لوفيغارو 18/11/2015

ترجمة: موقع الحل السوري

 

الموقف الأمني والدبلوماسي الجديد لفرانسوا أولاند يعتمد على استخلاص العبر من تفجيرات 13 نوفمبر. فهو يقوم على تعزيز الأمن الداخلي ومراجعة التحالفات في #سوريا.. تطوران حاسمان ساهما في توضيح طبيعة وأثر الحرب ضد #داعش. ولكن هل ما كان ضرورياً هو كاف الآن؟

بعد التصريحات الرسمية، هناك على الأقل ثلاث مسائل يجب الإجابة عنها لتحويل المواقف إلى استراتيجية فعّالة: مع من يجب التحالف ضد داعش؟ ما هو هدف هذه الحرب؟ وما هي الوسائل؟

باعتبارها الهدف الرئيسي للإرهابيين، فقد أخذت #فرنسا على عاتقها التوفيق بين التحالفات المتنافسة حالياً في سوريا، رئيس الدولة يعمل جاهداً على جمع #واشنطن و #موسكو في تحالف واحد مكرس كلياً لمحاربة داعش.

وبالرغم من منطقية هذا الإجراء إلا أنه من الصعب تنفيذه! إنه يتطلب على الأقل الاتفاق على الأهداف لإدارة الحرب على أساس يومي: لكن كيف يتم التوصل إلى ذلك إذا لم يكن هناك تشارك في الأهداف الاستراتيجية والسياسية على المدى الطويل؟

مهما قال فرانسوا #أولاند، تبقى مسألة #بشار قضية مركزية. الرئيس على استعداد لوضعها جانباً متخلياً عن سياسة “لا لداعش ولا لبشار”، وذلك بالتركيز على العدو الحقيقي داعش. لكن مهمته بمساعيه الحميدة يجب أن تقنع باراك #أوباما بذلك، بحجة أن هذا سيأتي لاحقاً بعد تطهير سوريا من أوكار الإرهابيين التي لا تعد ولا تحصى. سيكون هناك متسع من الوقت لمعرفة من كان على حق #روسيا و #إيران أم الغرب.

لكن التحالف مع موسكو قد يكون له ثمن آخر. ففلاديمير #بوتين أقحم جيشه في سوريا لدعم النظام والمحافظة على قاعدته العسكرية في #طرطوس على سواحل البحر المتوسط ويطارد أعدائه المباشرين (جهاديو القوقاز). تفجير طائرة الخطوط الروسية فوق #سيناء في 31 أكتوبر أضافت داعش إلى القائمة. ولكن إلى أي حد؟ ما دامت أوروبا والولايات المتحدة تنبذ زعيم الكرملين وتبقي العقوبات تحت عنوان الاعتداء على #أوكرانيا، فهناك خطر ألا يكون هناك سوى نصف حليف في سوريا.

في هذه العملية فرانسوا أولاند يحشد أوربا. لأول مرة يطالب بتضامن الاتحاد الأوربي المنصوص عليه في حال العدوان على دولة عضو، مساعدة مجموعة العشرين مهمة بما في ذلك المساعدات المالية والتساهل مع العثرات المالية المعلنة، لكن ذلك يعتبر لفتة وليس له أية أهمية عسكرية، الرغبة الحقيقية لكسب حلفاء فرنسا على الأرض تتحقق بتفعيل المادة /5/ من ميثاق حلف شمال الأطلسي (حيث 22 دولة أوربية عضو فيه). إلا أنه من الصعب تصور تحالف روسيا مع الحلف الأطلسي في شنّ حرب في الوقت الذي ترى فيها تهديداً لحدودها الغربية وأداة للهيمنة الأمريكية.

بقي دول الخليج والتي لم يأتي الرئيس على ذكرها يوم الاثنين عند الحديث عن خطة حربه، إنهم مهتمون باليمن والتنافس مع #إيران أكثر من اهتمامهم بالعراق وسوريا، وهم مستمرون بتمويل شكل إسلامي غير متسامح وهو يستحق المزيد من الحذر.

على فرض أن إعلانات الدفاع عن النفس والإعلانات الدبلوماسية لفرانسوا أولاند تقوم على تشكيل تحالف واحد متماسك ضد داعش مع أهداف واضحة لهذه الحرب ووسائل لمواجهة تحدياتها، لابد من طرح مسألة طرق الاستخدام.

تكثيف القصف هناك وتعزيز الأمن هنا، هذا جيد. لكن هذا لا يعني طمأنة الشعب بهذا الثمن. الفرنسيون يجب أن يفهموا أن النصر في هذه الحرب لا يتحقق من الجو ولا بغزو الأرض كما فعلت الولايات المتحدة عام 2003 في العراق.

إنها حرب الظل التي يجب أن تشنّ على داعش: جواسيس، مخبرين مرتشين، عملاء سريين، فك شفرات الاتصالات، وجميع أشكال الأعمال السرية… البريطانيون الذين ليس لديهم قيمنا “باحترام القانون” في مواجهة أناس لا يحترمون شيئاً، يقومون بهذه الأعمال ويبرعون فيها. عندها فقط سيكون بالإمكان إحباط التفجيرات والقبض على الإرهابيين قبل أن يقوموا بها. حالياً نحن كجيش في قفازات بيضاء في مواجهة عدو لئيم كامن.. أو أن يكون هناك جزء من خطة أولاند لم يتم التصريح به يوم الاثنين في فيرساي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.