هشام سراج الدين

وقع خبر فكّ الحصار عن مطار كويرس العسكري كالصاعقة على أهالي الريف الشرقي لحلب عموماً وعلى قاطني مدينتي #دير_ حافر و #الباب وريفهما خصوصاً، إذْ لم يكن الحدث عادياً لما سيترتب عليه من نتائج أقل ما تُوصف بأنها كارثية.

 

يقول فيصل  وهو من أهالي دير حافر: “بدأ النظام قصف المدينة براجمات الصواريخ، وأعتقد أنَّ النظام سيحولها لأثر بعد عين، بمجرد إعادة تأهيل المطار، فيما يرى فؤاد (تاجر من الباب) أنَّ وضع مدينته “يبدو أكثر سوداوية لاعتبارات عدة أبرزها دور المدينة الثوري، ولكونها الشريان الاقتصادي لداعش.. لا أشكُّ أنّ المدينة ستفرغ من السكان قريباً إلا إذا حصل أمر ما قلب الموازين”، وقد تعرضت الباب لقصف عنيف بشكل شبه يومي قبل فكّ الحصار، وبدأت راجمات الصواريخ تدك المدينة بمجرد فكّ الحصار عن كويرس بعد أن كان مقتصراً على الطيران الحربي والمروحي.

وتضاربت ردود الفعل في الشارع حول الأسباب الحقيقية وراء سرعة انهيار #داعش في المنطقة، فقد أرجع الأهالي ذلك لفشل محاولات الاقتحام السابقة التي أنهكت التنظيم وكبدته خسائر فادحة، وأكد مقربون من التنظيم أنّ “الخيانة” داخل صفوفه سبب رئيسي في فشل محاولات الاقتحام، يقول أبو سعيد التادفي “أبرز الخيانات تلك التي حدثت قبل شهور عندما كهرب النظام الوادي المليء بالماء بعد أن سربت له تفاصيل الهجوم ليموت عشرات العناصر صعقاً بالكهرباء”، وقد أعدم التنظيم حينها قرابة 17 عنصراُ بتهمة الخيانة معظمهم من #السفيرة.

ويعتقد الغالبية وبعضهم يُجزم أنَّ فكَّ الحصار”تمّ ضمن خطة مسبقة ومحكمة بين النظام والتنظيم”، يقول مهند وهو مقاتل سابق بالجيش الحر “سقطت الأقنعة وبدت حقيقة داعش تتكشف، فهي تقدم المطلوب بالزمن المطلوب”، واستدل مهند على كلامه بـ “دور داعش في تمزيق صفوف الثوار، وحرف الثورة عن مسارها وطعن الثوار بالظهر عند قيامهم بأي هجوم على النظام”.. يتابع مهند “كيف نفسر شراسة داعش بالهجوم على الريف الشمالي واستخدامها عشرات المفخخات، بل كيف ننسى تمهيد الطيران الروسي لهم للسيطرة على مدرسة المشاة والمنطقة الحرة وسجن الأحداث ثم تسليمهم إياها للنظام دون أن يطلقوا طلقة واحدة؟”.

وينفي أنصار داعش هذه الاتهامات، ويؤكدون أنَّ الباب شريان حيوي لا يمكن أن يفرط به بسهولة، ويتوقعون أن يقوم التنظيم بعملية كبيرة تبعد شبح سقوط الباب.

وبدا لافتاً الصمت وسط داعش ولاسيما الرسمي في مناطق سيطرته، وكأنّ شيئاً لم يحدث، يقول أبو وائل من أهالي منبج: “مجرد أن يسيطر التنظيم على قرية صغيرة يطبل إعلام التنظيم ويزمر، ويعدها استراتيجية في حين يتجاهل سقوط عشرات القرى وكويرس بيد النظام”، وإن كُسر هذا الصمت من بعض رجالات داعش الذين تضايقوا من نظرات الأهالي الحادة نحوهم، فقال أحد مشايخهم في منبج عقب صلاة الظهر: “يعيرنا المرجفون أننا جبناء أمام النظام، ونسوا أنّ المرتدين سلموا #حمص و #كسب وهادنوا النصيرية بالفوعة وكفريا”.. حيث “يلجأ التنظيم لقياسات غير منطقية لتبرير فشله” وفق أبو وائل.

وبرز نشاط الحسبة واضحاً عقب هزيمة كويرس ليثبت أنه مازال موجوداً فكثرت الدوريات لملاحقة حالقي اللحى والمتأخرين عن الصلاة وغير ذلك، يقول أحمد من منبج: “تكميم الأفواه سياسة تزداد عقب كل هزيمة”، ويتابع شارحاً الوضع المأزوم: “في مناطق النظام الشعب ينتقد الشبيحة، وفي مناطق الكرد يتظاهرون ضد قوات الحماية، وفي مناطق الثوار يتكلم الجميع بصوت عال دون خوف، أما هنا فالكل يتأوه بصمت خشية حسبة الحسبة الظالمة”.

ويبقى الخوف من النزوح والقصف أكبر هاجس يؤرق الأهالي جميعاً، سواء أكانوا مناصرين للنظام أو لداعش أو للثوار أو محايدين، لأنّ النظام في تقدمه العسكري كما يقول عبود من قرية رسم الفالح في ريف مسكنة (تبعد 60كم عن مطار كويرس) “رغم استبعاد وصول النظام إلى هنا، ورغم عدم تعرض قريتنا منذ بدء الثورة لأي قصف إلا أنها تعرضت للقصف بثلاثة صواريخ قبل محاولات فكّ الحصار الأخيرة”، فيما يصف أبو محمود رجل مسن من القرية حالتهم النفسية.. “أصيب الناس بالهلع عقب تدمير بعض المنازل وموت سيدة حامل ورجل، وهربنا للبراري.. بات الأهالي يصابون بالذعر كلما مرت طائرة فوقهم بعدما كانوا يتفرجون عليها..نحن خائفون من تقدم الجيش، فقد شعرنا بقسوة النزوح رغم أننا لم نخرج سوى لساعات من القرية”.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.