يستعد #السوريون لاستقبال فصل الشتاء على وقع حرب بددت موارد #سوريا، فلا وسائل التدفئة متاحة، ولا #الكهرباء متوفرة، حتى أنّ #الحطب وعمليات الاحتطاب التي حولت سوريا إلى غاباتٍ جرداء، باتت اليوم رفاهيةً يحلم بها أي مواطن.

الشتاء يطرق الأبواب والمواطنين لازالوا يفترشون حدائق ومنتزهات #دمشق دون أدنى متطلبات الحياة “سقف يحميهم من البرد القارس”.

حلم الألبسة الشتوية
قفز أسعار الألبسة الشتوية بشكل جنوني، تزامناً مع صعود #الدولار أمام الليرة السورية وانعدام قيمة العملة السورية بشكل واضح، رغم أن الألبسة محلية الصنع وليست مستوردة، إلا أنّ الحجة الجاهزة لتبرير هذا الارتفاع، وهي ارتفاع التكلفة الفعلية لصناعة الألبسة بما في ذلك الخيوط وآلات التصنيع وأجور #العمال والنقل.

ويباع في أسواق العاصمة #دمشق الجاكيت الرجالي بأسعار مرتفعة بداية من 8 آلاف وحتى 25 ألف ليرة حسب الجودة، فيما تراوح ثمن الحذاء الشتوي بين 4000-9000 ليرة، أما الكنزة الصوف فبلغ ثمنها وسطياً 4000 ليرة للرجالي و5000 ليرة للنسائي في أسواق #الحميدية وشارع الثورة، بينما حلّقت أسعار هذه السلع في شركات الألبسة الباذخة بأسواق الصالحية والحمراء والشعلان، بحيث باتت تكلفة البدل الشتوي للشخص الواحد تزيد عن 30 ألف #ليرة، وهي أكثر من راتب الموظف، هذا الواقع فتح الباب على مصراعيه أمام أسواق الألبسة المستعملة المعروفة محلياً باسم “البالة”، ففي صباح كل يوم يتجمهر مئات المواطنين في محلات #البالة، بحثاً عما يدفئ عظامهم بأسعار مناسبة.

يقول عبد السلام، وهو موظف ورب أسرة مكونة من خمسة أشخاص، أنه يحتاج إلى راتبه لمدة خمسة أشهر ليتمكن من تأمين الكساء الشتوي لأسرته.

الوقود في الأسواق السوداء
وقال عبد الله قاسم من سكان معرة النعمان بريف ادلب، أن الوقود انعدم تماماً في الأسواق الرسمية، لذلك يعتمد السكان على الأسواق السوداء والبسطات الخاصة ببيع الوقود الذي يتم تكريره يدوياً من محافظة #دير الزور، موضحاً أن معظم المناطق التي خرجت عن سيطرة #النظام باتت تعتمد على #المازوت “الأسود” أو “العرعوري” في إشارة إلى مازوت #الأسواق السوداء.

وشهدت معظم أرياف الشمال #السوري شتاءاً سيئاً العام الماضي، بسبب شح #المحروقات، حيث من المتوقع أن يكون هذا #الشتاء أشد بأساً ولا سيما مع التوقعات بقدوم منخفض جوي قاسي ولمدة طويلة.

أما في مناطق النظام فكان الوضع أفضل، بسبب توفر المحروقات وإن كانت أسعارها متفاوتة حسب المحافظة، لكن ما اتفقت عليه معظم مناطق سورية، هو اللجوء للتحطيب كوسيلة للحصول على مصادر بديلة للتدفئة، الامر الذي حوّل حراج سورية بشكل عام إلى صحراء جرداء، إلا أن الحطب لم يحافظ على ثمنه البسيط، حيث ارتفعت أسعاره بشكل خيالي بعد الانتباه إلى هذه التجارة الرائجة بشكل واضح، وبات ثمن الكيلو من خشب التوت الأكثر استخداماً بسبب قابليته للاشتعال، 80 ليرة بعد أن كان ثمنه لا يتجاوز 20 ليرة في أحسن الأحوال، وينطبق الكلام ذاته على بقية أنواع الأخشاب.

الاحتتطاب هو الحل
الألبسة الشتوية ليست المشكلة الوحيدة التي يعاني منها السوريين، فثمن المدافئ يحلّق هو الآخر، والوقود الخاص بهذه المدافئ غير متوفر، وتصدرت مدافئ الغاز قائمة الأسعار بأسواق سورية بسبب توفر وقودها، حيث وصل ثمن الحجم الكبير منها إلى 16 ألف ليرة، والمتوسط 9 آلاف، والصغيرة 5500 ليرة، أما المدافئ التي تعمل على الكهرباء، فوصل ثمن الكبيرة التي تحوي مضخة البخار “التيربو” إلى 15 ألف ليرة والكبيرة بدون تيربو 13 ألف ليرة والمتوسطة 7500 ليرة.

وبينما تستمر الأزمة بثقلها على #السوريين، يذهب الشتاء ليأتي شتاءاً أشد قسوة وصعوبة، دون أن يكترث للبؤس المعيشي والاقتصادي ومئات آلاف السوريين المهجرين على الأرصفة والطرقات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.