جوان علي – القامشلي

أصدر مركز روج لحماية البيئة بالتعاون مع “بيت منديلا”، تقريره السنوي البيئي لهذا العام بثلاث لغات (الكردية والعربية والإنكليزية)، متطرقاً فيه إلى حال البيئة في منطقة #القامشلي وعموم المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية في# الحسكة، وما تخلفه هذه الحالة من آثار على حياة الناس في هذه المناطق.

وذكر التقرير مجمل المشكلات البيئية في مجالات عدة، أوردها في فقرات تحت أربعة عناوين رئيسية (تلوث الهواء، والصحة، والزراعة، والثروة الحيوانية)، مرفقاً عناوينه بجداول إحصائية وأرقام، بدت حصيلة متابعات للأشهر الستة الأولى من العام الحالي.

وفي فقرة تلوث الهواء، أشار التقرير إلى تعرض مدينة القامشلي في الفترة الحالية “لأخطر أنواع الملوّثات”، مرجعاً سبب ذلك إلى “احتراق أنواع مختلفة من الوقود المكرر بالطرق البدائية أو الخام”، حيث اكد التقرير أن “عدد الحراقات (مصافي النفط البدائية)، بلغ 541حراقة، قدّمت الترخيص إلى #الإدارة_الذاتية، منها 248 حراقة كانت مخالفة لشروط”.

كما أرجع التقرير التلوث إلى استخدم الوقود الناتج من الحراقات عبر سيارات النقل العامة ومحركات الديزل، التي تستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية و مدافىء المنازل و الأفران والمخابز. مشيراً إلى أن أخطر ملوثات الهواء حاليا هما؛ غاز كبريت الهيدروجين (السام)، وأول أكسيد الكربون.

وفيما يتعلق بالبيئة والزراعة، أشار التقرير إلى أن منطقة القامشلي التي تحوي مساحات واسعة من الأراضي المروية و البعلية و الخضار الصيفية والشتوية، تتركز مشكلتها الاساسية في انها “تُرشّ سنويا بآلاف اللترات من الأدوية الزراعية لمكافحة الأعشاب الرفيعة والعريضة و الحشرات والقوارض”. مضيفاً أنه “لكون 90 % من هذه المبيدات المستخدمة تتسرّب إلى الهواء والى التربة، والى الطعام، والى المياه الجوفية، والسطحية فإنها تتسبب في الكثير من الأمراض، إذ أنّ 70 – 90 % من حالات السرطان بسبب المواد الكيميائية، تأتي المبيدات الزراعية من أهم أسبابها”.

وعن البيئة و الثروة الحيوانية ؛ توصل التقرير أن الثروة الحيوانية كقطاع اساسي في المنطقة، بات يعاني بشكل رئيسي “نتيجة خروج قطاع واسع من المربّين من الإنتاج، وتحوّلهم إلى عاطلين عن العمل، على خلفية استمرار الصراع المسلح في مناطق واسعة”. كما ذكر التقرير ما وصفه بـ” غياب الرقابة” التي أدت لدخول أدوية بيطرية وزراعية غير مرخصة، ودخول أدوية زراعية وبيطرية مهربة ومزورة، أثبتت مع التجربة عدم فعاليتها”.

وفيما يتعلق بالبيئة والصحة؛ تتطرق التقرير إلى وجود “معاناة حقيقية” تتعلق بجانبين رئيسيين (يشملان قطاع الأدوية والنفايات الطبية)، حيث يعاني قطاع الأدوية العديد من المشكلات في جوانب عديدة، أهمها افتقار مستودعات الأدوية (التي يصل عددها إلى 50 مستودعاً)، للشروط الصحية المناسبة لتخزين الأدوية، بالإضافة لابتعاد الجزيرة عن المراكز الطبية الكبيرة التي تُعنى بأمراض السرطان، وافتقار المراكز الحكومية إلى أدوية غسيل الكِلى.

الجديد في هذا العام أن التقرير أشار إلى انتشار حالات الليشمانيا، مؤكداً أن عدد المصابين بالليشمانيا والذين يأخذون العلاج في مدينة قامشلي “وصل إلى 50 – 70 شخصاً أسبوعيا”

يذكر أن المركز أصدر في العامين السابقين تقارير مشابهة، قيمت فيه الحالة البيئية في غالبية المناطق في الجزيرة، وبشكل خاص منطقة القامشلي وريفها، والتي تعتبر نموذجا مصغرا لما تعاني بقية المناطق من مشاكل بيئية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.