سارة العمر

تعد #جامعة_إدلب التي افتتحت في أيلول الفائت، وسط مدينة إدلب، أول منشأة أكاديمية متكاملة  في مناطق سيطرة المعارضة، وتشكل اليوم فرصة للطلاب في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، الذين حرموا من متابعة دراستهم في الجامعات الكائنة في مناطق النظام والخاضعة لراقبته.

تضم الجامعة 11 #كلية، سبع منها كليات قديمة تم إعادة تفعيلها، وأربع كليات جديدة؛ هي الصيدلة، الهندسة المدنية والميكانيكية وكلية الشريعة. إضافة الى  أقسام جديدة للكليات الموجودة سابقاً كقسمي الكيمياء وعلم الأحياء في كلية العلوم، وقسمي التاريخ والأدب الفرنسي في #كلية_الآداب.

أما المعاهد التابعة للجامعة، فتضم المعهد التقاني للحاسوب، والمعهد التقاني للعلوم المالية والإدارية، والمعهد الصحي، والمعهد الطبي بقسميه الطوارئ والتخدير.

ويصل عدد الأكاديميين القائميين عليها لـ 54 أستاذ  جامعي، و100 طالب ماجستير، منهم من عاد من خارج #سوريا خصيصاً للتدريس فيها.

أما المناهج فلم تعمد إدارة الجامعة الجديدة إلى تغيير #المناهج، إلا أنها أجرت تعديلات على بعض المقررات في كلية الحقوق والتي اعتبرتها تتنافى مع تعاليم الشريعة الإسلامية.

افتتحت الجامعة هذه السنة أبوابها لفئات متعددة من الطلاب، من الحاصلين على #الشهادة_الثانوية بين عامي ٢٠١١ و٢٠١٥ وحرموا خلال السنوات الماضية من الالتحاق بالجامعات بسبب وجودها في مناطق النظام، وقبلت الجامعة بالشهادات الثانوية الليبية و الصادرة عن #الائتلاف والنظامية.

واعتمدت في مفاضلتها هذا العام سبعة مراكز توزعت بين إدلب وريفها إضافة لمركزين في #حلب، وأصدرت قبولاتها بعد إجراء مفاضلة لمجاميع الطلاب، بعد طي علامات التربية القومية بالنسبة لحملة الشهادة الثانوية من مناطق سيطرة  النظام.

من جانب آخر، أعلنت الجامعة عن قبولها للطلاب الذين فقدوا وثائقهم الثبوتية الرسمية بسبب  التهجير والنزوح والقصف، بصفة #طالب شرطي، بشرط تقديم  صورة عن شهادة الطالب، على أن تقوم الجامعة بمتابعة كافة الوثائق الأصلية إلى أن يتم الحصول عليها.

عقبات

مع انطلاق العام الدراسي الأول في جامعة إدلب، تفاوتت آراء وتجارب الطلاب بين متحمس لمتابعة الدراسة الجامعية و متخوف من ضياع سنوات دراسته في حال عدم الاعتراف بالشهادة خارج المناطق المحررة، هناك أيضاً من يعارض فرض أقساط على الطللاب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

فاطمة (١٩عاماً)  التحقت هذا العام  بكلية الآداب في جامعة إدلب، تصف  قبولها بالجامعة “بالمعجزة”، وتضيف “كنت أعرف أنني لن أستطيع الالتحاق بجامعة حلب، معظم عائلتي من المطلوبين للأفرع الأمنية، كانت أفضل أحلامي  أن أدخل الجامعة، كنت أدرس الثانوية بلا أمل، لكن حلمي صار حقيقة وسنتمسك ببقاء هذه الجامعة رغم كل الظروف”.

أما لؤي الذي توقفت رحلته الجامعية في كلية الشريعة منذ أكثر من سنة، يقول “هذه الجامعة هي الفرصة الوحيدة لي لأكمل تعليمي الجامعي، كنت تخطيت السنة الرابعة في جامعة حلب، وعلى وشك التخرج لولا محاولة اعتقالي من قبل النظام، التي دفعت بي للفرار، ما حال بيني وبين التخرج “، ويشتكي لؤي من أن “قسط الجامعة مرتفع جداً مقارنة مع الأقساط التي يدفعها الطالب في #جامعات_النظام.

يصل  قسط الجامعة لـ 150 دولاراً في السنة للطالب العادي و250 دولاراً لطالب الموازي، وهو مبلغ لم أدفعه خلال سنوات دراستي الثلاثة في جامعة حلب حيث كان رسم تسجيل  الطالب لا يتجاوز الـ 1500 ليرة سورية”.

أما هاني الذي يدرس في كلية الشريعة أيضاً فلا  يخفي تخوفه من حصوله على شهادة لا يستطيع العمل بها خارج مناطق سيطرة المعارضة وخارج سورية. ويقول “أعلمتنا إدارة  الجامعة عن جهودها للحصول على اعتراف أو شراكة مع جامعة معترف بها دولياً، ولكن حتى الآن لا نعلم إن كان سيتحقق هذا قريباً، إنها حتى الآن مجرد مساع لا أكثر”.

من جانبها، تعزو رؤى وهي  طالبة في كلية العلوم، ترددها في التسجيل في مفاضلة جامعة إدلب لكون الجامعة حديثة، وقد لا يكون التدريس فيها جيداُ مقارنة مع الجامعات التابعة للنظام،  تقول ” كنت أحبذ لو استطعت الالتحاق بجامعة حلب، هذه السنة هي السنة الدراسية الأولى لي في الجامعة، ولابد أن يواجه القائمين عليها مشاكل إدارية وتدريسية، قد تنعكس علينا كطلاب”.

وتضيف “نتخوف من أن لاتستطيع الجامعة  الاستمرار في ظل الحرب والأوضاع الأمنية السيئة، لا تهمني الشهادة، لكنني أحب أن أتعلم وأخاف أن اضطر للتوقف عن التعلم”.

يتفق معظم الطلاب على أن  الكادر التدريسي والإداري في الجامعة يظهر حتى اليوم الكثير من التعاون والتنظيم من خلال التقيد بالقوانين التي سنتها إدارة الجامعة وفقاً لـ #وزارة_التعليم العالي في المحافظة، يقول هاني “بذل المدرسون والإداريون جهداً كبيراً لإعادة إحياء هذه الجامعة وفقاً لقوانين محددة، الكثير من الطلاب لديهم شعور بالمسؤولية تجاه الجامعة، التي ولدت ولادة عسيرة بعد سنوات من الانتظار”.

عقبات  كثيرة اجتازها مؤسسو جامعة إدلب، وعقبات أكثر  يتوجب عليهم اجتيازها، لتحافظ الجامعة على استمراريتها واستقلاليتها، كونها الأولى في مناطق سيطرة #المعارضة، ولتوسع كلياتها وتضم شريحة أوسع من الطلاب والطالبات خلال السنوات القادمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.