نذير كمالي – دير الزور

استغل تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) قوته العسكرية والقبضة الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرته لضم القطاع الصحي وجعله تحت أمرته، وممارسة انتهاكات واسعة بحق الكوادر الطبية وجعل الأطباء والمشافي يرضخون له، وجعل الأطباء المنضمين لصفوف التنظيم هم من يترأس ذلك القطاع.

 

أوضح أحد المدنين في مدينة #البوكمال (فضل عدما الكشف عن اسمه) لموقع #الحل_السوري أن التنظيم فرض سيطرته الكاملة على المشافي المتواجدة في المدينة، وقد جعل من مشفى #عائشة الخيري مقراً له، وخصصه لعلاج مقاتلي وعناصر التنظيم حيث يشهد حراسة وقبضة أمنية  شديدة من قبل أمنيي التنظيم الذين يظهرون حرصهم على عدم دخول الأهالي ورؤية المصابين، كما قام التنظيم باستبدال الأطباء المشرفين على هذه المشفى وتعين عدد من الأطباء الملتحقين بصفوفه وعلى رأسهم الأطباء الأجانب (المهاجرين).

وأشار المصدر إلى أن التنظيم قام بتضييق الخناق على الأطباء أصحاب العيادات الخاصة وإخضاعهم لعدد من الدورات الشرعية والطبية  “لعدم فقههم بأمور الدين” على حد قولهم، كما قام بفرض ضرائب مالية يتم جمعها شهرياً لبيت الزكاة، وقد أصدر قراراً بمنع النساء من مراجعة الأطباء الذكور، وبين المصدر أن التنظيم قام بإغلاق المستوصف الطبي الذي كان يقوم بتأمين اللقاحات اللازمة للأطفال وأهمها لقاح شلل الأطفال وعدد من العيادات الإغاثية في المدينة، وإيقاف عملها بالخالص بحجة تلقي دعمها من جهات مناهضة ومعادية للتنظيم.

وأكد أحمد أبو خالد من أبناء مدينة #الميادين أن التنظيم أمر الأطباء المختصين في الأمراض النسائية في المدينة وريفها بإيقاف عملهم وإغلاق عياداتهم، ومنع الأطباء من العمل بهذا الاختصاص بحجة منع أي اختلاط بين الرجال والنساء، باعتبار أن هذا “مخالف لشرع الله ومن يخالف يقع تحت طائلة المحاسبة” وقد تصل العقوبة إلى حد الإعدام (القصاص)، ويلاحظ في المدينة خلوها من أصحاب هذه الاختصاص وتوجه أهالي المدينة وريفها لمراجعة الطبيبة الوحيدة المختصة في هذا المجال، والتي أصبحت بدورها مسؤولة عن الحالات المرضية في المدينة.

وقال الخالد إن العديد من الأطباء المتواجدين في مناطق سيطرة التنظيم غادروا بعد تلقيهم تهديدات بالقتل ومصادرة أملاكهم،  وأن فقدان هذا الكم من الكوادر الطبية أدى إلى تراجع المستوى الطبي بشكل كبير وأن المنطقة تشهد حاجة كبيرة للعيادات التي قام التنظيم بإغلاقها، حيث يلاحظ أي مراجع للمستشفيات والعيادات الطبية الكم الهائل من المرضى على أبواب وصالات العيادات وأزمة خانقة من أجل الحصول على موعد.

وقال عبد الله محمد أحد المرضى في مدينة #البوكمال أنه يقوم بمراجعة المشفى منذ ما يقارب شهر دون القيام بمعالجته، وأن الطبيب المختص قام بتحويله إلى مدينة الميادين لعدم توفر الأجهزة المطلوبة، لافتاً إلى أن جميع المشافي المتواجدة بالمدينة شهدت ارتفاعاً كبيراً في عدد الوفيات بسبب نقص في الأطباء المختصين وزمر الدم.

ويبين أحد الممرضين في الريف الشرقي لدير الزور فضل عدم الكشف عن اسمه أن التنظيم قام بتوزيع ملصقات ترويجية لكليته الطبية المتواجد في مدينة #الرقة، في خطوة منه لتلافي الأزمة التي تعانيها المنطقة من نقص للكوادر الطبية، حيث تقوم الكلية بتخريج المنتسبين إليها خلال ثلاث سنوات، وتعينهم أطباء مختصين، كما قام التنظيم بإلزام الممرضين السابقين في المشافي بحضور دورات طبية في تلك الكلية لمواصلة عملهم، وهو ما أشرف عليه طبيب تونسي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.