نور السيد – دمشق:

الحرب المدمرة التي تجوب #سوريا تركت آثارها على كل شيء، ولم يسلم منها الأطفال بطبيعة الحال، فتغيرت حياتهم وباتت أدوات الحرب والإقتتال من أبرز ألعابهم في ظل اشتداد وقع المعارك واتساع بقعة الدم.

ألعاب الأطفال كانت قبل الحرب تدل على المعاني البريئة للطفولة لكنها تحولت خلال أيامنا هذه لتستقي أفكاراً من يوميات الموت #السوري، كالبندقية والقنبلة والطائرة وفوارغ القواذف والصواريخ.. وغيرها.

وإلى جانب المعاناة النفسية التي غطت مرح الأطفال في سوريا، بات ارتفاع #الأسعار بشكل عام وألعاب الأفال بشكل خاص يؤرق الأهالي الذين يبحثون عن تأمين الحاجيات الأساسية من غذاء ودواء وملبس. وباتت الألعاب رفاعية لا مكان لها في سلم أولويات السوريين.

تكلفة الحرب بالأرقام

استخدام الأسحلة اليديوية والدبابات ونصب الكمائن باتت من ألعاب الأطفال اليومية، وباتت المصطلحات الرسمية لأطراف الصراع تستخدم على لسان الأطفال كمصطلح #الجيش_الحر و #داعش وجيش النظام وغيرها، بعد أن تركت 5 سنوات من الحرب إرثاً ثقيلاً من الصعب محوه من ذاكرة الجيل السوري الحالي.

إلى جانب هذا، يعيش الأطفال #السوريين في مختلف المناطق على وقع العنف طول نهارهم حتى أنهم يمتنعون في منطاق المعارضة عن الذهاب للمدراس خوفا من القصف، وبالتالي يحرمون من أبسط حقوقهم التي كفلتها المواثيق والقوانين الدولية.

تقول أم أحمد، 40 عاماً، إن أسعار الألعاب مرتفعة جداً، ليس بإمكاننا شراءها لأطفالنا فهم بحاجة إلى ألبسة شتوية الآن أكثر من حاجتهم للألعاب. أما محمد 25 عاماً فيؤكد أن انتشار الأجهزة الالكترونية حد من إقبال الأهالي على شراء الألعاب لأطفالهم، لأن انتشار الموبايل والأجهزة اللوحية تجذب الطفل أكثر.

وقـد وثـق المكتـب العام للائتلاف الوطنـي السـوري عـدد المـدارس التـي دمرت بحوالي 3000 مدرسـة أو غيـر صالحـة للاستعمال مـن بينهـا 2400 مدرسـة أو خرجـت عـن العمـل لتهدمهـا الجزئـي، بالاضافة إلـى 2500 مدرسـة تسـتعمل كمركز ايواء لللاجئين أو كثكنـات عسـكرية.

وأصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) مؤخراً تقريراً، أشارت فيه إلى أنّ أربع سنوات مـن النزاع عمقت الانتهاكات لحقوق الطفل في سوريا فقد بات 10.8 مليون شخص بحاجة الى دعم انساني من بينهم 5.8 مليون #طفل، وأوضحت المنظمة أن 3 ملايين طفل نزحوا داخل سوريا من بينهم مليون طفل خارج المدارس في حين أن مليون طفل مهدد بالتسرب من المدارس لانعدام الأمن، بينما يحصل 255 ألف طفل داخل سوريا على تعليم غير رسمي ويتلقى 50 ألف طفل دعماً نفسياً، وكانت المنظمة قد كشفت في تقرير سابق أن نحو مليوني طفل سوري في سوريا وخارجها أعمارهم بين الـ6_15عاما أي ما نسبته 40% من اجمالي السوريين من هذه الفئة العمرية باتوا خارج #المدارس.

الأطفال يلعبون بالصيني

يؤكد أحد أصحاب محلات بيع ألعاب الأطفال في سوق #الحميدية بدمشق، أن معظم معامل ألعاب الأطفال أغلقت كونها تنتشر في الأرياف، لذلك انخفض عرض الألعاب في الأسواق وبالتالي ارتفع السعر تلقائياً بعد أن اتجه أغلب التجار للاستيراد.

ويشير إلى أن الألعاب ذات المصدر الصيني تغزو الأسواق السورية، وهي ذات #أسعار مرتفعة وقد حلت مكان الألعاب المصنعة محلياً.

ويبلغ سعر اللعبة وسطياً نحو 2000 ليرة سورية بعدما ارتفعت من 200 #ليرة تقريباً.

وكان نائب رئيس اللجنة الاقتصادية في محافظة دمشق معتز السواح، أكد أنّ أجهزة #المحافظة تعمل على ضبط أسعار ألعاب الأطفال، حيث بدأت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بتسعير الألعاب بحسب الفواتير وبيان الكلفة المخلصة بموجبها هذه السلعة في الأمانات الجمركية، وسوف توضع التسعيرة بعد الكشف عن هذه البيانات بالتعاون مع #الجمارك ووضع هامش ربح لها بنسبة 15%.

ولفت لصحيفة الوطن الموالية للنظام، إلى أن ألعاب الأطفال معفاة من الجمارك، ورغم أنها من السلع المحررة من الأسعار إلا أنها تخضع للتسعير من خلال الفواتير وبيانات الكلفة التي تسجل لهذه السلع في المنافذ الجمركية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.