إعداد هيئة التحرير

يعاني #اللاجئون_السوريون الباحثون عن عمل في الدول الأوروبية من عدة معوقات للانخراط في السوق، والحصول على وظائف في تلك البلدان، كعائق اللغة في البلد الذي يقيمون فيه (التي قد تطول فترة إتقانها لتحقيق شرط الكفاءة)، بالإضافة لعدم ثقة الشركات بالشهادات التي يحملها اللاجئون الخريجون من بلدانهم، حيث تفضل بعض الشركات والمؤسسات تشغيل الخريجين من جامعات أوروبية للتعاطي بمرونة أكثر مع طالب العمل.

 

وفي محاولة لتجاوز هذه المشاكل، وعرض الكفاءات والقدرات التي يمتلكها اللاجئون على أصحاب رؤوس الأموال والشركات، قام مجموعة من السوريين في مدينة تروندهايم بالنرويج، بالتعاون مع أحد رجال الأعمال النرويجيين، بمشروع تحت عنوان “give a job”، حيث أقيم حفل في فندق كلاريون هوتيل بالمدينة، ودُعي إليه عدد من الفنانين والمشاهير، على أن يقوم اللاجئون السوريون بتنظيم كل شيء في الحفل (الطهي – حراسة الفندق  – التصوير – الديكور – مراسلة الشركات – استقبال الفنانين – والمحاسبة).

لورانس ملا علي (منسق التوظيف في المشروع)، قال في حديث لموقع #الحل_السوري، إن “بداية الفكرة كانت من المستثمر النرويجي (كريس ريننينغ)، الذي أراد المساهمة في حل المشاكل التي تواجهها الحكومة النرويجية في ملف اللاجئين، ورأى ضرورة أن يشارك أصحاب الشركات والمعامل ورؤوس الأموال بمساعدة الحكومة لحل أزمة اللاجئين في العمل، من خلال إدخال أصحاب المهن وحملة الشهادات من اللاجئين إلى سوق العمل النرويجي.

وبسبب عدم ثقة الشركات ومعظم قطاعات العمل بالشهادات التي يحملها اللاجئون السوريون، يضيف علي، قررنا أن نعرض كفاءات السوريين على أصحاب الشركات، “ليروا ما نمتلكه من خبرات وطاقات على أرض الواقع، بدل تقديمها لهم في ورقة السيرة الذاتية، فدعونا بعض اللاجئين السوريين للعمل في الحفل وتنظيمه ووزعنا المهام، واستعنّا بلاجئين من جنسيات أخرى، وكانت الهمة عالية، وكان هناك عدة داعمين لنا (سبارا بانك – ريد بول –  بلدية تروندهايم – وتطبيق mojob  على الآيفون والأندرويد)، لقد قدموا اللازم لدعمنا مادياً ومعنوياً”.

في الثالث من شهر كانون الأول (ديسمبر) الجاري، “أقيم الحفل في مدينة تروندهايم  في كلاريون هوتيل، وكان الحفل عبارة عن جزأين: الأول مدته ساعة، وهو معرض للشركات، وتم من خلاله التعارف بين اللاجئين والداعمين، بالإضافة إلى الحاضرين من أصحاب روؤس الأموال النرويجية، و تم تقديم السير الذاتية  للشركات” .

أما في الجزء الثاني من الحفل، يقول علي، “انتقلنا إلى الصالة الكبرى المجهزة بالعشاء (الذي قام بإعداده الطباخ السوري)، حيث بدأ الحفل بمشاركة أربعة فنانين (فنانة من بريطانيا، وفنان هندي، واثنين آخرين من النرويج)، بالإضافة إلى ملكة جمال الكون سابقاً (منى غرودت – التي شاركت بتقديم الحفل)”.

جهاد كيلاني (المسؤول عن الموارد البشرية في تنظيم الحفل)، أفاد موقع الحل السوري، بأن عدد السوريين المشاركين كعاملين في الحفل بلغ 30 شخصاً، بالإضافة إلى آخرين جاؤوا من أمكنة مختلفة وقدموا سيرهم الذاتية للشركات.

وقال كيلاني إنه “تم توظيف حوالي سبعة أشخاص سوريين من المشاركين كعاملين في الحفل، مباشرة، من قبل الشركات، فيما باشر بعضهم العمل في اليوم التالي بالفندق الذي أقيم فيه الحفل،  ووعدتنا شركات أخرى بتوظيف عدد جيد في المستقبل القريب ”

وأضاف كيلاني: “لم نكن نتوقع أن نحصل على هذه الكمية من الدعم، كانت ردود الأفعال جيدة جداً، وبعد الحفل قام أصحاب الشركات و الداعمين بتهنئتنا لنجاح الحفل، وتلقينا عدة رسائل من أشخاص يبدون إعجابهم بالتنظيم، ووعدتنا عضو في البرلمان بتسهيل الاجراءات اللازمة من اجل إكمال دراستنا”.

وأشار كيلاني إلى أن كريس رينينغ (صاحب فكرة حفل give a job )، قرر أن ينقل الحفل الى عدد من العواصم الاوربية، وذلك بعد أن قدم كلاريون هوتيل كل فروعه في أوروبا كداعم للمشروع (أوسلو، وستوكهولم، وكوبنهاغن، وبرلين، باريس، لندن)، مضيفاً أن “الحفل القادم سيكون في مدينة بيرغن النرويجية”.

كيلاني قال إن المجموعة التي نظمت هذا الحفل “كانت قد أقامت عدة نشاطات مدنية في النرويج، بمدينة تروندهايم، حيث نظمت مبادرة في عيد الشرطة النرويجية، وقامت بعدد من الاعتصامات لدعم قضية الشعب السوري، وشاركت في عدة فعاليات مدنية نظمها النرويجيون”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.