عمار الحلبي:

يعاني قطاع الأدوية من عوائق كثيرة، جراء استمرار الحرب، وما لحقها من تضرر لمصانع #الأدوية نتيجة القصف، وهو ما أدى لغياب أصناف أساسية من الدواء، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على المواطن #السوري، وترافق ذلك مع العقوبات المفروضة على النظام، والتي شملت حرمان البلاد من استيراد أدوية ومعدات صحية متنوعة، ليفتح المجال أمام صنع الأدوية المغشوشة ودخول أدوية ومستحضرات غير موثوقة طبياً، تأتي من دول عدة وعلى رأسها الهند.

مصانع سويت بالأرض

وبلغت خسائر سوريا في قطاع الأدوية حوالي 18 مليار ليرة سورية، حتى مطلع 2015، نتيجة تضرر قسم كبير من المصانع، وفقاً لما أشار رئيس مكتب عمال الصناعات الدوائية عهد الديري، الذي كشف عن وجود خسائر في القطاع الكيماوي وحده بمبلغ 4 مليار ليرة، لافتاً إلى أن سوريا لا تنتج حالياً من الأدوية سوى مستحضرات المراهم والكبسولات، بعدما كانت تنتج 270 مستحضراً.

الديري أكد أن معظم الشركات المصنعة للمواد الكيماوية تأثرت نتيجة الحصار المفروض، حيث إن عدد الشركات التي توقفت عن العمل بلغ 11 شركة من أصل 19، ماعدا شركات الأدوية التي توقف معظمها نتيجة استهدافها خلال الحرب، إضافةً لصعوبة تأمين المواد الأولية لارتفاع أسعارها من بلد المنشأ.

وأشار الديري إلى أن #شركة تاميكو لصناعة الأدوية كانت تنتج نحو مليار ونصف من الأدوية والسيرومات، أي أن إنتاجها في الشهر بلغ 160 مليوناً، في حين لا تنتج حالياً سوى 50 مليوناً في الشهر، أي أن إنتاجها السنوي لم يتجاوز 600 مليون، باعتبار أن جميع خطوط الإنتاج متوقفة عن العمل ولا يعمل سوى خطان.

أدوية مفقودة

تطرق أم خالد باب الصيدليات يومياً للبحث عن دواء لابنتها المصابة بالسرطان في #دمشق فتكون الإجابة مباشرة “الدواء غير متوفر”، هذا الرد كان كفيلاً بإصابة الوالدة المفجوعة بالإحباط، تقول أم خالد: “حاولت جاهدة أن أبحث عن دواء لها إلا أنني لم أجده في الصيدليات رغم ارتفاع أسعاره”، موضحةً أن الدواء متوفر في #بيروت إلا أن ثمنه باهظ، وتكاليف النقل وإجراءاته مرتفعة جداً.

واختفت من #الأسواق أدوية كثيرة بسبب توقف المعامل من جهة، وتوقف الاستيراد من جهة أخرى، لعل أبرز هذه الأنواع، “الأسبرين” الذي يستخدم من قبل مرضى القلب والسكري لتمييع الدم، فأصبحوا يستخدموا بدلاً منه تاميرين الأقل فعالية.

وأما حال المناطق المحاصرة فهي بالكاد تصلها الأدوية عن طريق بعض النشطاء أو منظمات الإغاثة التي تتمكن من دخول هذه المناطق، وهذا أمر استثنائي وتشهد عليه مناطق الغوطة الشرقية التي كانت مركزاً لهذه المعامل وهي تعاني حالياً من نقص حاد بسبب الحصار المطبق.

أدوية غير موثوقة طبياً وأخرى مغشوشة

وفي محاولة لحل قصة أم خالد وآلاف غيرها، فتح الباب أمام شبكات طبيّة تصنع أدوية تحمل الأسماء ذاتها إلا أنها مغشوشة ولا تحمل أي فائدة طبية، ويكون ضررها أكثر من نفعها في بعض الأحيان، وفقاً لما يؤكد الصيدلاني مراد الحاج بمدينة حيان في ريف #حلب، حيث يؤكد أن أمراضاً كثيرةً ظهرت بسبب هذه الأدوية التي انتشرت على نطاقٍ واسع.

حاولت وزارة الصحة التباعة للنظام سد هذه الثغرة عبر استيراد أدوية غير موثوقة من دول عدة أبرزها #الهند، ويأتي على رأس هذه الأدوية، تلك التي تستخدم “لتثبيط المناعة” بعد عمليات زراعة الكلى، إذ أن عشرات الأطباء أكدوا أن فائدتها الطبية معدومة، إلا أن الوزارة أصرّت على أنها قامت بفحصه وهو صالح للاستخدام، فيما يبقى عشرات الأدوية المستوردة بدلاً عن الأوروبية يسودها الغموض حول ما إذا كانت تحوي فوائد طبية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.