان جندياً في القوات الخاصة الجورجية، هذا الشيشاني الذي أصبح أحد أبرز القادة العسكريين لداعش هو أحد الجهاديين الناطقين بالروسية في #سوريا والذين هم بين 2500 و5000. هذا الرقم يؤرق #بوتين الذي يريد استغلال حملته على سوريا للقضاء عليهم.

من مفارقات القدر، أن هذا الجندي النخبة السابق في الجيش الجورجي والذي دربته القوات الخاصة الأمريكية أصبح اليوم على رأس قائمة الإرهابيين المدرجة من قبل #واشنطن وتبحث عنه #موسكو.

المساهمة الحاسمة للشيشاني بالسيطرة على مطار #منغ قرب #حلب أدت إلى تدفق المسلمين المتشددين من الاتحاد السوفيتي السابق. “هذه الجحافل تقض مضجع بوتين”، يؤكد المؤرخ القوقازي مايربك فاتشاغيف.

ما هو لافت في تاريخ الشيشاني هو مزيج العوامل الشخصية والجيوسياسية التي جذبت هذا القروي من وادي الشيان في جورجيا إلى أتون الجهاد. ولد سنة 1986 من أب أرثوذكسي جورجي وأم مسلمة شيشانية، وترعرع في بانكيسي في منطقة جبلية تفصل #جورجيا عن  #الشيشان.

 فيروس التطرف الإسلامي

الحرب الشيشانية الأولى بين 1994 و1996 كانت ذات طابع تحرري استقلالي لم تكن أبداً دينية، حيث أوصلت للسلطة أصلان مسخادوف. لكن مع التدخل الروسي الثاني في الشيشان عام 1999 وما رافقه من عنف رهيب، تم زرع فيروس التطرف الإسلامي عبر مبعوثين من #السعودية والخليج. وعندما تراجع مقاتلو الاستقلال بالآلاف إلى بانكيسي بعد أن حولت روسيا غروزني إلى كومة رماد عام 2000، لم يقاتل طرخان في صفوفهم على عكس أخيه.

“لكنه كان على تواصل مع المقاتلين الجرحى واللاجئين في قريته”، يقول فاتشاغيف الذي يروي كيف موّل السعوديون بناء أول مسجد في الوادي. ويضيف “التأثير السعودي لم يطل لأن #الرياض وقعت اتفاقاً مع موسكو لكن التطرف انتشر عبر بعض المقاتلين المنتقدين لممارسات السلف المعتدلة”.

المشكلة أن الرئيس الجورجي طرد هؤلاء المقاتلين عام 2003 بضغط من بوتين.فبدأت موجة هجرة كبيرة إلى #تركيا بلد الضيافة التقليدي لمسلمي القوقاز. مفتوناً بالمسائل العسكرية، انضم طرخان إلى الجيش الجورجي، وتؤكد الشهادات التي جمعتها صحيفة ول ستريت بأنه لم يكن مهتماً بالجهاد. “طرخان كان جندياً مثالياً..كان نجماً”، يقول بروثيرو رفيقه السابق بالسلاح.

عام 2010 ترك طرخان الجيش بعد إصابته بالسل، لكن يقال أن السبب هو الخوف من التطرف تحت تأثير أخيه. بعدها سُجن بتهمة الاتجار بالسلاح، وسجنه كان سبب تعلقه بالجهاد. عاد إلى المنزل عام 2012، وسافر إلى #اسطنبول. “لقد سلك الطريق الخطأ”، يلخص والده.

اجتاز طرخان الحدود التركية السورية عام 2012، وكراهية روسيا في قلبه. فقاتل ضد الديكتاتور #بشار_الأسد (المحمي من موسكو). وهكذا أصبح أبو عمر الشيشاني زعيم الشيشانيين المنضوين تحت “جيش المهاجرين والأنصار”. وهو موجود في منطقة حلب وتتميز هذا الجماعة بالكفاءة والحرفية حيث أصبح أبو عمر أسطورة محلية يتعاون مع النصرة وداعش مع الاحتفاظ باستقلاليته.

إمارة قوقازية في الدولة الإسلامية

عندما انضم إلى #داعش في أيار 2013، كانت المفاجأة كبيرة! فكثير من القوقازيين لا يحتملون وحشية داعش… “تاركين عمليات الإعدام للبلهاء القادمين من #فرنسا و #بريطانيا الذين ليس لديهم خبرة عسكرية”، يقول بروثيرو. . هنالك فقط صفقة بين أبو عمر والبغدادي يمكنها تفسير هذا الارتباط.

يلتزم الشيشاني بجذب مجندين جدد ناطقين بالروسية مقابل وعد بإنشاء إمارة قوقازية في الدولة الإسلامية لنشر الجهاد في القوقاز. “أعلنت #داعش في حزيران إنشاء جماعة شمال القوقاز تحت إمرتها. لم يسبق لتنظيم القاعدة أن وصل لهذا الحد”، يشير فاتشاغيف الذي يرى أن هذا التهديد بالجهاد على الأرض الروسية هو “الدافع الرئيسي لتدخل بوتين في سوريا”ً،  “إنه خائف جداً من عودة هؤلاء المجاهدين المخضرمين. من الواضح أن #روسيا ستحاول قتلهم جميعاً في سوريا”.

بالنسبة لموسكو، الرجل ذو اللحية الحمراء التي تستقطب جحافل الناطقين بالروسية هو هدف أولوي. منذ التدخل في سوريا يبرز المحللون الدوافع الجيواستراتيجية والسياسية للكرملين. لكن “العالمل الجهادي الداخلي” موجود، يؤكد ليون آرون مختص روسي. فهو يرى أن “الخطر الحقيقي لم يعد يأتي من القوقاز حيث سحق رمضان قديروف التمرد الإسلامي”. سيكون بوتين قلقاً أكثر من انتشار الحركة الجهادية في تاترستان وباشكورستان، الإقليمين المسلمين في روسيا، وفي آسيا الوسطى التي لها حدود مفتوحة مع روسيا. “هل تعلمون بأن الـ400 أوزبكي الذي يقاتلون في سوريا قد تم تجنيدهم جميعاً في روسيا”، يبين آرون، أن “مئات الدعاة للجهاد” من داعش هم اليوم “ناشطون في موسكو”.

بعد غزو #أفغانستان وسحق الشيشان بالقنابل، روسيا تركز على سوريا لوقف سلسلة الجهاديين الجهنمية والتي ساهمت في خلقها، يقول آرون. متمنياً أن يظهر في “حصن منيع” ويشوه سمعة #واشنطن، “كانت لعبة بوتين جيدة بشجب الغزو الأمريكي للعراق. لكن في دوره كرجل الإطفاء سجله كارثي. فهل سيتفاقم في سوريا؟”.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.