جوان علي – القامشلي:

أفاد باحث الآثار الدولي سعد اسماعيل لموقع الحل السوري،”أنّ الحرب الدائرة منذ قرابة الخمس سنوات، خلفت الكثير من الأضرار على المواقع الأثرية في #سوريا عامة”، منوهاً إلى أنّها “خسائر كبيرة إذا ما توقفنا عند قيمتها الحضارية، وما تمثله من إرث إنساني، لكن يبدو لي أنّ الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية في المحافظات الشمالية الشرقية ( #الرقة و #دير الزور والحسكة) هي أكبر بكثير من بقية مناطق البلد”.

وعزا اسماعيل ذلك إلى “كون هذه المناطق تحوي الكثير من المواقع غير المنقّب فيها، ما تركها عرضة للصوص #الآثار ومهربيها طوال هذه المدة، كما أنّ حالة الفوضى وسهولة عبور الحدود كانت سهّلت كثيراً من مهمة هؤلاء”.

وأكد اسماعيل أنه “سبق وقام بعض اللصوص بسرقة آثار من مواقع أثرية كانت تجري فيها أعمال التنقيب قبل العام 2011، إذ ضبطت قوات الآسايش التابعة للإدارة الذتية قبل مدة على الحدود التركية، كمية من القطع الأثرية، تعود لموقع تل حلاف جنوبي سري كانية (رأس العين).

وفي سياق متصل أشار اسماعيل إلى أنّ “طريق تهريب الأثار الحالي يمر تجاه #تركيا عبر الحدود، لذا كانت أثار هذه المنطقة أكثر عرضة للنهب نتيجة قربها من متناول يد التجار ومهربي الأثار”.

وأضاف اسماعيل بأن “بعض القطع الأثرية التي تم ضبطها تعود ملكيتها إلى المتحف الكويتي الذي تم نهبه إبان الغزو العراقي للكويت” وهو ما قد يشير إلى حجم فعالية طريق التهريب هذا المار من الحدود تجاه تركيا.

وكانت الأسايش قد كشفت قبل أيام ِعن ضبطها لشبكة تنقيب وتهريب للآثار، من قرية حسيوية الكبيرة التابعة لبلدة تل حميس، بعد متابعة من قبل شعبة مكافحة الجريمة المنظمة، مؤكدة أنهم كانوا قد نقبوا في مواقع أثرية عديدة، لكن “قرية حسيوية الكبيرة هي المنطقة التي كانوا ينقبون فيها بشكل مستمرِ”.

وكان مجلس الأمن الدولي طلب من الحكومات التحرك للتصدي لتهريب التراث الحضاري من سوريا والعراق، مشدداً على أن هذه التجارة تشكل مصدر تمويل مهم للتنظيمات المتطرفة.

فيما اقترحت الحكومة الإيطالية على منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونيسكو)، تشكيل قوة عسكرية لحماية المواقع الأثرية في مناطق الحرب، لكن معظم الخبراء يرون أنه ليس هناك الكثير مما يمكن القيام به لوقف عمليات التدمير، ويقولون إنهم “تحولوا إلى متفرجين عاجزين”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.