سارة الحاج – اللاذقية

أدى تعرض المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة بريف #اللاذقية بشكل يومي لغارات مكثفة من قبل الطيران الحربي الروسي منذ حوالي شهر، إلى وقوع العديد من الضحايا والنزوح الجماعي لسكان القرى خوفاً من الغارات، ومع استمرار القصف وغياب عمل المنظمات  المدنية ومؤسسات المعارضة برز دور عناصر #الدفاع_المدني في ريف اللاذقية  خلال هذه الفترة، حيث قاموا بإنقاذ الجرحى، إضافة إلى تقديم العديد من الخدمات للمواطنين الذين نزحوا من قراهم باتجاه الحدود التركية، وفتح طرق آمنة وبديلة عن الطرق المكشوفة على مراصد قوات النظام السوري.

 

بيّن مدير الدفاع المدني أشرف تركماني لموقع #الحل_السوري أن “الدفاع المدني في ريف  اللاذقية رغم إمكانياته المحدودة والضعيفة، بسبب النقص في الآليات الضرورية للتدخل السريع أثناء الضربات الموجهة للساحل، يقدم خدمات كبيرة حيث يقوم عناصره بإنقاذ الضحايا العالقين تحت الأنقاض وإسعافهم، كما قاموا مؤخراً مع ارتفاع أعداد القتلى نتيجة المجازر وحرصاً على سلامة الأهالي، ومن أجل منع التجمعات على المقابر بحفر القبور للقتلى، وقاموا أيضاً بنصب الخيم للنازحين، وتقديم المساعدات  ضمن ما يتاح لهم من إمكانيات”.

وأكد المصدر أنه على الرغم من الأعمال “الكثيرة والمتعبة” التي يقوم بها عناصر  الدفاع المدني إلا أنهم يعانون من مشاكل عديدة، أبرزها عدم وجود آليات كافية وخصوصاً آليات التدخل السريع، ونقص في السيارات والمعدات اللازمة للعمل، و”قلة عدد عناصر الدفاع المدني بالنسبة إلى حجم الدمار والمجازر التي ترتكب”.

ولكنه بين أنهم يقومون بتلافي هذه المشاكل ويعملون على تخطيها وإيجاد حلول لها، حيث يتوجهون إلى مكان وقوع القصف بأي آلية متواجدة حتى لو عن طريق دارجة نارية، وينتشرون في نقاط متقدمة من خطوط الجبهة ومحاور الاشتباك، ويتوزع العناصر بين القرى وذلك بهدف الوصول السريع لمكان الحادث بدلاً من الانتظار.

من جهته أكد أبو ياسر أحد عناصر الدفاع المدني للحل أن عملهم تضاعف خلال هذه الفترة وبات من الواجب تواجدهم في الليل والنهار “مع تكثيف الطيران الروسي غاراته الجوية على مناطق ريف #اللاذقية”،  وأنه يتوجب عليهم أيضاً القيام بأعمال أخرى  حتى ولو كانت خارج نطاق عملهم، كتأمين مساعدة خروج العائلات من قراهم التي تتعرض للقصف، ونقلهم إلى أماكن آمنة، إضافة إلى فتح الطرقات وإخماد الحرائق.

وقال حسن عابدين من سكان قرى ريف اللاذقية إن “الدفاع المدني أثبت نفسه كأفضل مؤسسة تابعة للمعارضة، فهو يقدم الخدمات والمساعدات للأهالي وهم في حاجة ماسة إليها”، موضحاً أنهم يتوجهون إلى أماكن القصف بشكل سريع وفوري لتقديم المساعدة دون أي تردد، كما أنهم “مؤسسة متماسكة يعملون غالباً كمتطوعين للخدمة ويعتَبرون الملجأ الوحيد للسكان والأهالي بالريف فمع وقوع أي حادث يطلبون منهم المساعدة”.

أم عامر (نازحة في مخيم بريف اللاذقية) تقول: أن “عناصر الدفاع المدني هم من أبناء هذا الريف لذلك هم يحرصون على أهله.. لقد قدموا لنا خدمات كثيرة، خصوصاً حرصهم الشديد على رصف أرضية المخيم والمساعدة بتأمين خيم قبل حلول فصل الشتاء”، ونوهت أنهم الجهة الوحيدة العاملة حالياً بالريف فالمجلس المحلي “لم يقدم لهم أي خدمة ولا أي منظمة أو مؤسسة أخرى”.

تأسس الدفاع المدني بريف اللاذقية قبل عامين حيث يتبع للمجلس المحلي المعارض ويضم حوالي 35 عنصراً  خضعوا للعديد من الدورات التدريبية للعمل على الإنقاذ والمساعدة وإسعاف الجرحى، ويتلقون دعم بشكل متقطع من بعض الجهات المعارضة ومن الحكومة السورية المؤقتة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.